هل التشيع في العراق علوي أم صفوي؟ ج 6

هل التشيع في العراق

علوي أم صفوي؟ ج 6

علي الكاش

كاتب ومفكر عراقي

[email protected]

(إن المراجع الأربعة في النجف هم  أشبه ما يكون بأربعة ذئاب في مزرعة للدجاج)

هناك من يعتقد بأن الدين كالماء يتخذ شكل ولون الإناء الذي يحتويه لتبرير الإختلافات الجوهرية بين الأديان من جهة  والمذاهب الإسلامية وغير الإسلامية من جهة أخرى. معتبرا إن السياق الزمكاني والاركيولوجي يمثلان البوتقة التي يتموضع فيها الفكر الديني ويتبلور. مما يؤدي إلى إعادة إنتاج المفاهيم القديمة وفق سياقات جديدة تناغم التطورات الفكرية. وهذا يعني إن الأديان السماوية لا تختلف عن الأديان الوضعية، والمذاهب المتناحرة تتشابه فيما بينها. وهذا إجحاف كبير بحق الأديان السماوية، وتنكر لفضل الله تبارك وتعالى على البشر، وتهميش لجهاد الأنبياء والرسل في نشر الرسالة السماوية. فلا يجوز أن  نعتبر الإسلام والنصرانية واليهودية والمجوسية والصفوية والبوذية والسيخ وبقية الأديان والمذاهب متشابهة! إنه تسويف لحقيقة الدين وتفريغه من مضامينه، في ظل إختلاف البنية العقائدية بين الأديان والمذاهب إختلافا جوهريا.

سيق أن طرحت هذه الأفكار المشوشة من قبل بعض المتصوفة سيما الفرس كابي يزيد البسطامي وجلال الرومي والحلاج وإنتقلت منهم الى المتصوفة العرب فتبنوها على علاتها. وما يخص مبحثنا ان هذه الأفكار تطوي بين ثناياها تداعيات خطيرة على العقلية العربية وهذا ما نشهد الآن على الساحة. كأن نقول بأن التشيع العلوي هو نفسه التشيع الصفوي! ومن المؤسف إن البعض لا يميز بين الإثنين رغم شدة التباين بينهما! وربما هذا الخلط ناجم عن تَسيد التشيع الصفوي على التشيع العلوي وتعاظم شأن المراجع الفرس وسيطرتهم على حوزة النجف وشيعة العراق، إضافة الى تأثير وسائل الإعلام الفارسية في مجرى الأحداث الجارية على الساحة العربية عموما والعراق وسوريا ولبنان بشكل خاص، وعدم وجود ندٍ لها من حيث القوة والتأثير. علاوة على التخلف والجهل عند الطائفة.

لكن هناك فرق واضح بين التشيع العلوي والصفوي، وليس من المنطق أن نتعامل معهما كعملة واحدة. من بين أسرنا وعشائرنا وأصدقائنا وجيراننا شيعة أقحاح يرفضون التشيع الفارسي ويدركون أغراضه المشبوهة. فلا يصح أن ندخلهم في خانة التشيع الصفوي. وإن فعلنا سنقدم بذلك خدمة مجانية للتشيع الفارسي. يجب علينا كشيعة وسنة أن نقوي وندعم وننمي التشيع العربي الذي يعاني من الضعف والهزال، لكي يتمكن من مواجهة غريمه المارد الصفوي. وهذه مهمة وطنية وشرعية وإنسانية. وإلا نكون قد دخلنا في دهليز مظلم لا نهاية له.

بدون تطور الوعي الشيعي لا يمكن أن ينهض العراق من جديد، وهذه حقيقة لا يمكن إغفالها مطلقا. كما إن لدينا عتب بسيط على تاج رؤوسنا المقامة العراقية الباسلة من منطلق التأكيد وليس التنبيه. فالإحتلال الفارسي لا يقل شراسة ودناءة عن الإحتلال الأمريكي، والمقاومة تدرك وتعي ذلك جيدا. مما يتطلب تقليم براثن الولي الفقيه سواء في الحكومة أو البرلمان. فهذه الطفيليات الفارسية تعمل بحرية دون أن تواجه مواجهة حازمة من قبل مقاومتنا الوطنية. صحيح هناك فعاليات جهادية مستمرة لكن رؤوس الأفاعي لا تزال قوية بل تقوى يوم بعد آخر، وتنفث سمومها علينا. لذلك هناك حاجة ملحة لوضع حد لها. مع علمنا بتدابير الإحتراز الشديد التي يتخذها العملاء وقلة مغادرتهم لأوكارهم الشيطانية في المنطقة الخضراء.

