هل أصبح كل السوريين أحراراً شرفاءً ؟؟؟
وهل بشار هو المسيخ الدجال ؟؟؟
د. موفق مصطفى السباعي
بالرغم من أن السوريين ضربوا أروع الأمثلة في البطولة والبسالة .. وقدموا أعظم التضحيات في الدفاع عن الوطن وعن أهلهم وإخوانهم .. وبالرغم من الدماء الغزيرة التي جرت على أرض سورية وفاقت أي دماء أخرى جرت في أي بقعة من الكرة الأرضية ..
وبالرغم من أنهم أصبحوا يستهينون بالموت .. بل يُقبلون عليه بكل نفوس رضية .. ويتحدون كل من يطلق عليهم الرصاص والمدفع والرشاش .. ولا يهابونه ولا يخافون منه .. وهذا ينطبق على الصغير والكبير .. والرجل والمرأة .. والطفل والرضيع ..
بالرغم من كل هذه الروائع .. وهذه المشاهد الآسرة للفداء .. والتضحية التي يبديها الثوار على أرض الشام ...
وبالرغم من كل هذا الصمود .. والتحدي .. والصبر .. والتحمل للجوع والمرض والفقر .. والضنك والحر والبرد في الصحراء القاحلة .. وتحت خيام مهترئة بالية .. هذا التحمل الذي تنوء بثقله الجبال ..
بالرغم من كل هذا وذاك .. إلا أن العين لتدمع .. والقلب ليخشع ويتزلزل .. والفؤاد ليتمزق ويتشظى .. والصدر ليختنق ويتحشرج .. لما يراه الإنسان من إستمرار مخلوقات هيكلية بشرية سورية غير قليلة ..
1- لاتزال تتشبث وتتمسك بالمافيا الأسدية .. ولاتزال تقدم لها كل الدعم والتأييد السياسي .. والإعلامي .. والمالي .. والعسكري .. ولاتزال تضحي وتدافع بكل شراسة وقوة وصلابة عنها .. ولاتزال تهاجم الثورة والثوار .. وتنعتهم بأوصاف مزرية دنية ..
2- لاتزال مخلوقات هيكلية بشرية سورية من كافة الأطياف والمكونات الشعبية .. والثقافية والتعليمية .. والإجتماعية .. والدينية .. تعتقد وتصدق وتؤمن بأن النظام الأسدي هو أفضل وأحسن وأعظم نظام في الكرة الأرضية .. بل هذا الإعتقاد المشين .. المزري .. المعيب لكينونة الإنسانية .. ليمتد وينتشر ويتغلغل في أذهان مخلوقات غير سورية عربية وأعجمية .. وما حادثة الوفد الأردني الصعلوكي الذي ذهب إلى بشار ليكرمه ويكافئه على جرائمه بإهدائه العباءة الأردنية .. عنكم ببعيد ..
3- لاتزال مخلوقات سورية تعيش في حياة البذخ والترف والنعيم .. وكأنها في عالم آخر .. وكوكب آخر في داخل سورية وفي خارجها .. تغب من الملذات والشهوات ما تشاء .. وما تحب وما تهوى ..غير عابئة ولا مكترثة .. ولا مهتمة بما يجري من أنهار الدم .. وشلالات الدم على أرض سورية .. تمارس حياتها العادية كما كانت قبل الثورة .. وتخرج خارج سورية للتنزه والسياحة والترفيه والمتعة .. وتتحمل طول السفر وعناءه .. والمرور عبر الحواجز الأمنية ..
4- ولا تزال مخلوقات عجيبة .. غريبة تهتف بإسم بشار وترفع صوره .. وتمجده .. وتعظمه .. وتؤيده .. وتهتف بإسمه .. وتفديه بالروح والدم .. ليس في سورية فحسب بل – وللأسف العميق – في خارجها .. وفي أول بلد عربي حصلت فيها ثورة الحرية ... فبالأمس عرضت شاشات التلفاز مظاهرة في تونس مؤيدة للمافيا الأسدية .. ومن أهلها .. مع أنه لم تحصل حتى الآن مظاهرة في تونس مؤيدة لرئيسها المخلوع بن علي ..
5- ولا يزال موظفوا النظام الأسدي سواء منهم العسكريون أو المدنيون يمدونه بالقوة ويدعمونه بشتى الوسائل .. ويدافعون عنه بشراسة وضراوة لا نظير لها .. ويضحون بأرواحهم النجسة في سبيله .. ويبذلون أموالهم لتثبيت أركانه ودعائمه ..
هل وصلنا إلى زمن يصبح فيه الحليم حيراناً ؟؟؟!!!
هل نحن في زمن المسيخ الدجال .. الذي يقول للأرض أنبتي .. وللسماء أمطري ؟؟؟!!!
وهل هذا رئيس المافيا الأسدية يمثل المسيخ الدجال الذي يفتن الناس .. ويسلب عقولهم .. ويعمي أبصارهم .. ويختم على قلوبهم .. فيجعلهم يمشون وراءه كالأنعام ؟؟؟!!!
وبالرغم من هذه الصورة السوداوية .. القاتمة .. الكئيبة للمشهد السوري الحزين .. إلا أنه في الطرف الآخر ثمة مشهد رحب واسع من النور .. والفرحة .. والحبور .. والسرور يملأ الكون بالضياء والإشراق ..
فلا يزال أناس طيبون قابعون تحت سيطرة المافيا الأسدية .. ينسحبون وينسلون تحت جنح الظلام .. فيعلنون تبرؤهم منها .. وينضمون إلى قافلة الأحرار الشرفاء ..
وهذا ما قد يفسر سبب تأخر النصر ..
من ناحية أن الباطل لا يزال متماسكاً .. قوياً رغم التصدعات والتشققات اتي حصلت فيه .. ومن ناحية أخرى رحمته تعالى بالبقية الباقية من الطيبين المتواجدين تحت سيطرة المافيا الأسدية .. فيريد لها أن تنجو من العذاب الأليم بخروجها من سيطرتها ..
وَٱللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰٓ أَمْرِهِۦ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ...