يا مثقفي اليسار: أين إعلان الوراثة ؟
محمود القاعود
صار لزاماً على جميع مثقفى اليسار والعلمانية والشيوعية والماركسية أن يقدموا للشعب المصرى "إعلان الوراثة" الذى بموجبه ورثوا "وزارة الثقافة" ومن ثم قاموا بتحويلها إلى "عزبة" علقوا عليها يافطة عريضة " ممنوع الدخول لغير الشيوعيين والعلمانيين والماركسيين والطائفيين"!
ما تفعله هذه القلة المحسوبة على الثقافة والإبداع ظلما وبهتاناً وزوراً يجعلنا نطالبهم بإعلان الوراثة لنعرف كيف ورثوا هذه الوزارة، وكيف سيطروا على جميع مفاصل الحياة الثقافية فى مصر، وكيف اعتقدوا أنه لا يوجد فى هذا الوطن سواهم، ولا يحق لغيرهم أن يتكلم فى شئون الثقافة .. من أعطاهم هذا الحق ؟ من منحهم هذا الصك ؟! من أين جاءوا بهذه الصفاقة منقطعة النظير؟
هل يُعقل فى دولة بها أكثر من ثمانين مليون مسلم أن يسيطر تيار كاره للإسلام على وزارة الثقافة ويحولها إلى دكان بقالة يقتصر على الشيوعيين ورفاقهم ؟
المشكلة الكبرى لدى اليسار هى النرجسية المقيتة التى تجعلهم يعتقدون أنهم فوق البشر وأنهم جاءوا من عالم آخر وأنهم يتفوقون على الجميع ، رغم أنهم فى قمة الهشاشة وأعمالهم التى يسمونها " إبداعية" ما هى إلا غثاء ، ومع ذلك فالجرأة لديهم تصل إلى وقاحة لم يرد لها مثيل ، فيصنفون أنفسهم ضمن العظماء والمبدعين والمثقفين !
من أعطاهم حق أن يُزيّنوا للرأى العام أن المثقف لابد أن يكون شيوعياً كارهاً للإسلام والمسلمين؟
من أعطاهم حق أن يدعوا أن الإبداع لا يكون إبداعا إلا بسب الله والرسول والصحابة وأمهات المؤمنين ؟
من أعطاهم حق إخراج كل مثقف حقيقى من "عزبتهم" طالما لم يكن شيوعياً؟
ألا يمكن أن يكون هناك "مثقف" يلتزم بإسلامه ولا يطعن فى مقدساته ؟!
من مفارقات اليسار التى تؤكد أن أفراده لديهم "انفصام فى الشخصية" يوم قامت قيامتهم، وأعلنوا النفير العام للدفاع عن رواية بذيئة تُدعى " وليمة لأعشاب البحر" بزعم الإبداع والاستنارة وأن سياق الرواية يتطلب ما قاله مؤلفها ، رغم ما بها من سب صريح لله سبحانه وتعالى ، وتهجم سافل على مقام الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم .. نفس هؤلاء الذين دافعوا عن سب الله ورسوله ، هم أنفسهم الذين ثاروا ضد الدكتور يوسف زيدان بسبب روايته "عزازيل" بزعم أنها تنتهك المقدسات المسيحية ! وأصبح الذين كانوا بالأمس يروّجون لوليمة لأعشاب البحر بزعم الإبداع هم من يدعون لمصادرة عزازيل !
أهذه هى الاستنارة ؟ أهذا هو الإبداع ؟
هل انتهاك المقدسات الإسلامية حلال زلال بينما سرد وقائع تاريخية عن فترة من تاريخ الصراعات المسيحية جريمة كبرى ؟!
والعجيب أن اليسار لديه طابورا طويلا من الاتهامات الفجة التى هى فى الأساس ممارسة منهجية لـ"الإسقاط" ، فعندما ترفض تطاولهم على الله والرسول والقرآن الكريم عليك أن تصنف نفسك تلقائياً وفق فكرهم المريض تحت ( الظلامية – الوهابية – الصحراوية – الظلام – الإظلام – الإرهاب – طيور الظلام – الحسبة – قندهار – الأفغنة – التطرف ).. إلخ الموشح البذئ الذى يواجهون به من يرفض إفكهم ..
ولنا أن نسأل : هل هم يعلمون ما هو الأدب أو ما هى الثقافة ؟
إن نظرنا لجيل الرواد سنجد : نجيب محفوظ – محمد عبدالحليم عبدالله – يوسف السباعى – على أحمد باكثير- عبدالحميد جودة السحار – إحسان عبدالقدوس – أمين يوسف غراب ... نتفق ونختلف معهم .. لكن لم تكن قضيتهم سب الله تعالى ورسوله الكريم أو الطعن فى القرآن والسنة ..
كان يشغلهم الإبداع والتنافس الفنى ..
محمود سامى البارودى - أحمد شوقى – حافظ إبراهيم – عباس العقاد – على الجارم – أحمد محرم – إبراهيم ناجى – أحمد رامى - محمود حسن إسماعيل – عبدالرحمن شكرى .. شعراء لم يسبوا الذات الإلهية بزعم الإبداع ، وقدموا أروع ما يكون من شعر .. لم يقحموا المقدسات فى أشعارهم وتركوا تراثا تذكره الأجيال حتى يومنا هذا ..
أحد رفاق عزبة الشيوعيين – وزارة الثقافة سابقاً – كتب ما أسماها قصيدة وصف فيها الله تعالى بأنه – وحاشاه – شرطى مرور يزغط البط .. ! ما علاقة هذا التطاول الفج بالشعر أو الإبداع ؟ ولماذا يتم منح كاتب هذا العبث جائزة باسم الدولة ؟
ألا يمكن أن يكون هناك إبداع من غير سب الدين والتطاول والإسفاف ؟
يا مثقفى اليسار من جعلكم أوصياء على الثقافة والإبداع ؟
يا مثقفى اليسار : لماذا تكوّشون على النشر والطبع والجوائز رغم ضحالة أعمالكم ؟
يا مثقفى اليسار : لماذا تأتون بوزير ثقافة دائماً يوالى اليسار ويخاصم الإسلام ؟
يا مثقفى اليسار: أنتم آخر من يتكلم عن الثقافة والإبداع .. فثقافتكم هى العداء للإسلام وإبداعكم هو التطاول على الله والرسول وأمهات المؤمنين ..
يا مثقفى اليسار : أنتم مطالبون بإظهار إعلان الوراثة الذى بموجبه كُتبت لكم وزراة الثقافة فى الشهر العقارى ومنعتم غيركم من الدخول إليها ..
يا مثقفى اليسار : أنتم قلة ضئيلة استولت على وزارة الثقافة بـ"النبوت" فى غفلة من التاريخ والزمن، ولابد أن يستعيد الشعب هذه الوزارة ويحررها منكم ومن إرهابكم ..
يا مثقفى اليسار : بئس الثقافة التى تنادون بها ، وبئس الإبداع الذى تتحدثون عنه .