إن إنحسار التشيع العلوي لصالح التشيع الصفوي بفعل تراجع العقل وتقهقره لصالح النص قد إعاد العراق الى العصور المظلمة بل أسوأ منها. مع إن النص الصفوي يمثل نسخة مشوهة للنص العربي. ومن الجدير بالإشارة أن الفروقات بينهما تتجاوز في معظم الأحيان الجانب العقائدي. لذا فإننا نحاول جهد الإمكان ان نفرز جوانب التخبط والخلط بين المفهومين. وربما هذا الخلط قد أسهم في سيطرة ولاية الفقيه على ولاية آل البيت. وترسيخ القناعات بالتفريعات المشوهة لفقه الأئمة التي تفاقمت بشكل كبير وتركت آثارا جانبية سيئة على الدين الإسلامي وقواعده المسلكية المستقيمة. ورغم المحاولات الحثيثة والجهود المضنية التي يبذلها المراجع العرب كسماحة آية الله المؤيد والحسني الصرخي والخالصي( حفظهم الله) لتنقية تشيع آل البيت من الطفيليات الصفوية، لكن نتائجها مازالت دون مستوى الطموح. بسبب توجه أكثرية الشيعة في المنطقة الى المراجع الفارسية، وهذا ناجم عن قصور في الوعي الديني والوطني.

نستمر في متابعة مواقف شيعة العراق والتي تثير الحيرة وتحز في النفس.

أصبح العراق مستهلكا كبيرا للمخدرات الوافدة من دولة الفقيه وجسرا ما بين إيران ودول الخليج العربي لعبورها. وقد عثرت مديرية شرطة البصرة مؤخرا في جامع الإمام موسى الكاظم الذي يديره معتمد السيستاني عماد البطاط على(100000) من الحبوب المخدرة و(500)كغم من الأفيون والحشيشة الايرانية؟ بلاشك إن تعاطي المخدرات يعني الموت البطيء لشبابنا وتدمير الوعي وتخريب القيم الأخلاقية في المجتمع. وتنامي ظاهرة تعاطي المخدرات تنبأ عن شر مستطير. علما ان تجار ووسطاء تجارة المخدرات والمدمنون عليها هم من الشيعة وينشطون في مناطق العتبات المقدسة سيما كربلاء والنجف والكاظمين.

السؤال: لماذا لا نسمع للشيعة صوت إستنكار ضد التخريب الإيراني لشبابنا؟ وكيف نفسر وجود المخدرات في أحد بيوت الله التي تعود للمرجعية؟ ونفس الأمر فيما يتعلق بالأغذية والأدوية الإيرانية الفاسدة؟ فلماذا لا يشجبون هذه الأفعال أو يمتنعون على أقل تقدير عن تناول البضائع الإيرانية؟ اليست المقاطعة الإقتصادية أضعف الإيمان. علما إن واردات العراق للعام الواحد بحدود(57) مليار دولار.

كان لميليشات الولي الفقيه في العراق الدور الريادي في تخريب البلد بعد قوات الغزو الأمريكي وتم العثور على مستودعات كبيرة للأسلحة والذخيرة الايرانية في انحاء كثيرة من العراق سيما في جنوبه والفرات الأوسط. وكلنا يعلم ان تسليح وتدريب وتمويل هذه الميليشيات يتم من قبل إيران والهدف منها تنفيذ أجندتها التوسعية في العراق. فالمخطط ايراني لكن المنفذ عراقي.

السؤال: لماذا ينتمون الشيعة الى ميليشيات ايرانية معروفة الهدف. ولماذا يسمحون بوجود مستودعات الأسلحة الإيرانية في مناطقهم ومنها صواريخ أرض بعيدة المدى وما الغرض منها؟

النفط العراقي كما هو معروف يًسرق من قبل جارة السوء من خلال بدعة الآبار المشتركة والسيطرة المباشرة على الآبار الحدودية والصفقات الفاسدة لقزمهم حسين الشهرستاني المسئول عن القطاع النفطي مع إبن السيستاني؟ ولم نشهد لشيعة العراق موقفا صريحا من هذه السرقات؟

السؤال: لماذا لاتعنيهم السيطرة الايرانية على آبار نفط الجنوب وسرقته؟ ومعظمهم يعيش تحت خط الفقر؟ ولماذا افصحوا عن رغبتهم بقطع النفط عن سنة العراق في حين وهبوه مجانا الى ايران؟

