أحد عشر عاما على حوادث 11 أيلول
أحد عشر عاما على حوادث 11 أيلول
محمد هيثم عياش
برلين /11/09/12/ في مثل يوم الثلاثاء المنصرم ، كانت واقعة يوم من 11 أيلول/سبتمبر عام 2001 ضرب المركز التجاري في نيويورك . فقد كان يوم الثلاثاء من 11 أيلول عام 2001 يوما هادئا بعض الشيء فحكومة المستشار الالماني السابق جيرهارد شردودر تبذل جهودها مع الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك لتوحيد سياسة الاتحاد الاوربي الاقتصادية والخارجية وتهديدات الرئيس الامريكي السابق جورج بوش باعلان حرب على تلك الدول التي لا تنتهج الديموقراطية في بلادها وتحارب الحريات العامة ، صدمت طائرتين مركز التجارة الدولي في نيويورك وجعلته أثرا بعد عين . وألصق البيت الابيض ودوائر المخابرات الامريكية تلك الحوادث التي تخللها ايضا خطف طائرات ومصرع اكثر من ثلاثة الاف شخص تنظيم القاعدة الذي كان يتزعمه اسامة بن لادن تهمة تلك الجريمة التي لا تزال آثارها السلبية على العالم الاسلامي ظاهرة بوضوح والقائمون وراءها مجهولون حتى وقتنا هذا .
فدوائر المخابرات الامريكية لا تزل تجزم بأن سعوديين كانوا على متن احدى الطائرتين اللتين صدمتا المركز التجاري قامو بهذا العمل طواعية أي عمل انتحاري علما ان الوثائق السياسية وغيرها تؤكد ان الذين كانوا على متن الطائرة موثوقي الايدي والارجل كما كانت أفواههم مكمومة والطائرة بدون طيار والذي يريد ان يقوم بعمل انتحاري فلا حاجة له ان يوثق يديه ورجليه ، كما تؤكد الوثائق بأن سبب انهيار المبنى الذي بني على تقنيات تقيه من تأثيرات الزلازل يعود الى انفجار غامض وقع في المبنى المذكور اثناء اصطدام الطائرة الثانية به . وتؤكد وزيرة الخارجية الامريكية السابقة كونتيسلا رايس التي كانت مستشارة لبوش لشئون الامن القومي زمن تلك الحوادث بأنه عندما صدمت الطائرة الاولى المركز ذهب الظن الى انه حادث اعتيادي فالكثير من الطائرات صدمت المركز عن طريق الخطأ اما عندما صدمت الطائرة الثانية المبنى سألت نفسها من يكون وراء هذا الحادث فجزمت هي انه اسامة بن لادن زعيم القاعدة الذي أوفى باراك اوباما وعده بقتله في شهر أيار /مايو من عام 2011 المنصرم .
كما ويؤكد كل من وزير داخلية ولاية بايرن السابق جونتر بيكشتاين ووزير الداخلية الاتحادي السابق اوتو شيلي بان القاعدة ليس لها علاقة بتلك التفجيرات الا ان السياسة الدولية وتعاون المخابرات الامريكية مع الالمانية وغيرها من المخابرات الاوروبية والدولية الاخرى جزمت وقوف لقاعدة وراء تلك التفجيرات ويجب ان يتم ذلك .
نجم عن الحوادث المذكورة التدخل الغربي في العالم الاسلامي ولا سيما في افغانستان بحجة القضاء على منظمات الارهاب الدولية من اجل استقرار العالم وبالرغم من مرور عشرة أعوام على التدخل في افغانستان فان الطالبان لا تزال قوية بل توسعت قوتها لتشمل الباكستان ايضا ومن اجل الابقاء على محاربة الارهاب عزت واشنطن والدول التي تتعاون معها لاعضاء تنظيم القاعدة نقل بعض قواعدهم الى اليمن والصومال وشمال افريقيا وغيرها من مناطق العالم الاسلامي حتى تبقى تلك الدول تحت مراقبة البيت الابيض .
نجم عن تفجيرات حوادث 11 أيلول/ سبتمبر من عام 2001 ظهور العداء الصريح للاسلام من الغرب فالعداء للاسلام كان الى قبيل تلك الحوادث منحصرا ببعض الشخصيات السياسية في اوروبا والولايات المتحدة الامريكية الا ان تلك الحوادث كانت وراء ظهور احزاب في اوروبا تطالب بطرد المسلمين من القارة العجوز بل وتطلب بعضها باحياء الحروب الصليبية من جديد فالرئيس الامريكي السابق جورج بوش الذي كان ينادي لحرب صليبية جديدة اول طلائعه في افغانستان وآخرها في البيت الابيض يعتبر قدوة لبعض تلك الاحزاب ولا سيما الحزب الجمهوري الحر في هولندا وحزب الحرية في المانيا واحزاب قومية اخرى ولم تتجرأ أي منظمة قومية باخراج صور استهزاء تمثل الرسول محمد صلى الله عليه وسلم الا بعد تلك الحوادث .
وستبقى الهوة بين الغرب والاسلام عميقة جراء تلك الحوادث بالرغم من مناشدة الرئيس الامريكي الحالي باراك اوباما المسلمين بالتصالح مع الغرب من خلال الخطاب الذي القاه في جامعة القاهرة عام 2009 فقد بقيت وعوده بهذه المصالحة حبرا على ورق بل ويحاول حاليا من اجل البقاء بالبيت الابيض مرضاة الكيان الصهيوني بالاعتراف بالقدس عاصمة للصهاينة .
حوادث 11 أيلول/سبتمبر من عام 2001 دخلت تاريخ الانسانية من بابه الاسود ولن تخرج منه.