قراءة في مقال الأستاذ كيلو
قراءة في مقال الأستاذ كيلو
محمد زهير الخطيب/ كندا
في مقال للاستاذ ميشيل كيلو نشر في 20 ابريل الجاري في صحيفة السفير تحت عنوان (القطب السوري الديمقراطي كما اتصوره)
ذكر الاستاذ ميشيل (أن هناك مواقف داخلية اعتمدتها قوى إسلامية طامعة في السلطة، تصارع بقية أطراف المعارضةأكثر مما تصارع النظام القائم) !!!
وتجاهل أن وصول الاسلاميين للسلطة في تونس ومصر كان بالديمقراطية والانتخابات ووصفه بوضع اليد على السلطة، فقال أن الوضع في سورية قد: (يمكن «الاخوان المسلمين» من وضع يدهم على السلطة عندنا أيضا).
وقال متهماً: (... بينما تخطط بعض تيارات الإسلام الاخواني منذ عام ونيف لتوحيد صفوفها وخفض تناقضاتها، وتسخر علاقات عربية ودولية مهمة، ورساميل وافرة تحصل عليها من كل مكان، لشراء الذمم وتنظيم القدرات وإفساد المقاومة وتأسيس الميلشيات)
إلى آخر ما هنالك من مجموعة مغالطات واتهامات لا تناسبه كمفكر كبير أن يلقيها جزافا يعكر بها صفوف المعارضة التي تشكو أصلا من التشتت والتمزق...
يسعى الاستاذ ميشيل كيلو لتشكيل قطب ديمقراطي سوري -وهذا مبدئياً من حقه- ولكن نود أن نلقي بعض الضوء على هذه الدعوة:
قواعد اللعبة السياسية الديمقراطية:
1- يجوز لغيرك في السياسة ما يجوز لك، فلا تنه عن خلق وتأتي مثله...
2- الادعاءات مرفوضة إذا لم ترفق بالادلة، وقد تستدعي مسائلة إذا كانت ادعاءات مسيئة وغير صحيحة.
3- الاتهامات بسوء النية مرفوضة لانه لا أحد يطلع على نيات الآخرين. ومن فتح هذا الباب ناله ما رمى به الآخرين...
4- في العمل السياسي الديمقراطي الناضج لا مكان لعبارات (السعي للسلطة) (الاستحواذ) (الطمع في السلطة)، لم نسمع في حياتنا مثلا أن الحزب الديمقراطي الاميركي يتهم الحزب الجمهوري بأنه يطمع في السلطة!!! كل الاحزاب تسعى للوصول للسلطة لتطبق برامجها التي تسعى للنهوض بالامة والتي ينتخبها الشعب لاجلها او لثقتهم برجال الحزب لاسباب مختلفة..
5- كل مكون أو فصيل في المعارضة يقول أنه يسعى إلى دولة مدنية دستورية ديمقراطية يقبل ومنه قوله ونصدقه لان فتح باب التشكيك لا يوصلنا إلى بر، أما من اعترض على الديمقراطية وأعلن نفسه حزباً قائداً للدولة والمجتمعفهذا مرفوض وكلنا ضده. أكان حزب البعث أو جبهة النصرة أو ما شابههم في مثل هذه الدعاوى...
6- تجربة المعارضة في تشكيل المجلس والائتلاف تجربة ناقصة ديمقراطيا لصعوبة أخذ أصوات كل السوريين، وهي تمثل اجتهاد متحالفين غالبين يمكن نقده وتصحيحه والاعتراض عليه، ولكنه ليس المقياس الديمقراطي لسورية المستقبل التي سيشارك فيها كل أبنائها في ممارسة حقهم في الانتخاب بالتساوي دون تمييز.
من حق الاستاذ ميشيل وغير الاستاذ ميشيل أن يساهم في الحراك السياسي السوري، يشكل أحلافا وأقطابا وجبهات... ولا يلزمه ليفعل ذلك أن يتحرك بهاجس ردود الفعل والشعور بالاضطهاد، بامكانه أن يفعل ذلك ابتداءً إذا شاء، ولكن ليس من حقه ولا من حق غيره أن يتهم دون دليل، وأن ينهى عن خلق وياتي مثله، وأن يسئ الظن في رفاق دربه...
نتمنى للاستاذ ميشيل النجاح، ولكن نحب أن نذكره ببعض الملاحظات التي لو انتبه لها لاعانته في مخططه، إنه كثير التقلبات والتحالفات دون تركيز، المعي الافكار والتنظير، ولكنه ضعيف في الادارة والتدبير، ينساق وراء عواطفه واوهامه وبارع في كسب أعداء جدد وأصدقاء جدد في نفس الوقت، ولو أنه استعان ببطانة ناصحة متمرسة في العمل السياسي الصبور لحقق نتائج أفضل.
إن محور قطب الاستاذ كيلو يدور حول الديمقراطية، ولكن واقع الحال أن جميع من خاصمهم الاستاذ ميشيل من المجلس الوطني والائتلاف لا يخالفونه في تبني النهج الديمقراطي فليس له خصوصية الديمقراطية في القطب الجديد، وإن كانت دعواه أنهم استبعدوه واستبعدوا غيره فهو كذلك يحاول اليوم أن ينشئ قطبا جديداً بعيداً عن القوم الذين استبعدوه، فهو اذن مثلهم. كما ارى انه سياتي قوم آخرون يرون ان الائتلاف استبعدهم وقطب الاستاذ كيلو ايضا استبعدهم...
أنا لا أظن أن التسمية الديمقراطية للقطب الجديد تصلح وصفاً لطبيعة هذا القطب، لعلي أراه قطبا ليبراليا يقابل القطب الآخر للمجلس والائتلاف المتهم بالاسلامية وسيطرة الاخوان عليه، وعلى كل حال لا مشاحة في الاصطلاح وله أن يسمي قطبه ويصفه بما يشاء، وأنا لا أرى ضيرا من تبلور قطبين أحدهما محافظ والآخر ليبرالي، وقد يبرز إلى الساحة قطب ثالث وسطي بين الاثنين نسميه القطب الوسطي، المهم أن يعمل الجميع محترمين اللعبة الديمقراطية، وأن يتركوا خطابات التخوين والتشكيك جانبا، وسيكون البقاء للاصلح والكلمة الاخيرة للشعب.