إذا كان تشيع العراق عربيا وليس فارسيا، فلماذا يسكتون عن إساءات الفرس لهم ومنها ما يتعلق بتوجيهات ايران الخارجية حول سوريا والبحرين والقطيف واليمن؟ ولماذا يخضعون لأوامر الخامنئي فيشكلون(كتيبة ابو الفضل العباس) يقاتلون بها اخوانهم العرب المسلمين من ثوار سوريا؟ ولمصلحة مَن يقاتل العربي شقيقه العربي على أرض عربية وبسلاح عربي؟ أهكذا يكون جزاء الشعب السوري الكريم المعطاء الذي احتضن الملايين من أشقائه العراقيين المشردين من قبل مليشيات الولي الفقيه منذ الغزو الامريكي للعراق؟

ولمصلحة من؟ لمصلحة فقيه فارسي لا يمت بصلة للعراق والعروبة! إن نظام بشارالأسد إنتهى نفاذه وسيرمى في مزبلة التأريج عاجلا أم آجلا. فهل فكر شيعة العراق في الجار السوري القادم؟ وكيف سيتعامل نظامه مع من وقف ضد إرادته وتآمر على قضيته المصيرية؟ وهل سينسى الشعب السوري وقفة شيعة العراق مع الجزار الأسد؟

لماذا لا نستفيد من دروس ومواعظ التأريخ؟ اليست هي أفضل من مواعظ تنابلة السلطان في حوزة الغلمان؟

إذا كان تشيع العراق عربيا وليس فارسيا، فلماذا يسكتون عن إساءات الفرس لهم ومنها ما يتعلق بالهجومات الإيرانية المتكررة على القرى الكردية في شمال العراق؟ المئات من الأبرياء يُقتلون ويُشردون في القرى الحدودية تارة على يد الأتراك وتارة على يد الفرس. سمعنا مذكرات احتجاج وشجب ضد الأعمال العدوانية التركية. لكننا لم نسمع بمثلها ضد العدوان الفارسي المتكرر!

السؤال: هل طائرات الأتراك ترمي القنابل على العراقيين  وطائرات الفرس ترمي الزهور؟

إذا كان تشيع العراق عربيا وليس فارسيا، فلماذا يسكتون عن إساءات الفرس لهم ومنها ما يتعلق بغلق مضيق هرمز؟ حيث لم نشهد لهم موقفا وطنيا واعيا عندما هددت ايران بغلق المضيق وهو شريان العراق التجاري؟  وإغلاقه يعني موت العراق اقتصاديا! والغريب ان الحكومة الشيعية أخذت تفكر في بدائل لتصدير النفط العراقي في حال إغلاقه لتساعد إيران في زعمها الكاذب بإغلاقه. وهي تدرك جيدا بأن إغلاق المضيق سيفتح عليها أبواب جهنم على مصراعيها. وستنتحر اقتصاديا قبل أن تفتك بغيرها من دول الخليج العربي.

إذا كان تشيع العراق عربيا وليس فارسيا، فلماذا يسكتون عن إساءات الفرس لهم ومنها ما يتعلق بالمجرمين؟ لماذا لم يستنكروا مثلا لجوء المجرمين والإرهابيين إلى إيران كمناف الناجي وقيادات جيش المهدي وعصائب أهل الحق ومجرمي مصرف حي العدل وابو درع والعشرات غيرهم؟ ولماذا لم يطالبوا بإرجاعهم سيما ان النظام اللقيط في العراق ولد في رحم فارسي؟ علما أن من إنتهك أعراضهم وسرق ثرواتهم هم من نفس جلدتهم وبحماية المرجعية الدينية في النجف!

إذا كان تشيع العراق عربيا وليس فارسيا، فلماذ تكاتفوا مع الأمريكان. ولم نشهد لهم صولات في ميدان المقاومة ضد الإحتلال؟ بل على العكس وقفوا ضد المقاومة الوطنية ولوثوا سمعتها خدمة للغزاة. فجيش المهدي وقوات بدر وميليشات فاطمة وكتائب الحسين وحزب الله وغيرها ناصرت الإحتلال. ومن يناصر الإحتلال يقف بطبيعة الحال ضد المقاومة الوطنية. ولم نشهد لفصيل شيعي عملية ضد المحتل سوى عملية خطف خمسة من الفنيين البريطانيين من قبل ميليشيا عصائب أهل الحق لغرض المساومة على إطلاق سراح بعض زعمائها المعتقلين في سجون المحتل، وإفشال عملية مراقبة إنسيابية حركة النقد العراقي في وزارة باقري صولاغي سابقا. بل إن جيش المهدي باع عددا كبيرا من اسلحته الخفيفة والمتوسطة لقوات الغزو الامريكي، بعد أن أفتى قائده الهمام بالمقاومة السلمية من خلال الإعلام!

