رسالة لجلالة الملك عبد الله الثاني
عبد الله زنجير * /سوريا
إلى جلالة الملك عبد الله الثاني الهاشمي النبوي العربي .. ملك المملكة الأردنية الهاشمية .. حفظه الله تعالى
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ، و بعد
أروي لكم - يا جلالة الملك - ما سمعته من زوج خالتي الحاج سعيد أمينو ، حيث حكى : خرجنا من حلب أوائل الستينيات بشاحنات ممتلئة بالبشر للحج دونما تأشيرات فقد سمعنا بأن السعوديين يعطون التأشيرات على الحدود ، تبين لنا أن هذا ليس صحيحا ولا سهلا ، فجلسنا هناك
وسط الصحراء القاحلة ننتظر فرج الله . نزلت مع البعض إلى عمان لشراء ما يلزمنا من الأطعمة و الحاجيات ، و بينما نحن نسير في السوق ، و إذ بجلالة الملك الحسين أمامنا وجها لوجه مع مرافقين قلائل . بادرته بالكلام قائلا : يا جلالة الملك ، نحن من سورية ذاهبون لزيارة جدك النبي ، و انقطعت بنا السبل على الحدود ولا ماء و لا خيم ولا طعام .. لم يعلق الملك الحسين ، رحمه الله ، بل ابتسم و أشار بيده أن اهدئوا و أبشروا .. في المساء كانت شاحنات الماء و الجوادر و الأطعمة من الجيش ، للجميع
زوج خالتي هذا توفي إلى رحمة الله و صورة الملك الحسين في صدر مجلس ضيوفه ..
اليوم نقول : يا جلالة الملك الهاشمي النبوي ، إخوانكم و أبناؤكم في مخيم ( الزعتري ) أشبه ما يكونون كمعتقلي المعسكرات وسط الرمال اللاهبة
يا جلالة الملك الهاشمي النبوي ، الشعب السوري أحوج ما يكون اليوم ، لضيافتكم ، و كرم أخلاقكم ، و نجدة مروءتكم
يا جلالة الملك الهاشمي النبوي ، لم يسمع أحد في العالم أن الشعب السوري عندما استقبل الملايين من العراق و لبنان ، أقام لهم خيمة واحدة ، بل فتح لهم بيوته و قلوبه
يا جلالة الملك الهاشمي النبوي ، ننتظر أن تأمروا بنقل إخوانكم هؤلاء لمكان آخر تتوفر فيه المقومات الدنيا للآدمية و العيش المقبول
يا جلالة الملك الهاشمي النبوي ، عاقبوا من أشار بفتح هذا المخيم في هذا المكان ، لأنه أساء أكثر مما أصلح ، و أفسد أكثر مما أرشد
يا جلالة الملك الهاشمي النبوي ، تلك كانت قصة ربما لم تعرفوها ، لكن الله يعرفها و أصحابها يعرفونها .. و اليوم نخاطب فيكم تلك النفحة النبوية الأصيلة الفيحاء ، و كل الشعب السوري لن ينسى أشقاءه و أهله في الأوقات الأليمة
جزاكم الله خيرا ، على كل ما بذله الأردن العربي ، حكومة و شعبا .. و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
* كاتب سوري - عضو رابطة أدباء الشام