مذابح الروهينجا المسلمين في غرب بورما
تحسين أبو عاصي *
– غزة فلسطين –
عندما تموت الكرامة الإسلامية ، وعندما تتلاشى النخوة العربية ، وعندما تموت الضمائر أمام ما يجري من حرب إبادة ضد الأقلية المسلمة في غرب بورما ، يجب حينئذ ألا نلوم تنظيم القاعدة عندما يهب للدفاع عن شرف الأمة المستباح ، وكرامتها المهدورة في جميع أنحاء العالم ! من بعد فشل الأحزاب العربية والإسلامية الأخرى ...
أليس نجاح الأحزاب الإسلامية في العالم العربي جاء على أنقاض فشل الأحزاب الليبرالية ؟
الم تشارك بعض تلك الأحزاب الأنظمة الحاكمة في بلادها تقاسم الكعكة بشكل أو بآخر ؟
ألم ترفع ولا زالت شعارات جوفاء عفا عنها الزمن ؟
ألم تقم جميع تلك الأحزاب بكافة مسمياتها الوطنية والعونطجية ، والقومية والقومجية ، والبعثية والعبثية ، والشيوعية والشعبوية ، والعلمانية والناصرية وغيرها ، بالتنظير بمختلف الأيديولوجيات والرؤى السياسية خدمة لمصالحها ليس إلا ؟ فأين هي اليوم ؟ والبقية تنتظر !! .
ليس حبا بتنظيم القاعدة فإنني أكره الدماء ، بل حرقة على ما آلت إليه الأمور في بورما ، والعالم يصمت ، والمسلمون لا يحركون ساكنا ، ثم نتغنى وفق ما يحلو ويروق لنا بالقيم الأخلاقية والمبادئ الإنسانية كذبا وتضليلا أمام المجازر الوحشية البشعة التي يتعرض لها الروهينجون المسلمون في أراكان ، على أيدي الوحوش البوذيين الذين يدعون للحكمة والمحبة كذبا وتضليلا !!!!.
إبادة جماعية عرقية طائفية دينية يتعرض لها المسلمون في غرب بورما لا تبقي ولا تذر منذ سنة 1942 حتى اليوم ، فلم يرحموا طفلا ولا شيخا ولا امرأة ؛ لتعود من جديد عصور المغول أو الهكسوس أو ستالين أو هتلر أمام مرأى ومسمع العالم ...
الإعلام العربي بشكل خاص لم يسلط الضوء على إبادة هذه الأقلية المسلمة إلا على استحياء ، فهل نلوم بعد ذلك الإعلام الغربي عندما يسلط الضوء بلا مبالاة ! ؟ أمام تعتيم إعلامي كبير لحكومة بورما ، ودول الجوار لا يهمها سيل دماء المسلمين هناك ، فحفنة دولارات تقترضها من حكومة بورما خير عند تلك الحكومات من شعب يتم إبادته !! .
البوذيون يوغلون بدماء المسلمين ويتلاعبون بمصيرهم منذ عشرات السنين ، دون أن تحرك تلك الدماء مشاعر أحد باستثناء من يصفهم العرب والغرب بأنهم تكفيريين ، دمويين ، حاقدين ، ساعدهم في ذلك أبواقهم من الكُتاب المأجورين وشبيحتهم الإعلاميين الذين تناثرت أشلاء أحزابهم في ثورات الربيع العربي ...
شعب يموت حرقا وغرقا وجوعا وفتكا أمام العالم فبماذا يمكننا أن نسمي هذا الصمت ؟ .
