عفواً وزير الإعلام
خليل الجبالي
أكن كل الحب والتقدير للسيد الوزير صلاح عبد المقصود ، فقد عرفته عن قرب ، وهو من الشخصيات المضحية لدعوتها بوقتها ومالها وجهدها، فيشهد له الجميع بحسن السمعة، ودماثة الخلق، وطول البال، والأدب الجم، والعمل الدؤوب، وهو من الذين بذلوا جهداً كبيراً في تحسين مسار المهنة الصحفية والحفاظ عليها حتي في أحلك الأوقات وأشدها ، فتسسير العمل في نقابة الصحفيين بتولي رئاستها بعد سحب الثقة من مكرم محمد أحمد الموالي لمبارك ولسانه السليط جعل الأستاذ صلاح عبدالمقصود يكسب ثقة الصحفيين حيث أنه رفض أن يرشح نفسه كنقيب لهم وترك لهم الخيار في إختيار نقيب جديد ثم تخلي عن ذلك المنسب المؤقت.
إن تاريخ وزير الإعلام حافل بكل التضحيات لصالح الوطن والدعوة الإسلامية ، فقد أعتقل مرات عديدة في عهد مبارك المشئوم وضيق عليه في رزقه ودعوته.
وترشيح الكثيرون للأستاذ صلاح في منصب وزير الإعلام لاقى قبولاً ممن يعرفونه معرفة جيدة.
وآمل الناس فيه الخير من ناحية إصلاح هذه المؤسسة المؤثرة التي تعد السلطة الرابعة في البلاد بعد المؤسسة القضائية والتشريعية والتنفيذية.
انتظر الشعب الكثير والكثير من الوقت ، وقالوا ربما يعد خطة إصلاح ، أو يجهز قيادات لقلعة ماسبيرو ، أو يقوم بتحقيقات داخليه حتي لا يظلم أحد من الموالين للنظام السابق ، أو يغربل الثمين من الغث، فالخبرات مطلوبة في إدارة أي عمل، فكثير من التكهنات طرحها الشعب وانتظر طويلاً حتي تفاجئ بالحقيقة المرة وهي أن القنوات المصرية زادت سوءاً ، وأن المعدين والمخرجين ومقدمي البرامج إزدادوا جراءة وتجرئ، بل قل إن شئت إزدادوا لغطاً وغلطاً وسوءاً في الأدب وكذباً في نقل المعلومات وتداولها ، حتي وصل الأمر إلي التطاول علي هيبة الدولة ورئيسها من مذيعات تابعات للثورة المضادة ،
ولا أدري لما يبق عليهم وزير الإعلام في مناصبهم حتي الآن ، لماذا لم يقدم المخالفين للقانون وقواعد اللعبة الإعلامية للمحاكمة أو التحقيقات .
أنتظر الشعب من وزير الأعلام أن ينظف وسائل الإعلام .
أنتظر الشعب الكلمة الحرة العادلة.
انتظر الشعب الإعلام المنصف ، الواقعي والحقيقي.
انتظر الشعب تطهيراً في تلك المؤسسات ولكن بلا جدوي ، وإلي متي الإنتظار بعد إهانة رئيس الجمهورية؟
إنه قد حان الآوان أن يسمعها وزير الإعلام بلا حرج ولاخجل : أن التطهير بيدأ من الكرسي الذي هو عليه .
إن الشك في شخصك أيها الوزير قد وصل إلي قلوب الناس بعد عقولهم أنك موالي للثورة المضادة وإلا لماذا تبقي علي هؤلاء الموالين لمبارك وأمثاله؟
إن الشعب كان يطالب منذ بداية الثورة بعبارته المشهورة ( الشعب يريد تطهير الإعلام ) ولا زال.
أما اليوم فالشعب وأوله الإسلامييون الذي أنت واحدٌ منهم ينادي برحيل وزير الإعلام .
أيها الوزير دمث الخلق ، طيب القلب ، رقيق المشاعر هذا المكان ليس مكانك، وهذا المنصب لست له.
فإن أعواد الخشب المنحنية قد تحتاج إلي بعض اللين حتي تستقيم ، أما أعواد الحديد التي إمتلأت صدأً وتغلفت وسخاً إنها تحتاج إلي طرقٍ شديدٍ بمطارق من حديد، وأنت لست بحداد حتي تقوم بهذه المهمة، فالوقت ليس وقتك.
والجلوس علي كرسي وزارة الإعلام بطريقتك يزيد الطين بلة ، ويؤجج الشارع المصري ضجيجاً وصخباً بسؤء التصرف وقلة الحيل في إدارة السلطة الرابعة التي أن تعتليها الآن .
فرحمة بنا وبشعب آمل فيك الخير حتي يسترد قوته ويحافظ علي ثورته نقول لك : عفواً وزير الإعلام إرحل، ثم إرحل ثم إرحل قبل فوات الأوان.
فسيألك الله عن مسئوليتك (وقِفُوهُمْ إنَّهُم مَّسْئُولُونَ (24) مَا لَكُمْ لا تَنَاصَرُونَ (25) سورة الصافات.