عادل حمودة ورفاقه وهموم الوطن
محمود القاعود
يقول الله تعالى "وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ"( الذاريات: 56 – 57 ).
للإنسان غاية محددة ألا وهى عبادة الله تعالى وحده لا شريك له ، والخروج على هذه الغاية يحوّل الإنسان عن الهدف الحقيقي الذى من أجله خلقه الله عز وجل، فيقع فى براثن الشرك والإفك ويُسلم نفسه للشيطان يوجهه كيف يشاء .
لم يخلق الله تعالى الإنسان ليُفسد فى الأرض .. وإنما ليشهد هذا الإنسان على قدرة الخالق سبحانه وتعالى، ولم يخلق الله الإنسان لحاجته إليه ، فهو الغنى عن العالمين " مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ" ، تكرم الملك القدوس على جزء من العدم فجعله ينتقل إلى الوجود وهى أعظم نعمة لو كان يعقل هذا الإنسان الذى يحارب الله ويجاهر بالفحشاء، ويتحدى إرادة خالقه ورازقه ومالك أمره.
لماذا هذا التمهيد الموجز ؟
لأنه عندما نرى كتبة ومعهم من يعملون فى الإعلام قد كرّسوا حياتهم لإعلان الحرب على الله .. نتساءل فى دهشة كيف ينظر هؤلاء للحكمة من وجودهم ؟ هل خلقوا للجرى خلف الشهوات والطعن فى الأعراض وقذف كل من يلتزم بمنهج ربه ؟ ألا يخشون من يوم يرجعون فيه إلى الله ؟ هل حقاً يؤمنون بالثواب والعقاب وبالجنة والنار؟ أم أن ليبراليتهم وعلمانيتهم هى " وَقَالُوا مَا هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلاَّ الدَّهْرُ "( الجاثية:24).
صحف عديدة وفضائيات لا هم لها إلا الترويج للفحشاء والهجوم على الإسلام والإسلاميين .. لا توجد قضية تشغلهم سوى قذف الإسلام بكل قبيح ؟
أتساءل أحياناً .. ألم يُصب عادل حمودة ذات يوم بصداع أو مغص أو اضطراب فى عضلة القلب ؟ ألم يعلم أن الله قادر أن يجعله بقايا إنسان بأهون الأمراض ؟؟
لماذا لا يكتب عادل حمودة فيما ينفع الناس ويمكث فى الأرض ؟ لماذا قضيته فى الحياة إعلان الحرب على الله ؟
طوال حياته الصحفية من أيام روز اليوسف وعادل حمودة لا هم له إلا اللحية والحجاب والنقاب وما يمسيه "الظلام" و "الوهابية" .. لم اقرأ له يوماً هو ورفاقه ومن يسيرون على نهجه البائس.. لم اقرأ له مقالاً عن إصلاح طريق أو رصف قرية نائية .. أو توفير مياه الشرب لقرية محرومة ..
لم اقرأ لعادل حمودة ورفاقه وصبيانه عن إنشاء مستشفى أو افتتاح مدرسة أو إزالة مطبات عشوائية أو إقامة مشاريع اقتصادية أو المطالبة بتيسير الزواج للشباب ..
لم اقرأ لعادل حمودة ورفاقه وصبيانه عن توفير الدواء للفقراء والمساكين ..
لم اقرأ لعادل حمودة ورفاقه وصبيانه عن مساعدة الأرامل والمطلقات وذوى الاحتياجات الخاصة
لم اقرأ لعادل حمودة ورفاقه وصبيانه عن مرضى السكر الذين يصرخون من الألم وحياتهم مهددة ويُصاب عدد منهم بالعمى
لم اقرأ لعادل حمودة ورفاقه وصبيانه عن مرضى الكبد الذين يغتالهم الفيروس اللعين ويتركوا خلفهم أزواجا وذرية غالبا ضعافا ..
لم اقرأ لعادل حمودة ورفاقه وصبيانه عن مرضى الكلى الذين يقومون بعملية غسيل تأكل الأخضر واليابس ثم تكون مرحلة العلاج الكميائى التى غالبا يعقبها الوفاة
لم اقرأ لعادل حمودة ورفاقه وصبيانه عن مرضى المعدة الذين لا يستطيعون تناول الطعام ويصرخون كما الأطفال من شدة الألم ..
لم اقرأ لعادل حمودة ورفاقه وصبيانه عن مرضى القلب الذين لا يستطيعون التنفس وتتحول حياتهم إلى جحيم ..
لم اقرأ لعادل حمودة ورفاقه وصبيانه عن معاناة أولياء الأمور فى توفير نفقات المدارس وملابس الأولاد ..
لم اقرأ لعادل حمودة ورفاقه وصبيانه عن تنظيف الوطن وتطهيره من أكوام القمامة .. بل على العكس قام حمودة بإفراد مساحة كبيرة من جريدته لعجوز شيوعية لتكتب مقالا بالبنط العريض " لم الزبالة يا مرسى" فى إشارة لحملة النظافة التى تبناها زعيم العرب فخامة الرئيس محمد مرسى حفظه الله ..
لم اقرأ لعادل حمودة ورفاقه وصبيانه أى شئ عن طوابير العيش ومياه المجارى التى تطفح فى الشوارع ..
لم اقرأ لعادل حمودة ورفاقه وصبيانه عن رى الأراضى الزراعية بمياه المجارى ..
لم اقرأ لعادل حمودة ورفاقه وصبيانه عن المبيدات المسرطنة التى حصدت أرواح المصريين ..
لم اقرأ لعادل حمودة ورفاقه وصبيانه عن التعاطف مع المسلمين داخل مصر أو خارجها ..
لم اقرأ لعادل حمودة ورفاقه وصبيانه عن عشرات الآلاف من ضحايا نظام الزنديق بشار الأسد الذين يُقتّلون على مدار الدقيقة والساعة فى سوريا ..
لم اقرأ لعادل حمودة ورفاقه وصبيانه عن مجازر بورما حيث يُحرق أصحاب الأخدود الجُدد ..
عادل حمودة ورفاقه وصبيانه يقيمون الدنيا إن عطس نصرانى فى مصر أو زيمبابوى .. فى حين يُصابون بالخرس إزاء مذابح المسلمين فى كل أنحاء العالم ..
لا هم لهم إلا الحديث عن "الأخونة" و "الأسلمة" و " الظلام" و "الصحراوية" بالإضافة للحديث عن الجنس والشذوذ والعرى وبث الصور الخليعة فوق صفحات الصحف وفى الفضائيات ..
تُرى ما هى الرسالة التى يقدمها عادل حمودة ورفاقه ؟؟
يقول تعالى " إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ" ( يس:12).
حتى الآثار المترتبة على كلامهم وكتاباتهم سيُسألون عنها يوم القيامة ..
ويقول عز وجل:
" أَلا يَظُنُّ أُوْلَئِكَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ لِيَوْمٍ عَظِيمٍ يَوْ مَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ كَلاَّ إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ كِتَابٌ مَّرْقُومٌ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ وَمَا يُكَذِّبُ بِهِ إِلاَّ كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ كَلاَّ إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُوا الْجَحِيمِ ثُمَّ يُقَالُ هَذَا الَّذِي كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ " ( المطففين 4 – 17 ).
ألا يراجع أمثال عادل حمودة أنفسهم ويخشون يوما قال الله عنه " يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَابًا" ( النبأ:40).