الروهينجا المسلمين أصحاب تاريخ يتعرض للهدم ، وأهل حضارة تتعرض للزوال بجميع معالمها على أيدي البوذيين ، فقد أطلق الحكام البوذيون على المسلمين في أراكان لفظ ( روهينجا ) من كلمة ( روهانج ) ، وهو اسم دولة أراكان القديمة ، حيث انشأ شعب الروهنجيا المسلم مملكة إسلامية دام حكمها( 350 عاماً ) من ( 1430م إلى عام 1784م ) ، بقيادة الملك سليمان شاه، وحكم بعده (48) ملكاً مسلماً ، واحتلت بورما أراكان لتصبح واحدة من أربعة عشر ولاية ومقاطعة لاتحاد بورما – ميانمار حاليا - ، وبلغت نسبة المسلمين فيها (20% ) أي حوالي ( 10 ) مليون نسمة حسب منظمة تضامن الروهنجيا في إحصائية لها نُشرت سنة ( 1982 ) ، ودخلها الإسلام في القرن السابع الميلادي عن طريق التجار المسلمين ، ثم احتل أراكان الملك البوذي (بوداباي) عام( 1784م) وقام بضم الإقليم إلى ميانمار خوفاً من انتشار الإسلام في المنطقة ، واستمر البوذيون البورميون في اضطهاد المسلمين ونهب خيراتهم ، وتشجيع البوذيين الماغ (أصل هندي) على ذلك طِوال فترة احتلالهم.
بدأت بريطانيا حملتها للتخلّص من نفوذ المسلمين باعتماد سياساتها المعروفة (فرِّق تَسُد) فعَمَدَتْ على تحريض البوذيين ضدالمسلمين، وأمدّتهم بالسلاح حتى أوقعوا بالمسلمين مذبحةً عام 1942 م فتكوا خلالها بحوالي مائة ألف مسلم في أراكان ، وفي عام 1948م منحت بريطانيا بورما الاستقلال .
تعرض المسلمون في وطنهم الأم ولا زالوا إلى أشد أنواع الإبادة الهادفة إلى طرد المسلمين ، وطبقوا ضدهم كافة القوانين من اجل تنفيذ مخططاتهم الهادفة إلى انتزاع هذا الشعب من جذوره بكافة السبل بما فيها الدموية ، فبعد تطبيق قانون الجنسية الجديد في ميانمار عام 1982م ، حُرم المسلمون هناك من تملك العقارات ومن التجارة ومن تقلد الوظائف ، كما حُرموا من حق التصويت في الانتخابات البرلمانية ، وتأسيس المنظمات وممارسة النشاطات السياسية ، ويقول شهود عيان إن الجنود الميانماريون وهيئات التنفيذ القضائي وسفاحو (الماغ) البوذيين ، يطوفون بأنحاء القرى المسلمة ، ويقومون بإذلال كبار السن ، وضرب الشباب المسلم ، ودخول المنازل وسلب ممتلكاتهم ...
وتجبر الحكومة هناك المسلمين على تقديم الأرز والدواجن والماعز وحطب النار ومواد البناء بالمجان طِوال العام إلى الجنود ورجال الشرطة ، كما تحبرهم على العمل القسري لدى الجيش ، وعلى بناء ثكنات عسكرية أو شق طرق أو بناء السدود سخرة دون مقابل ، ولا توجد أي قرية أو منطقة يعيش فيها المسلمون هناك إلا وأنشأت فيها منازل للمستوطنين البوذيين . ومنذ عام 1988م قامت الحكومة بإنشاء القرى النموذجية في شمال أراكان ، حتى يتسنّى تشجيع أُسَر البوذيين على الاستيطان في هذه المناطق ، وتفرض الحكومة شروط معينة على ما يخص الزواج من المسلمين هناك ، فقانون الزواج يشترط موافقة الدولة على الزواج وبدفع مبالغ كبيرة مقابل الزواج ، وغالبا ما تدفع الرشاوى لقاء هذا الإذن ، وقد يتأخر الإذن لسنوات، وتصل عقوبة الزواج بغير إذن إلى 10 سنوات سجن ، ومن عذابات المسلمين هناك عدم السماح للعائلة إلا بمولودين فقط ، ومن يولد له أكثر من ولدين غير معترف بهم وليس لهم حقوق ويعرض العائلة للعقوبة ، مما يضطر العائلة في أحيان كثيرة إلى إخفاء أولادهم عند التعداد السكاني ، وكثيرا ما يسجل أولاد المسلمين من المواليد الجدد باسم جداتهم وأقاربهم خوفا عليهم ، كما لا يسمح لهم باستضافة أحد في بيوتهم ولو كانوا أشقاء أو أقارب إلا بإذن مسبق ، أما المبيت فيُمنع منعاً باتاً ، ويعتبر جريمة كبرى يعاقَب عليها بهدم منزله أو اعتقاله أو طرده من البلاد هو وأسرته ...
