بيع الجولان
إعلان سقوط الجولان
قبل 48 ساعة من إحتلاله: في يوم
السبت العاشر من حزيران سنة 1967 أعلن وزير الدفاع السوري حافظ أسد الساعة 9:30
البلاغ العسكري رقم 66 وهذا نصه:
إن القوات الإسرائيلية استولت على
القنيطرة بعد قتال عنيف دار منذ
الصباح الباكر في منطقة القنيطرة ضمن ظروف غير متكافئة.
وكان طيران العدو يغطي سماء المعركة بإمكانات لا تملكها غير دولة كبرى. وقد قذف العدو في المعركة بأعداد كبيرة من الدبابات واستولى على مدينة القنيطرة على الرغم من صمود جنودنا البواسل. إن الجيش لا يزال يخوض معركة قاسية للدفاع عن كل شبر من أرض الوطن. كما أن وحدات لم تشترك في القتال بعد ستأخذ مراكزها في المعركة. انتهى البلاغ 66.
طبعا كان ذلك بلاغا كاذبا أراد منه حافظ الأسد كسر الجيش السوري كسرة لا يقوم بعدها. و بالتالي تسليم المرتفعات المنيعة لإسرائيل لقمة سائغة بغير أي قتال. و إليك شهادة الشهود التي تشرح تفصيلات الحادثة. بالمناسبة كانت مكافئة حافظ الأسد على هذه الخيانة تسليمه كرسي الرآسة في دمشق ليحكمها مع ورثته بالحديد و النار إلى اليوم.
أما شهادات الشهود التي تدل على أن حافظ الأسد قد باع الجولان فهي أولا من د. عبد الرحمن الأكتع وزير الصحة السوري آنذاك الذي كان في مدينة القنيطرة تلك اللحظة. فاتصل بوزير الدفاع حافظ الأسد وأخبره أن القنيطرة لم تسقط ولم يقترب منها جندي واحد من العدو. وأنه بتحدث منها! فما كان من حافظ إلا أن شتمه و تهدده!
أما د. سامي الجندي الذي كان وزيراً للإعلام وعضو القيادة القطرية. و هو من مؤسسي حزب السلطة "البعث" فيقول: إن إعلان سقوط القنيطرة ـ قبل أن يحصل السقوط ـ أمر يحار فيه كل تعليل يبنى على حسن النية. فلماذا يصدر الأسد البلاغ المشؤوم قبل وصول القوات الإسرائيلية إلى القنيطرة بيومين؟ ولماذا يطلب الانسحاب الكيفي من الجيش؟
يشرح السبب دريد مفتي الوزير المفوض في مدريد حينها الذي يتحدث عن تكليف السيد ماخوس البعثي النصيري للخارجية الإسبانية للتوسط مع الأمريكان برغبة الخارجية السورية المحافظة على الحالة الناجمة عن حرب حزيران 1967. فكان رأي الأمريكان أن ذلك "ممكن" إذا حافظت سورية على هدوء المنطقة.
وسمحت لسكان الجولان بالهجرة من موطنهم والاستيطان في بقية أجزاء الوطن السوري! وتعهدت بعدم القيام بنشاطات تخريبية من جهتها تعكر الوضع الراهن. فما كان من جماعة الأسد إلا أن قتلوا دريد مفتي في لبنان لأنه أذاع هذا السر ولم يرض الخيانة! و كان دريد مفتي ينقل عن إبراهيم ماخوس وزير الخارجية السورى أنه:
ليس مهماً أن يحتل العدو دمشق أو حتى حمص وحلب! فهذه أرض يمكن تعويضها وإعادتها. أما إذا قضي على حزب البعث، فكيف يمكن تعويضه وهو أمل الأمة العربية؟ و من شر البلية ما يضحك، هذا التعليق فى اذاعة دمشق: قال معلق راديو دمشق ذلك المساء: الحمد لله! لقد استطاعت قواتنا الباسلة حماية مكاسب الثورة أمام الزحف الإسرائيلي!
الحمد لله الذي أفسد خطة العدو وقضى على أهدافه الجهنمية! إن إسرائيل لن تحقق نصراً يذكر، طالما أن حكام دمشق بخير!! و هكذا ترجمت سياسات البعث إلى واقع عملي و بدأت أيام إستعباد سورية أرضا و شعبا و بيعها في المزاد لمصلحة آل الأسد. فصحة حكام دمشق و بقائهم على الكرسي و إستكبارهم هو المطلوب و لو كان ثمنه الأرض و الشرف و دم الشعب.
بعد ما سبق سيجد المهتم بهذا الموضوع في "الأصل: دليل الثورة" شهادة الملك حسين بن طلال التي تحدثت عن إخراج الطيران الحربي السوري من المعركة في أهم لحظات المعركة! و شهادة رئيس وزراءه سعد جمعة التي تحدثت عن قبول القيادة السورية لعدم مقاومة إسرائيل و الذي أثبت الواقع أنه كان في مقابل بقائهم في الحكم! و شهادة أخرى كل ذلك في "الأصل".