تقرير عن الوضع الطبي للمصابين والجرحى السوريين في تركيا
تقرير عن الوضع الطبي
للمصابين والجرحى السوريين في تركيا
تشخيص الحالة – الحلول الممكنة لهذه الكارثة
حسام السباعي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
كتبت لحضراتكم قيل أيام بعض مشاهداتي العامة عن الوضع الطبي المحزن للسوريين المصابين من جراء القصف والدمار ، وكل يوم أرى مشاهد لايستطيع الإنسان إلا أن يبكي عندما يرى هول المصاب ، ولكن يجب العمل لإيجاد حلول يعيننا الله عليها رغم ضعفنا وقلة حيلتنا.
اليوم هو اليوم الخامس لي بين أنطاكيا والريحانية حيث قمت بدراسة الوضع الصحي للمصابين والجرحى ، والخلاصة حسب مارأيت يحتاج هذا العمل لإمكانيات دول للوقوف بجانبهم لاإمكانيات أفراد ، فوضعهم محزن وحالهم يرثى له ونسأل الله لهم الشفاء ، ومئات منهم يحتاجون إلى عناية ورعاية صحية في المستشفيات فورا.
يوجد عدة عقبات تواجه هذا الملف الطبي على الرغم من كل الجهود المبذولة في الميدان من المخلصين العاملين الذين قابلتهم ، وأهم هذه التحديات هي :
1. ضعف الجهاز الإداري
2. لايوجد عدد كاف من الأطباء السوريين في الإختصاصات المتنوعة المطلوبة (وأهمها الجراحة العصبية – الجراحة العظمية – الجراحة العامة – جراحة العيون – جراحة الفك – الكسور – الشلل – الأطراف المبتورة – طبيب عام ) ويكونوا هؤلاء الأطباء مقيمين بشكل دائم ليدرسوا حالة المريض وتشخيص مايلزمه من العلاج (لا أطباء زوار ) نعم يوجد بعض الأطباء ولكن ليس بمقدار المطلوب لهذه الكارثة ، وليس بالمستوى العلمي المطلوب الذي يقدر الحالة تماما.
3. عدم توحد الجهود بين القائمين على العمل الطبي ، فيوجد على الأقل 5 أو 6 مراكز تقوم برعاية المرضى في مراكز وليس في مستشفيات ، ولا يوجد تنسيق بينها ، مما يجعل العمل صعبا وينعكس في النهاية على وضع المريض.
4. عدم السماح للأطباء السوريين بالعمل الجراحي على الأراضي التركية.
5. عدم إستيعاب المستشفيات الحكومية في المناطق الحدودية للحالات المطلوب علاجها.
6. غلاء المستشفيات الخاصة وإستغلالها للوضع ونقص المال ، وعدم توفر كل الإمكانيات فيها وخاصة المستشفيات في المناطق الحدودية
7. إزدياد عد المصابين كل يوم وقد سمعت من عدة مصادر أنه يوجد في حمص مثلا الآن على الأقل 600 جريح يريدون علاج فوري ويريدون المجئ لتركيا إذا فتحت السبل ، كل يوم يأتي جرحى جدد إلى تركيا مما يزيد في حجم الكارثة.
8. غياب الهيئات الطبية العالمية عن الساحة والتي تستطيع فعل الكثير إذا وجدت بصدق
9. عدم إكتراث الدول بهذه المأساة وكأنهم يرون نعاجا تذبح أو تقتل
هذه أهم العوامل التي تجعل العمل الطبي صعبا ومعقدا ويحتاج لجهود وإمكانيات دول ، ويحتاج إلى كادر إداري مؤهل عالي الكفاءة ، وكادر طبي وتمريضي وخدمات المساندة.