ويحرم كذلك أبناء المسلمين من مواصلة التعلُّم في الكليات والجامعات ، ومن يذهب للخارج يُطوى قيده من سجلات القرية ، أما إذا عاد فيتم اعتقاله عند عودته ، ويتم إرغام الطلاب المسلمين في المدارس الحكومية على الانحناء للعَلَم البورمي ، ولا يسمح للمسلمينبالانتقال من مكان لآخر دون تصريح يصعب الحصول عليه ، كما يتمّ حجز جوازات السفر الخاصة بالمسلمين لدى الحكومة ، ولا يسمح لهم بالسفر للخارج إلا بإذن رسمي ، ويُعتبر السفر إلى عاصمة الدولة (رانجون) أو أية مدينة أخرى جريمة يُعاقب عليها القانون .
في عام( 1962م ) طرد أكثر من( 300.000 )مسلم إلى بنغلاديش. وفي عام( 1978م) طرد أكثر من (500.000) مسلم، في أوضاع قاسية جداً، مات منهم قرابة 40.000 من الشيوخ والنساء والأطفال حسب إحصائية وكالة غوث اللاجئين التابعة للأمم المتحدة ، وفي عام 1988م تم طرد أكثر من 150.000 مسلم، بسبب بناء القرى النموذجية للبوذيين في محاولة للتغيير الديمغرافي ، وفي عام 1991م تم طرد قرابة (500.000) أي نصف مليون مسلم، وذلك عقب إلغاء نتائج الانتخابات العامة التي فازت فيها المعارضة بأغلبية ساحقة ؛ انتقاماً من المسلمين ؛ لأنهم صوتوا لصالح الحزب الوطني الديمقراطي .
وبحسب قانون الجنسية الجديد الذي صدر عام 1982يعتبر المواطنين المسلمين مواطنين من الدرجة الثالثة ، حيث صُنِّفوا على أنهم أجانب دخلوا بورما لاجئين أثناء الاحتلال البريطاني - حسب مزاعم الحكومة - فسُحبت جنسيات المسلمين ، وصاروا بلا هوية ، وصار بإمكان الحكومة ترحيلهم متى شاءت ، وفي عام 1982م صدر قانون ينص على أن أي أقلية في البلاد لا تستحق الجنسية الميانمارية إلا إذا ثبت أنها كانت موجودة في البلاد قبل عام 1823م، أي قبل الحرب الأنجلو-بورمية الأولى ، ليتم حرمان مئات ألوف المسلمين من الجنسية الميانمارية – البورمية - ،
وتفرض الحكومة البوذية مجموعة من العقوبات الدينية والاقتصادية على السكان المسلمين في إقليم أراكان ومن أهما مصادرة أراضي المسلمين وممتلكاتهم من غير سبب ، وفرض الضرائب والغرامات ، ومنع بيع المحاصيل إلا للجيش ، ومنع شراء الآلات الزراعية ، وإلغاء العملات المتداولة من دون إنذار مسبق ، ومن دون تعويض ، وإحراق محاصيل المسلمين الزراعية ، وقتل مواشيهم ، وعدم السماح للمسلمين بالعمل ضمن القطاع الصناعي في أراكان ، ولا تسمح الحكومة بطباعة الكتب والمطبوعات الإسلامية إلا بإذن مسبق ، وهو أمر في غاية الصعوبة ، وتمنع الحكومة هناك المسلمين من إطلاق لِحاهُم أو لبس الزيّ الإسلامي في أماكن عملهم ، وتصادر ممتلكات الأوقاف والمقابر المخصصة لدفن المسلمين ، وتحوّلها