إذا كان تشيع العراق عربيا وليس فارسيا، فلماذ لم تزعجهم  تصفية العلماء والطيارين والاكاديمين وكبار القادة العسكريين من أبناء جلدتهم أي الشيعة ولا نقول السنة لأن موقفهم منهم واضح؟ رغم ان كل الدلائل تشير بان التخطيط للتصفيات الجسدية كان فارسيا والتنفيذ عراقيا(قوات بدر، جيش المهدي، حزب الله وحزب الدعوة). ناهيك عن 99% من جيش المخبرين السريين الذين قدموا معلومات عن ابطال المقاومة هم من الشيعة.

إذا كان تشيع العراق عربيا وليس فارسيا، فلماذا يتعاملون بالتومان الايراني في البصرة والنجف وكربلاء؟ هل أصبحت هذه المحافظات ولايات إيرانية تحت نفوذ الخامنئي؟ ولماذا لم تكن لهم ردة فعل تجاه مزاعم الحكيم بتعويض ايران(100) مليار دولار وهي من ثروتهم وهم أحق بها؟

ولماذا لا يتساءلون عن هوية المعتقلين في سجون المالكي السرية والعلنية؟ وعن اعدام العشرات من العراقيين والعرب بتهمة الإرهاب. فقد أعلنت المنظمة العربية لحقوق الإنسانه بأنه يوجد في سجن أبو غريب/قسم الثقيلة (3200) سجين " وأن جميعهم من أهل السنة! يشرف عليهم حراس من جيش المهدي وقد أحالوا حياتهم إلى جحيم بفعل ما يمارسونه بحقهم من اعتداءات بالسٌب والشتم والضرب وسب رموزهم الدينية-اي ابو بكر وعمر وعائشة-".

ولماذا لم يعدم لحد الآن ولا إرهابي إيراني في حين أعدم العديد من العرب وآخرهم سبعة من السعوديين؟ علما إن العالم يشهد والعراقيين قبله بأن إيران دولة الإرهاب الأولى في العالم. فلماذا الإرهاب الإيراني مقبول والإرهاب العربي مرفوض؟ لقد أصبحت القاعدة القانونية في العراق الجديد إن السني متهم حتى لو ثبتت براءته، والشيعي بريء حتى لو ثبتت جريمته! أليست هذه هي المظلومية؟

لماذا لا صوت للشيعة اتجاه أشقائهم عرب الأحواز الذين يتعرضون إلى إبادة شاملة وعملية مسخ لهويتهم العربية وطمس لجهادهم العروبي؟ أليس هؤلاء اشقاءنا بالعروبة والإسلام والمذهب أيضا؟ هل شيعة القطيف والبحرين على حق. وعرب الأحواز على خطأ؟ أم هي التبعية العمياء لولاية الفقيه؟ ولماذا لم نسمع صوت شيعي يناصر ضيوف العراق في معسكري أشرف وليبرتي؟ بل على العكس فقد أصبحوا السلاح الذي يحارب به نجادي سكان أشرف. هل هكذا كانت أخلاق الأئمة مع ضيوفهم ولمن يستنجد بهم؟ وهل كان الأئمة يسرقون ممتلكات ضيوفهم ويسلمونهم لأعدائهم؟

ولماذا لم نسمع اية تصريحات ضد الأطماع الفارسية في العراق ودول الخليج العربي؟ بل على العكس فقد أصبح الخليج فارسيا رغم أنف الشعب العراقي في المناهج الدراسية تحت ولاية الملة الخزاعي(وزير التربية السابق).

