نداء "اللحظة الأخيرة" من الحر لعقلاء الطائفة الشيعية
نداء "اللحظة الأخيرة"
من الحر لعقلاء الطائفة الشيعية
صدر عن القيادة المشتركة للجيش السوري الحر البيان التالي :
نداء اللحظة الأخيرة
إلى عقلاء الطائفة الشيعية في لبنان
(الثورة السورية، هي ثورة الإمام الحسين الثانية)
إننا في القيادة المشتركة للجيش السوري الحر نود أن نتوجه إلى أخوتنا وأهلنا الشيعة في لبنان لنضع معاً بعض النقاط على الحروف عذرا لأنفسنا وللتاريخ ولنستنهض في ضمائرهم المبادرة التي آن لها أن تنبعث منطلقة من الحقائق التالية:
أولاً: لقد كان المزاج الشعبي للسوريين عند انطلاق الثورة السورية مطمئناً إلى أن القواعد الشعبية لحزب الله ستقف بالتأكيد أحد موقفين: إما إنصاف الثورة أو الحياد، وكانت هذه الطمأنينة مبنية على التمييز الشعبي بين النظام السوري الذي يدعي العلمانية وقتل ويقتل السوريين في طول الوطن وعرضه كما لم يفعل أي محتل ،وبين تيار المقاومة كتيار إسلامي نشأ في حضن المؤسسة الشيعية ، وكان حينها قدوة لكثير من السوريين من مختلف مشاربهم. بيد أن حزب الله تصدر المبادرة طواعية، ومنذ بداية الثورة ليخلق تراكما من الصدمات بصورة مذلة وقاهرة لمشاعر السوريين، ولم يكتف بذلك فقط، بل انخرط في جهود لا تنقضي في تشويه الثورة والعمل ضدها، حتى وصل به الأمر اليوم في حربه المفضوحة بالعدوان المباشر على السوريين وأرضهم.
ثانيا : لقد رصد الناشطون منذ بداية الحراك الثوري جهودا واضحة للحزب في عسكرة الحراك الثوري، وكان عندها امرا غامضا، عندما قام بتسهيل وصول الدفعات الأولى من السلاح بواسطة رجال معروفين بأنهم كوادر في حزب الله، تماهياً مع سياسة النظام في دفع الثورة نحو العسكرة ،لخلق المبررات لمزيد من القمع للسيطرة على الأوضاع.
ثالثا: إن تدخل حزب الله قد اضطر الى اﻻنكشاف اليوم لأنه ومنذ اللحظة الأولى ،قد نظر إلى الثورة السورية كمشروع سياسي مهدد، في حين انها كانت ردة عفوية حازت الاحتضان الشعبي الهائل الذي سيبقى يدفعها حتى النصر ، و لكنه تعامل معها في ذعر واضح على مكتسباته الطائفية ،ليكشف عن نفسه أنه هو من يحمل مشروعا سياسيا يمتد خارج الأرض اللبنانية، هو أثمن بكثير مما ادعاه عن المقاومة والممانعة والتي كانت أداة استقطاب واستثمار لمشروعه السياسي، الذي لم يبال كثيراً بسقوط القيمة الأخلاقية لحزب "متدين" محافظ عبثت بصورته الدماء والأعراض المنتهكة وقصف المقدسات على أرض سورية.
مع كل ذلك فإننا مازلنا نميز بين المشروع السياسي لحزب الله وبين الشيعة في لبنان ، كما نميز بنفس القدر بين خلافنا مع الحزب وبين خلافاته الداخلية مع بقية اللبنانيين ،لأن الأمل مازال في العقلاء من الطائفة ونحن نمد لهم يداً صادقة لحقن الدماء ،فلينظروا لحكم التاريخ ففكر الإمام الحسين ليس مشروعاً ثأرياً ،بل هو رسالة للثورة على الظلم والظالمين، وهو مشروع للعدالة في الأرض، التقت الثورة السورية معهم عليه ومنذ اليوم الأول للثورة السورية.
إن الثورة السورية اليوم هي كثورة الإمام الحسين الثانية وكل ثائر وشهيد في سورية هو الحسين وكل ثائرة وشهيدة في سورية هي زينب المظلومة
إننا هنا لا بد أن نقدر عاليا المواقف الدينية والسياسية التي تنسجم مع فكر الإمام الحسين وعظم شخصيته، والتي عبر عنها من لبنان رجال سيدخلون التاريخ، يكن لهم السوريون كل التقدير ،لأنهم أخوة أشقاء وحراس للحق والصدق كالعلامة سماحة السيد صبحي الطفيلي وسماحة السادة محمد وعلي الأمين وهاني فحص وسواهم ممن جهروا بالحق وصدعوا به.
إننا في القيادة المشتركة للجيش السوري الحر والحراك الثوري نذكر الأخوة اللبنانيين أننا لم نعتد على لبنان، ولكننا اليوم نستطيع أن نميز بين أصدقائنا وأعدائنا، أو من أرادوا أن يتخذونا أعداءً لهم من اللبنانيين، ونقول للعقلاء منهم إننا ندعوكم للخروج والتعبير عن آرائكم إذا أردتم وئد الفتنة والحفاظ على كل من سورية ولبنان .
إن سورية بلد لا يضم أقليات، لأن جميع السوريين سواسية أمام القانون في جميع الحقوق والواجبات، فالشيعة مكون أساسي من المجتمع السوري، والمقامات الدينية موجودة في سورية منذ مئات السنين، كان ومازال وسيبقى يحميها الشعب السوري، لذلك فإن تحويلها اليوم لقضية هي ذريعة لاستثمار سياسي رخيص سيعرض هذه المقامات للخطر بدلاً من الحفاظ عليها.
إننا نوجه الدعوة للأخوة في المراجع الشيعية في لبنان وعلى رأسهم سماحة السيد الطفيلي التوجه لزيارة مخيمات اللجوء في تركيا والأردن ومواقع تواجدهم في لبنان ليروا معاناة السوريين بأنفسهم وليسمعوا منهم أي طائفية أخرجتهم من ديارهم لتكون هذه المبادرة أبسط حق من حقوق الجوار انتظره السوريون في ضمائرهم طويلا
إننا في النهاية نود من الأخوة العقلاء في الطائفة الشيعية أن يتوقفوا أمام حالة غير مسبوقة في تاريخ تحرر الشعوب فالسوريون عندما واجههم جيشهم "الوطني" الجرار قرروا بلا تردد مواجهته لأنه لم يعد وطنيا عندما وجه اسلحته الى صدور ابناءهم، وفعلوا ذلك نصرة للمظلومين ودفعوا كل ما يمكن ان يخطر ببال من الأثمان ليبقى في حساب خسائرهم جرح الكرامة الذي تتوقف أمامه كل الخسائر بلا حساب، فليعرف حزب الله عندما يتخذ من نفسه عدواً للثورة السورية أين يكون موقعه بعد ذلك.