ربيع الفضائيات الخليجية
ربيع الفضائيات الخليجية
أ.د. حلمي محمد القاعود
تهتم بعض دول الخليج بإنشاء فضائيات تعتمد علي كوادر مصرية وعربية; هدفها الرئيسي مواجهة الإسلام بمفهومه المتكامل الشامل الذي يتجاوز التدين الشكلي إلي التدين العملي
الذي يشتبك مع الواقع بالعمل والإنتاج والمشاركة في صنع مصير الأمة ومستقبلها. كانت ثورات الربيع العربي عنصرا فاعلا في ازدياد الاهتمام الخليجي بالفضائيات التي تبث في اتجاه دول الربيع الأساسية لإجهاض تجربتها العظيمة التي حققت الحرية وأسقطت الطغيان والاستبداد, وفتحت الآفاق أمام عصر جديد لا ركوع فيه إلا لله.
سمعنا عن إنشاء فضائية جديدة تبث من لندن, والجديد في هذه الفضائية أن الأمن في إحدي الإمارات الخليجية يشرف مباشرة علي أجندتها, وأن هدفها الأول التشويش علي التيارات الإسلامية التي فازت في الانتخابات التشريعية والرئاسية, وتضم القناة عناصر إعلامية أمنية وسياسية مشهورة بالعداء للربيع العربي والتيارات الإسلامية, ويتولي تمويلها بعض الأمراء والمستثمرين الخليجيين ويديرها بعض المقربين من قيادات في منظمة فتح تقيم في الخليج لها صلة وثيقة بالعدو الصهيوني.
هناك ما يقال عن إنفاق ضخم علي تجهيز هذه القناة يتوازي مع إنفاق مماثل من خليجيين ومصريين هاربين لدعم التحركات المناهضة لنظام الحكم الحالي في مصر, ودعم عدد كبير من الصحف والمواقع العربية والإعلاميين المناوئين للإسلام والحركة الإسلامية.
من المفارقات أنك إذا انتقدت أمرا ما في بلاد الخليج تقوم الدنيا ولا تقعد, ولكنهم- من خلال فضائياتهم- يستبيحون مصر وغيرها من خلال تدخل إعلامي فج, وسياسي غير ناضج. لا أفهم أن تتجاهل قناة خليجية صوت الأغلبية ونشاطاتها وتكتفي بالتركيز علي نقل نشاطات الفريق المناهض للرئيس المنتخب واستضافة تيارات اليسار والناصريين وأنصار النظام السابق للطعن في الحركة الإسلامية, وإظهار الأحداث الصغيرة في حجم مهول يتصور من لا دراية له بالتضليل والتدليس أن مصر علي وشك الفناء والموت الأبدي, إنها دعاية فجة!
ثم كيف نفسر أن تدفع دولة خليجية مئات الملايين لفرنسا مساعدة لها في قتل شعب مالي المسلم, وتقبض يدها عن مصر التي تمر بضائقة صعبة, وهي التي تبادر بالدفاع عن أشقائها عند الحاجة ؟ إنها سياسة رديئة!
رفقا بأنفسكم يا قوم!