الحلول الممكنة يكون في العمل على محورين أساسيين:
المحور الأول – العمل الكبير على مستوى حجم المأساة – طريق طويل قليلا لكنه فعال إذا تم
1. وضع خطة عمل متكاملة تقوم بها جهة طبية سورية قوية معتمدة ، مع جهة إدارية عالية الكفاءة في الإدارة والتنظيم والتخطيط، لأن العمل يحتاج لإداريين ماهرين ولايكون الأطباء أنفسهم هم الإداريين ، فهذا أكبر خطأ
2. أن يدعى الأطباء السوريون في العالم بإختصاصاتهم المتنوعة ليأتوا ويقيموا بشكل دوري ومنظم ضمن جداول وقوائم ، ويجلس الطبيب على الأقل شهر كامل تحت إشراف الإداريين، ولايسمح لأي طبيب يأتي بمفرده للعمل ، صدقوني وجدت كثير من الناس يقولون أنهم أطباء وشكلهم ماشافوا كلية الطب بحياتهم ، بهذا يتم قطع دابر من يتاجر بدماء وصحة الأبرياء
3. أن يتم الضغط على الحكومة التركية بالسماح لهؤلاء الأطباء السوريين الأخصائيين بالقيام بالعمليات الجراحية في المستشفيات التركية الحكومية بالتنسيق مع وزارة الصحة ، والعمل بالمستشفيات الخاصة بالتنسيق مع أصحابها ، وبشكل عاجل وإستثنائي وفوري
4. أن تقوم جهة واحدة بالتنسيق مع المستشفيات الخاصة في المناطق الحدودية وفي مدن لايتجاوز القطر المحيط عن أنطاكيا أكثر من 200 كم ، بحيث يسهل نقل المريض برا ، وأن تقدم هذه المستشفيات الخاصة أقصى إمكانيات الخصم بالضغط عليها واستثارة عواطف أصحابها
5. أن يتم الضغط لتسمح الحكومة التركية ببناء مستشفى ميداني على أراضيها يعمل ويدار من الأطباء السوريين لإجراء العمليات الجراحية
6. أن تتبنى جهات مانحة دعم التمويل للحالات المستعجلة ويكون هناك صندوق دعم دولي لعلاج الجرحى في المستشفيات التركية الخاصة
7. أن يتم الضغط على دول الجوار ودول الخليج وبعض الدول الأوروبية لتتبنى هي نقل المرضى لمعالجتهم في مستشفياتها وعلى أراضيها وعلى حسابها وبشكل فوري وهذا أقل مايمكن أن تفعله دول أصدقاء سوريا المائة ، ويتم نقل الملف إعلاميا وبشكل مكثف لتتحرك الدول وتحفظ ماء وجهها ، هذه مهمة المجلس االوطني أن يحرك هذا الملف بشكل سريع ، وإذا كان عاجزا عن مثل هذا العمل ، فليسلمه لمن يقدر عليه ويعرف طرقه وأساليبه.
8. أن يتم تحريك المنظمات الطبية الدولية لتضغط هي على الحكومة التركية لتسمح لها بموجب القوانين الدولية أن تأتي هذه المنظمات من دول مختلفة بستشفياتها الميدانية لتعالج هؤلاء المصابين.
المحور الثاني – العمل الصغير حسب وضعه الحالي – يقدم شئ لكن لايتناسب مع حجم المأساة
1. التنسيق بين الجهات العاملة على الساحة بقدر المستطاع
2. تحسين المستوى الإداري بتوظيف إداريين مؤهلين لإدارة العمل
3. القيام بعلاج بعض الحالات السريعة العاجلة حسب الإمكانيات المادية المتوفرة
4. القيام بجمع التبرعات لتغطية النفقات الإدارية والطبية
5. تكثيف الجهود بجمع التبرعات بتقديم ملفات جاهزة للمتبرعين والمانحين تعرفهم بالحالات الموجودة مع البيانات وتقدير الكلفة
6. ممكن التخصص في العمل على حالات معينة خاصة يتكفل بها فريق عمل أو جهة معينة ، مثلا ملف المشلولين ، أو ملف الأعضاء المبتورة ، .... وهكذا.
7. تفعيل الأطباء السوريين للقدوم والمشاركة
أولا وآخرا تصفية النية لله عز وجل أن يكون العمل خالصا لوجهه الكريم لإنقاذ قدر المستطاع من هؤلاء المرضى الذين هم بحاجة لمن يقف معهم
والله المستعان وهو حسبنا ومولانا وناصرنا.
أنطاكيا 23 / آب / 2012