عندما مّكنت أمريكا إيران لتكون حارسا للخليج العربي
عندما مّكنت أمريكا إيران
لتكون حارسا للخليج العربي
جان عبد الله
ليلة رأس السنة من عام 1978 كان شاه ايران يستضيف على مائدته فى قصر نيا رافان الأسطورى الرئيس الأمريكى جيمى كارتر وعندما أشارت الساعة الى الثانية عشرة وتبادل الشاه ومدعووه الأنخاب لم يكن ليدور فى خلد الضيف والمضيف أن عرش ايران القوى والصلب سيغرق فى بحر من الدماء خاصة عندما منح كارتر مضيفه شهادة حسن سلوك فى حقوق الأنسان أثناء وجوده فى طهران تماما مثلما يفعل أوباما اليوم مع نظام الأجرام الأسدى ولكن دون أن يكون فى دمشق كانت شهادة كارتر تبديدا لآمال المعارضة السياسية فى ايران على الرئيس الأمريكى الجديد الذى انتقد يومها بعض الممارسات الشاذة للنظام الأيرانى ؟ تأكيد كارتر المذهل على أنه سيشارك الشاه نظرته الى حقوق الأنسان والذى جاء كسطل من الماء البارد صب على رؤوس حامية وضع النقاط على الحروف لخذلانها المعارضة السياسية الوطنية كما يفعل أوباما اليوم مع شعبنا السورى ومعارضته الوطنية والتى طالما سمعت منه وعودا كاذبة ووهمية لكن الأدارة الأمريكية حتى اليوم لم تأخذ بالحسبان المعارضة الدينية التى أطلقت شرارة ثورة سلفية بعد اسبوع واحد فى السادس من كانون الثانى على وجه التحديد استعصت على سائر العلاجات والتهديدات ولم تنفع معها الأحكام العرفية ولا الحكومة العسكرية التى اقترحها متأخرا جنرال أمريكى مقيم فى طهران فكم بالأحرى وعود الشاه وتضرعاته وخلال بحث الديبلوماسية الأمريكية عن حكم قوى ينقذ المصالح الأمريكية الضخمة والحيوية فى ايران كانت الديبلوماسية الروسية تعقد آمالها على أن تتمخض ثورة الشارع الأيرانى عن حكم لايملك مقومات البقاء والأستمرار فمصلحة موسكو هى فى قيام حكم ضعيف يعجز عن كبت الشارع هذا العجز سيجر ايران الى معسكر الدول المبتلية بأزمات يستعصى حلّها ويرشح الدولة التى أريد لها أن تكون حارس الخليج الى البحث فى الحلول الدولية عن علاج لدائها مما أفسح المجال أمام موسكو كى تطالب بحصتها القديمة فى ايران ونفطها حصة كانت قد أقرت لها بها بريطانيا العظمى فى عام 1907 أى فى زمن كانت فيه لندن تلعب فى ايران دور واشنطن.