إلى مراحيض عامة أو حظائر للخنازير والمواشي ، ويتعرّض كبار رجال الدين للامتهان والضرب ، ويتم إرغامهم على العمل في معسكرات الاعتقال ، ويُمنع استخدام مكبرات الصوت للأذان ، وقد مُنع الأذان بعد رمضان 1403 هـ (1983م) ، وتتدخل الحكومة بطريقة غير مشروعة في إدارة المساجد والمدارس بهدف فرض سياستها ، ويُمنع المسلمون من أداء فريضة الحجّ باستثناء قلة من الأفراد الذين يعطون الولاء للحكومة ، ويمنع ذبح الأضاحي ، وتهدم الحكومة المساجد وتحولها إلى مراقص وخمّارات ، ودور سكن ومنشآت حكومية ، ومستودعات وثكنات عسكرية ومتنزهات عامة ، ومصادرة الأراضي والعقارات الخاصة بالأوقاف الإسلامية وتوزيعها على البوذيين ، وقال نائب رئيس اتحاد الطلاب المسلمين في إقليم أراكان إبراهي محمد عتيق الرحمن في حديث لـ"وكالة الأنباء الإسلامية ـ إينا- : إنّ حكومة ميانمار قامت خلال عام 2001م بتدمير نحو 72 مسجداً وذلك بموجب قانون أصدرته ، منعت بموجبه بناء المساجد الجديدة ، أو ترميم وإصلاح المساجد القديمة ، كما أن هذا القانون ينص على هدم أي مسجد بني خلال العشر سنوات الأخيرة ، وتطمس الحكومة الثقافة الإسلامية وتعمل على تذويب المسلمين في المجتمع البوذي البورمي ، فلقد فرضوا الثقافة البوذية والزواج من البوذيات ، وعدم لبس الحجاب للبنات المسلمات ، وفرضت عليهم الأسماء البوذية ، ودمرت الآثار الإسلامية التاريخية ، وقامت الحكومة هناك برفع سن زواج المسلمات لـ 25 عاماً والرجال لـ 30 عاماً ، ومنعت عقود النكاح إلا بعد إجراءات طويلة وإذن من السلطات ، وتعطي الحقَن المانعة لحمل النساء المسلمات في حالات كثيرة، ومنعت تعدد النساء منعاً باتا مهما كان السبب ، ومنعت الزواج مرة أخرى للمطلق أو الأرمل إلا بعد مرور سنة ، ومن يخالف ذلك يُعرض نفسه للسجن والغرامات الباهظة أو الطرد من البلد ، وإذا حملَت الزوجة فلا بد من ذهابها طبقاً لقرار السلطات الحاكمة إلى إدارة قوّات الأمن الحدودية – ناساكا- لأخذ صورتها الملونة كاشفة بطنها بعد مرور كل شهر حتّى تضع حملها ، وفي كل مرّة لا بدّ من دفع الرسوم بمبلغ كبير، وذلك للتأكد كما تدعي السلطة من سلامة الجنين ، ولتسهيل إحصائية المولود بعد الولادة ، كما يتم أخذ النساء عنوةً من منازلهن وإجبارهن على العمل في معسكرات الجيش دون مقابل ، بالإضافة إلى إجبار الفتيات المسلمات على الزواج من البوذيين ، وتلزم القوانين هناك الفتيات المسلمات غير المتزوجات بالحضور الإجباري إلى قيادة القوات المسلحة والعمل لمدة 6 أشهر تحت إشراف أفراد قوات حرس الحدود ، كما تجبر المسلمات على خلع الحجاب وتنتهك حرمات الكثير منهن.