لماذا يرفع شيعة العراق صور الخامنئ والخميني في يوم القدس العالمي؟ وقد تبين مؤخرا ان فيلق القدس لا يمارس نشاطاته في القدس بل في امريكا اللاتينية وافريقيا! الآن تشهد غزة حربا ضروسا فأين فيلق القدس مما يجري في القدس؟ ولم يمضي على الإحتفال بيوم القدس سوى شهرا. ألم نقل مرارا وتكرارا بأنهم يتاجرون بالقضية الفلسطينة شأنهم شأن قزميهما في سوريا ولبنان. ثم ما الغرض من تعليق مئات الآلاف من صور الزعماء الشيعة في الساحات العامة وجميع الطرق الداخلية والخارجية؟ أليست تلك نعرة طائفية وإستفزازا لبقية الشرائح الاجتماعية في ظل صمت البرلمان والحكومة عنها؟ ثم لماذا لا يسأل الشيعة أنفسهم عن سبب عدم قيام السنة بتعليق صور لزعمائهم الدينيين؟ وكيف ستكون ردة الفعل الرسمية والشعبية لو فعل أهل السنة ذلك.

ولماذا قبلوا بغارات ميليشيات الفقيه على مساجد السنة وحولوها الى حسينيات؟ وما تزال معظمها تحت سيطرتهم لحد الآن؟ هل المساجد هي بيوت الله أم  بيوت الحسين؟ وهل يجوز ان يطلق على بيت الله (حسينية)؟ أم هي بدعة؟ وكل بدعة ضلالة.

هل العراق محرر فعلا وذو سيادة كاملة؟ إذا كان الجواب: كلا! فيكفينا ذلك الإستمرار في النقاش. وإذا كان الجواب: نعم! نقول ما رأيكم بقول مقتدى الصدر مؤخرا بأن الامريكان يسيطرون على كافة المؤسسات الحكومية؟ وكذلك تصريح الجنرال سليماني بأن العراق أمسى حديقة خلفية لنظامه. لماذا لم يشجب شيعة العراق هذا التصريح المخزي؟ هل لأنه يعكس الحقيقة المرة؟ إن كان كذلك! أليس هم وحدهم الذين يتحملون مسؤولية ما آل إليه هذا الوضع المزري والمخزي من خلال تبعيتهم لدولة الفقيه؟

وقف النظام الشيعي الحاكم في العراق مواقفا معادية ومخزية تجاه معظم دول الجوار وبقية الدول العربية. لكنه هل وقف موقفا معارضا واحدا ولا نقول معاديا ضد إيران رغم كثافة تدخلاتها في شؤون العراق الداخلية؟ لماذا النظام الشيعي الحاكم في العراق شديد الغضب والإساءة مع العرب، وهادئ ومتسامح مع ايران؟ 

للعراق أمانة في أعناق الخامنئي منذ حرب الخليج عام 1991 تتمثل بـ(134) طائرة حربية عراقية من طراز سيخوي وميك وميراج. والعراق حاليا بأمس الحاجة إليها لتعزيز قوته الجوية بدلا من صفقات الأسلحة الفاسدة. لماذا لن نسمع للشيعة صوت للمطالبة بهذه الأمانة؟ وهل يجوز الوثوق بمن يخون الأمانة؟ وهل يمثل نظام الخامنئي أخلاق آل البيت فعلا بهذه السرقة الشنيعة؟ سمعنا بأن بعض النواب طالب البرلمان بطرح هذا الموضوع في جلسة قادمة. لكن المقترح جوبه بمعارضة شديدة من قبل الأئتلاف الشيعي الحاكم! لمصلحة من يعمل الإئتلاف الشيعي العراق أم إيران؟ لو كانت الطائرات نفسها مؤتمنة عند السعودية ولم ترجعها. كيف ستكون ردة فعل شيعة العراق ونظامهم الحاكم تجاه السعودية؟

كشفت مذكرات بول بريمر ورامسفيلد هوية أكبر عملائهم في العراق وهو سماحة آية العمالة العظمى السيستاني. ولم يفتح لا الآية، ولا وكلائه أفواههم الكريهة بالرد على الفضائح وتبرئة المرجع مما نسب إليه. كما كُشفت اسرار مؤسسة السيستاني المالية وقصور عائلته في لندن. ناهيك عن فضائح وكلائه الجنسية.

السؤال: هل هكذا عميل يستحق تلك الهالة المقدسة التي يضعها الشيعة حول عمامته الملطخة بالعار؟ أم الصحيح إعلان البراءة منه؟ ولماذا لم يطالب الشيعة المرجعية بموقفها مما نسب لمرجعهم من عمالة ورشوة رغم مرور أعوام من صدور المذكرات ؟ ولماذا يتغاضون عن الفضائح المقدسة؟ أو الحياء؟ أم فضائح المرجع مقبولة من قبل الطائفة؟