الحكومة الجديدة ( حكومة دولة فلسطين )
الحكومة الجديدة ( حكومة دولة فلسطين )
سري القدوة
لعل استقالة رئيس الوزراء سلام فياض جاءت متأخرة وتضعنا امام حقيقة واقعية وهي اننا بحاجة ماسة لإعادة بلورة مواقفنا الثابتة امام المتغيرات علي الساحة الفلسطينية وفي مقدمة هذه المتغيرات هي حقيقة أن قطاع غزة روح الوطن ما زال بعيدا عن الشرعيته ويخضع لحسابات حركة حماس السياسية وما حققته هذه الحركة من نتائج افرزت واقعا جديدا معقد التركيب في غزة .. وحتى لا يخضع الوطن والدولة المستقلة والمعترف بها من قبل الامم المتحدة وترجمة هذا الاعتراف عمليا علي ارض الواقع بات امامنا مهمة اساسية اليوم وهي تشكيل حكومة فلسطينية ( حكومة دولة فلسطين ) تمنح شعبنا ثقته بنفسه وتواجه هذا الانقسام وتضع علي راس عملها وجدولها انهاء الانقسام والسعي الي اعادة دمج المؤسسات الفلسطينية وإنهاء ظواهر الانقسام والتفسخ بالنسيج السياسي والاجتماعي الفلسطيني ..
ومن اجل أن تكون دولة فلسطين وتمضي بخطوات واثقة وسريعة لمحاكاة الواقع العربي لا بد من الحكومة الجديدة أن يكون علي راس جدول اعمالها إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية ألفلسطينية وإنهاء الانقسام السياسي وتوحيد شطري الوطن .
اننا اليوم نقف امام حقائق جديدة ومن خلالها تكمن اهمية التشكيل الحكومي الجديد والمنتظر كي لا نستبدل فياض رئيس الوزراء السابق بفياض جديد ونعمل علي استنساخ التجربة السابقة مع احترامي وتقديري وثقتي الكبيرة بالسيد سلام فياض رئيس مجلس الوزراء الفلسطيني الذي يجمع العالم عليه وكان له الدور البارز في تنشط الدعم الاوروبي واستمراريته لدولة فلسطين وأيضا تلك الرؤية التي عمل من خلالها سلام فياض لتحقيق منهج واضح في ترتيب أولويات العمل ضمن فريقه الطريق الثالث علي الساحة ألفلسطينية والتي خدمت أهداف فياض وبشكل واسع وحددت له السمات الأساسية لشخصيته حتى بات الفلسطينيون جميعا قادة وكوادر لا يرون سوي سلام فياض المنقذ والمتنفذ الوحيد في الساحة الفلسطينية.
اننا اليوم بحاجة ماسة الي استراتجية جديدة ورؤية قيادية واضحة توحد الوطن .. وتساهم في تبني مواقف الجماهير الفلسطينية .. وتعبر عن صوت الشعب .. وتلامس معاناة الاسرى في سجون الاحتلال .. وتتصدي للاستيطان الغير شرعي .. وحتى لا نقف جميعا لنبكي الوطن ونتحسر علي الماضي ونتألم من المستقبل المجهول لحياتنا التي بدأت متناقضة في الفهم والممارسة يكون لزاما علينا أن نعمل علي ملامسة الواقع فبعد سبعه اعوام من الانقسام حان الوقت لوحده شعبنا وإنهاء هذا الانقسام الاسود .. وملامسة هموم المواطن .. وخلق فرص عمل لطوابير الخريجين .. فأما أن تكون لنا دولة تهتم في المستقل او نخسر كل شئ ..
اننا اليوم بحاجة الي أن نفتح صفحة جديدة ومرحلة جديدة, وبحاجة ماسة الي حكومة تعمل علي اتخاذ قرارات مصيرية تنهي الانقسام وتعيد الاعتبار لمكانة القضية الفلسطينية على مختلف المستويات لمواجهة المخاطر والتحديات الجمة التي تنتظر قضيتنا في ظل ما تشهده المنطقة من تغييرات .
ولعل تأكيد الرئيس محمود عباس ابو مازن علي اهمية انهاء الانقسام وإصراره علي تفعيل عمل لجنة الانتخابات وتحديث سجل الناخبين يدفعنا اليوم الي اهمية اجراء الانتخابات الشاملة الرئاسية والتشريعية والاحتكام الى الشعب عبر صناديق الاقتراع وإنهاء الانقسام وهذه هي الخطوات المهمة من اجل مواجهة التحديات والمخاطر المحيطة بالقضية الفلسطينية في ضوء تصاعد العدوان السافر والمتواصل للاحتلال، وضربه عرض الحائط بالقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، وفشل اللجنة الرباعية الدولية في القيام بمسئولياتها السياسية والأخلاقية في تنفيذ هذه القرارات والوصول بعلمية السلام الي طريق مسدود .
وأيضا بات المطلوب من الحكومة الفلسطينية اتخاذ قرارات جريئة تفتح الطريق نحو توحيد النظام السياسي الفلسطيني، وتنفيذ ما تم الاتفاق عليه في مجمل الحوارات السابقة بالإضافة الى التفاهمات الفلسطينية بشأنها ، بما في ذلك التوافق على إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني وآلياتها وتفعيل وتطوير دور منظمة التحرير الفلسطينية ، علاوة على قضايا اخرى تم التوافق بشأنها وتسهم في طي صفحة الانقسام المؤلم .
ان الانتخابات بكافة مستوياتها تشكل مدخلا لإعادة لحمة الوطن، وترسيخا للحياة الديمقراطية في فلسطين والتداول السلمي للسلطة والمطلوب اليوم حكومة تعمل علي تطبيق هذا النهج وتعد للانتخابات في اقرب وقت ممكن .
ان استقالة حكومة رئيس الوزراء سلام فياض تفتح المجال امام الحكومة الجديدة وتركيز عملها على تحديد الأولويات الوطنية الفلسطينية وتهيئة الأجواء لعقد الانتخابات المحلية والتشريعية والرئاسية وان تكون الحكومة الفلسطينية بمستوي التحدي المفروض بعيدا عن الشعارات الرنانة ومن اجل ان تعبر عن أماني شعبنا وان تعمل علي المصالحة مع الذات من اجل إعادة القضية الفلسطينية إلى الواجهة السياسية وتواصل الجهد الدبلوماسي لكسب مزيدا من الاعترافات بالدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس ، وحتى ننجز انتخابات ديمقراطية حرة تعبر عن مجموع الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده بدون أي تأثيرات خارجية.
وأيضاً بلورة إستراتيجية جديدة قادرة على النهوض بالشعب الفلسطيني مجدداً، وتوحيد قواه وفعالياته وطاقاته وإبداعاته وقدراته وإرادته وشق طريق النصر والتحرير والعودة والعمل علي بذل كل جهد ممكن لإنهاء الانقسام، وضرورة عودة الوحدة بين شطري الوطن، قطاع غزة والضفة الغربية، وسبل دعم صمود الشعب الفلسطيني في غزة لإنهاء معاناته المستمرة .