بسبب المعاناة الكبيرة التي تعرض لها مسلموا الروهنجيا فقد قامت هجرات جماعية كان أكبرها في العام 1978 و 1991 ، حيث هاجر معظم الروهنجيين إلى بنجلاديش و دول أخرى مثل السعودية ، وباكستان ، وماليزيا، وليبيا، وتايلاند ، والإمارات العربية المتحدة ، وغيرها ، وما زالت الهجرة والهروب عبر الحدود يتم بشكل دائم ، و يقومون بالهرب بواسطة القوارب من خلال الخليج ، ويتم قذفهم إلى تايلاند التي تقوم بقذفهم ثانية إلى المحيط ولكن بعد فصل محركات القوارب ليواجهوا الموت المحقق في المحيط.
وحذرتْ منظمةُ حُقُوق الإنسان الأمريكيَّة (أطباء من أجل حقوق الإنسان)، في تقرير لها أن 200 ألف روهنجي في بنجلاديش يُعانون من حالةٍ مُتدهورة من الناحية الإنسانية، وأن مسلمي روهينجا سيتعرضون لخطر المجاعة إذا لَم يتم زيادة السِّلَع الغذائية، وتقول المنظمة: إنَّ 18 % من الأطفال يُعانون بالفعل من سُوء تغذية حادٍّ.
وهنا تتقاطع مصالح الدول في القضاء على المسلمين هناك ، فتتعامل السلطات في بنجلاديش مع المسلمين الروهينجا بشكل قاس ، وتقوم بحملات الاعتقال والطرد .
ما سبق نظرة سريعة على تاريخ هذا الشعب المسلم صاحب الحضارة العظيمة ، وأشكال معاناته المؤلمة ، شعب يتعرض إلى مذابح بأبشع الصور والأساليب استمرت عشرات السنين ، من دون أن يرمش للعالم جفن ، وكأن العالم ينظر إلى مسلسل على شاشة التلفاز ... فهل سيعيد التاريخ وا معتصماه ... فنثأر للأحرار والحرائر والأطفال والشيوخ ... ونعيد لهم كرامتهم المسلوبة على أيدي دعاة الحكمة من البوذيين ؟
لقد كثرت بقاع المسلمين المستباحة في شتى الأصقاع ، فهل من صلاح الدين جديد يعيد للأمة مجدها وعزتها ؟
نحن نكره العنف وسفك الدماء ، وجربنا المعارك في غزة والصومال والعراق ولبنان وأفغانستان وسوريا الآن وغيرها من بقاع الأرض ، ولكننا عندما نسمع ونشاهد تلك المذابح التي يتعرض لها شعبا أعزلا حتى لو لم يكن مسلما بدوافع الحقد الاثني والعرقي ، وعندما نقف أمام إحراق قرى كاملة للمسلمين فيها الأطفال والنساءٍ والشيوخ دون رحمة في مشاهد تُقطع الأفئدة و الأكباد بتحريض من الرهبان البوذيين ، فهنا يجب أن يكون لأصحاب الأقلام الحرة والمواقف السياسية الشريفة موقفهم وكلمتهم ، فمن غير المعقول ألا تتحرك مشاعرنا وضمائرنا أمام سفك دماء الأبرياء هناك ، وأمام الحقوق الضائعة والكرامة المستباحة ، ولا ناصر لهؤلاء المساكين في ظل صمت دولي مريب ، رغم أن الأمم المتحدة وصفت المسلمين الروهينجا بأنهم من أكثر الأقليات تعرضا للاضطهاد في العالم ، فأين المسلمون من هذا الذي يجري ، ولديهم من وسائل الضغط ما يكفي لتخفيف آلام إخوانهم هناك !! ؟ فلا تلوموا الآخرين على ما يفعلون من أجل الأمة المضطهدة ....