أيها الإسلاميون اتحدوا
أيها الإسلاميون اتحدوا
أ.د. حلمي محمد القاعود
يتهمني بعض الناس بأنني أنتمي إلي هذه الجماعة أو تلك, وهي تهمة لا أنكرها, وشرف لا أدعيه, فكل الجماعات الإسلامية وأحزابها قريبة مني, وأحبها وأتمني لها النجاح والتوفيق,
لتكون صورة مشرفة في خدمة الإسلام, ودعوته, والشعب المصري بفئاته المختلفة. انتمائي الرئيس للإسلام, وحياتي وهبتها للدفاع عنه وعن قضايا المسلمين, ثم إن طبيعتي التي تؤثر التفكير والقراءة والكتابة تستعصي علي الانضواء تحت لواء حزب أو تنظيم, والالتزام برؤاه أوقراراته.
ومن هذا المنطلق يحزنني أن تكون هناك خلافات أو شقاقات بين عناصر الحركة الإسلامية, تتيح لأعدائهم وخصومهم فرصة الاصطياد في الماء العكر, وتشويه صورة الإسلاميين, ودق الأسافين فيما بينهم, مما يؤخر حركة بناء المؤسسات, واستكمال مقومات الدولة الجديدة. إن أعداء الحركة الإسلامية وخصومها لا يتمنون أن تنجح التجربة الإسلامية في قيادة البلاد في أول تجربة بعد الثورة.
لو كان الفريق المناهض للتجربة الإسلامية يملك الأغلبية لمرت الأمور بسلام, لأن هذا الفريق الذي ظل يحكم طوال ستين عاما لن يتورع عن متابعة منهجه الاستبدادي الإقصائي, ولن يخجل من استخدام العنف ضد الإسلاميين أيا كان انتماؤهم التنظيمي, أو المستقل, فهو في أحسن الأحوال يؤمن أن الإسلام مكانه المسجد, ولا يجوز له المشاركة في الواقع, أو صنع التوجه السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي, وهو ما يدفع المناهضين لرفض الحوار, والتحالف مع قيادات النظام البائد الفاسد ورموزه, والتغطية السياسية والإعلامية لعناصر العنف والشغب وسوء الأدب, والإصرار علي إسقاط النظام من خلال الدعوة للانقلاب العسكري, أو الانتخابات الرئاسية المبكرة, ورفض الدستور والانتخابات.
مساحة الاتفاق بين الإسلاميين واسعة جدا, ومساحة الاجتهاد متاحة لكل جماعة أو تنظيم, دون أن يكون ذلك دافعا للتراشق والاتهامات, ويمكن لمؤتمر عام يضم قيادات الحركة الإسلامية أن يحدد الثوابت والأولويات, ومجالات الاجتهاد والإبداع, بحيث يري الناس صورة مشرقة للإسلاميين في خدمة المجتمع, دون الصورة البغيضة التي نجح الإعلام المعادي في رسمها داخل أذهان الناس. أيها الإسلاميون اتحدوا!