لا عذر ...... لمستنقع الطائفية
أيها السوريون .. خذوا حذركم
نداء
زهير سالم*
انطلقت ثورتنا المباركة سلمية وطنية ومنذ اليوم الأول بدأ الكيد لجرها إلى مستنقعي الدم والطائفية .
واستمر مكر الليل والنهار لغمس هذه الثورة في مستنقع الطائفية رغبة في الاستثمار فيما يعشش في هذا المستنقع من فرقة وكراهية وضرب أبناء المجتمع الواحد بعضهم ببعض .
ومع كل ذلك وعلى عكس ما أشار إليه التقرير الأممي الفاقد لمنهجية التقويم الموضوعي فقد حافظت هذه الثورة على وطنيتها ، واستعصى الوعي المجتمعي على إرادة المجرمين ومخططاتهم وسعيهم الدؤوب إلى جر المجتمع السوري إلى مستنقع الطائفية وخنادقها الضيقة ..
ما يقرب من عامين مرا على الثورة المباركة وما يزال هؤلاء المتسلطون على رقابنا يمكرون لتحقيق مرادهم فينا ، وما زالوا يفتلون من وبر الطائفية ما يظنونه حبل خلاصهم المستقبلي .
وهم يدركون أن نجاحهم في مشروعهم الطائفي المقيت سيمنح وجودهم مصداقية كثيرا ما ادعوها ، وسيؤمن لهم قواعد بشرية طالما احتاجوا إليها ؛ وسوف يمنح حربهم التي تكاد ثورة شعبنا تطفئ نارها بنصرنا جميعا بعدا مستقبليا ما زالوا يحلمون به..
أيها السوريون جميعا ...
لقد تابعنا جميعا فصول الكيد المريب داخل الوطن وخارجه من تركية إلى لبنان ومن رأس العين إلى حمص إلى باب توما فجرمانا فالسويداء..إنهم سيستمرون في الدق على خطوط تنوعنا وتعددنا التي هي سر من أسرار قوتنا وتكاملنا وعنوان من عناوين تحضرنا هكذا كنا قبلهم ونفخر وهكذا سنبقى ونعاهد.
عامان مرّا ولم ينجحوا ولكن ..
ويوما بعد يوم يجب أن نكون أكثر حذرا ، وأكثر تحسبا على مستقبلنا وعلى تلاحمنا . فهم لم يتوقفوا عن الكيد ولن يتوقفوا قط . وأول الخطأ والغرور على هذا الطريق أن نبدأ بسماع المعاذير والتعلات يتعلل بها بعض الذين لا يدركون تبعات الكلمة وأبعادها ومواقعها.
وإنه لا ينبغي أن يغيب عن أذهاننا فرادى ومجتمعين أن عصابة الإثم التي تمكر بنا لن تعجز أن تجد في كل فرقة أو مجموعة هنا وهناك مطية مثل ( الوزير اللبناني ) السابق المنقلب على أهله ، الحاطب في حبال الفتنة بدمائهم . ستجد عصابة الإثم المطية تسخرها في مشروعها المقيت الكريه مشروع الفتنة والقتل فهل نقبل أن نكون من مطايا مثل هذا المشروع الأثيم أو من الوالغين فيه ؟!
أيها السوريون جميعا ..
في أي سياق كنا لا يجوز أن يُحمّل إثم الفرد على المجموع . وقاعدتنا الحضارية المطلقة (( وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى )) .. وأن ما يجري أمام أعيننا من رأس العين إلى السويدا بكل تفاصيله وأبعاده ومعاذيره وتعلاته ما هو إلا بعض فصول المؤامرة التي يدرك كل عاقل فينا من يكتب نصوصها ومن يخرجها ..
إن الانجراف إلى المستنقع الذي يريده لنا بشار الأسد هو شهادة منجرف على إيمانه وعلى عقله وكرامة نفسه وعلى وطنيته وعلى يومه وغده ..
ورب كلمة من سخط الله يتكلم بها المرء لا يلقي لها بالا يخر بها في جهنم سبعينا خريفا .. وأي كلمة أعظم إثما من كلمة تفرق الشمل وتبدد القوى وتشيع بين الناس العداوة والبغضاء بدلا من إشاعة الحب والود .
أيها السوريون جميعا وعدنا وعهدنا
مجتمع مدني نعيش في ظله جميعا مسلمين ومسيحيين وعربا وكردا وتركمان سنة وعلويين دروزا وإسماعيليين لا أثرة ولا استئثار ولا إكراه ولا إقصاء . مجتمع مدني موحد الدستور والقانون سقفه ، والسواء الوطني ( المواطنة ) قاعدته . لا وكس ولا شطط
ولقد اضطرتنا عصابة القتل إلى مركب الأسنة فما كان للمضطر حيلة إلا ركوبها . أما أن تضطرنا إلى المستنقع الآسن مستنقع الطائفية المقيت الذي ما زالت تعمل عليه (( بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ )) ؛ فلا عذر لمن ينزلق فيه أو يستجر إليه منا ؛ لا عذر في هذا ولا معاذير ...
أيها السوريون خذوا حذركم ..
فحبال المؤامرة تضيق . نأخذ حذرنا حتى نبني مجتمعنا المدني الموحد تحت مظلة ( الناس سواسية كأسنان المشط ) مجتمع البر والقسط هو وعدنا ووعد شريعتنا (( قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ )) ....
* مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية