وثيقة العهد الثوري.خاص للثوار
وثيقة العهد الثوري
خاص للثوار
عبد الله المنصور الشافعي
بسم الله الرحمن الرحيم
كثر القول والقال وانتصب الاعتراض على الائتلاف حتى ظهر الخلاف .ونمي إلي بعض الشباب ما دار بينهم من مختلف ومؤتلف مع الائتلاف , وطلب مني إبداء الرأي فرأيت أن أجمع الثوار على قول سواء يرفع بينهم وبين أهل الائتلاف الخلاف .أقول مستعينا بالله تعالى متكلا عليه .إن الاعتراض لمجرد الاعتراض يدخل تحت قوله تعالى ( أوكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ...) وقول نبيه صلى الله عليه وسلم "ثلاث مهلكات شح مطاع وهوى متبع واعجاب المرء بنفسه" ويدخل في الشح أن لا يرضى المرء أن يتقدم عليه أحد ولو كان أكثر كفاءة منه لأن البخل خاص بالمال والشح عام في المال والمعروف . وإن النبي (ص) أمر أن يؤمّر ثلاثة من المسلمين عليهم رجلا منهم والإمارة من روح الإسلام بل هي لب الدين فالإسلام إنما اشتقت تسميته من الإستسلام لله تعالى وإن تعوّد السمع والطاعة أمر فيه خير الدنيا والآخرة ولا تقوم الدنيا إلا به ولا تنال الآخرة إلا به . نعم إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمكان من الدين مكين ولكنه لا يلغي الإمارة ولا السمع والطاعة بل يشذبها ويقومها بشروطه والتزام أدبه وقيوده . فقد بلغ الأمر بالخليفة عبد الملك بن مروان وكان عبد الملك من علماء المدينة الكبار يعدل بسالم وعروة وسليمان أن قال يوما : لا يأمرني أحد بتقوى الله إلا ضربت عنقه ! وكلمته هذه وإن كان ظاهرها مستشنع ولكنها في الحقيقة توضح أمورا على جانب كبير من الأهمية فلا يتعقب على الأمير بأدنى صغيرة ولا يعترضه كل واحد من غير تأمل ولا تدبر للأمر. إنكم إن فعلتم هذا أوشكتم أن تفسدوه وتملوه وتزهدوه في سماع نصحكم فيرفض الحق لكثرة الوارد المتكرر والغير ناهض ولكن تراجعوا الاعتراض فيما بينكم وتناقشوه ثم هذبوه ثم ليرفعه إليه رجل منكم بعد سبره وإمعان النظر فيه
إن المجلس الوطني قد حصرنا في زاوية ضيقة لا تسمح لنا بمرونة في الحركة وإننا في ضيق من الوقت ومحنة واشتداد خطب وإن الفتوى تقدر يقدرها ووقتها والائتلاف اليوم فرضته ظروف ربما لا يحيط بها إلا قليل من الناس ولا بديل عنه .إنك لا تستطيع أن تأمر إنسانا أن ينزع عنه ثيابه لأن بها أثر من وسخ أو لطخة من دم وليس عندك ما تستر به عورته ولا ماء ترفع به تلك النجاسة الجافة. وإن الذي يدعو إلى إسقاك الائتلاف اليوم إنما يعري الناس ولا شيء عنده يستر به عورتهم . لذا فإني أرى والله المستعان أن تشترطوا على هذا الائتلاف شروطكم وتملوا عليه طلباتكم وتؤجلوه إلى أجل مسمى معلوم بينكم من تأمين السلاح وغيره وتحكموا عليه من خلال ذلك ولا ترفضوه لمجرد أنه استقدم أناسا غير معلومين ولا أنه لم يكن اختياره على أساس الشورى ولا أن فيه أناسا فاشلين .إنكم إن فعلتم هذا أضررتم بأنفسكم وأمتكم .إن مسؤوليتكم عظيمة وإن كل فعل قد تستهينوا به اليوم قد تترتب عليه في الغد تبعات كبيرة فالحذر الحذر من التلاعب بمصير الأمة .إن بعض الشباب اعترض على الائتلاف أن فيه علمانيين وأن الثورة للمسلمين وإني أجيب أولائك بأنكم بعد النصر إن شاء الله تعالى أملك لأمركم منكم اليوم ولن يضطركم أحد إلى أضيقه وأنتم منتصرون غالبون فأي معنى لرفض الائتلاف إن أتى لكم بما تطلبون من السلاح والدعم وهذا برأي الشرط الأول والأهم ثم وبعد سقوط النظام يختار الناس لأنفسهم ما يرون عبر صناديق الانتخاب .فانتخبوا مراقبين منكم ترضونهم ينقلون للائتلاف مطالبكم ويتابعون تنفيذها ومدوا لهم أجلا مسمى تلمسون فيه بعض ما طلبتم وكذلك موقفي من الائتلاف والله الموفق.