الإسلام جزء من ألمانيا وأوروبا

محمد هيثم عياش

[email protected]

برلين /‏21‏/08‏/12/ يرى كثير من السياسيين وفعاليات دينية في المانيا ان اوروبا راسخة بالمسيحية ومتأثرة بالعقيدة اليهودية التي تبدو ظاهرة بوضوح في التقاليد والعادات الاوروبية ، وهو ما يؤكده وزير الداخلية الالماني السابق اوتو شيلي الذي افتتح جلسة البرلمان الالماني في انتخابات عامي 2002 و 2005 باعتباره أكبر اعضاء البرلمان الالماني سنا وأقدمهم عضوية فيه وما أكده وزير العلوم السابق في حكومة سابقة للمستشار السابق هلموت كول مانفريد فيلنهوزين بافتتاحه البرلمان اثر انتخابات عام 2009  وما يشير اليه بين الحين والاخر اسقف العاصمة برلين عن البرتستانت فولفجانغ هوبر . الا أنه من خلال ندوة دعا اليها مبرة هاينريش بول للدراسات والمساعدات الدولية مساء يوم الاثنين من 20 آب أ/وجسطس الحالي بالعاصمة برلين ، أكد المشاركون وفي مقدمتهم  رئيس شئون السياسة الثقافية بمجلس الشورى الاوروبي / السياسي الالماني / اندريه فاينجارتين ورئيسة شئون لجان حقوق الانسان بالبرلمان الاوروبي باربرا لوخوبيلر  التي كانت تشغل زعامة فرع المانيا لمنظمة العفو الدولية ان الاعتقاد السائد المذكور برسوخ اوروبا بالمسيحية ومتأثرة بالعقيدة والتعاليد اليهودية لا اساس له من الصحة وان اوروبا اذا ارادت بالفعل التطرق الى قيمتها المعنوية والثقافية وتقدمها اجتماعيا واقتصاديا لعلى الاوروبيين الجزم بالاعتقاد فضل الحضارة الاسلامية عليها ، فالمسلمون قاموا بتعمير اسبانيا واجزاء من فرنسا وايطاليا اضافة الى ان علومهم كانت منارة لشعوب اوروبا الغربية .

وأوضح استاذ الدراسات الاسلامية في جامعة مدينة مونستر هانس يوخيم شكوينكوبف انه اذا ما أراد السياسيون الاوروبيون وخاصة الالمان منهم الجزم بمسيحية وتأثير اليهودية على اوروبا او يهودية اوروبا وتأثير المسيحية عليها فيجب عليهم الجزم تأثير الاسلام على تلك العقيدتين اضافة الى المجتمع الاوروبي فالاسلام له جذور راسخة في اوروبا اكثر من اليهودية وتقاليد الاوروبيين متأثرة ايضا بتقاليد المسلمين والتاثير الاسلامي ملموس باليد والنفس اكثر في الوقت الراهن اكثر من ما مضى وأوروبا لم تكن فيما مضى من تاريخها مسيحية الطابع حتى ان اجزاء من اوروبا مثل البوسنة والكوسوفو وبلغاريا بقيت على عقائدها الغير المسيحية بالرغم من الحروب التي جرت لنشر المسيحية في اوروبا بينما قبلت  الاسلام كدين لها طواعية وبشكل سهل للغاية عندما وصل المسلمون الى تلك المناطق قبل الفتح العثماني للبلقان فبلغاريا اعتنقت الاسلام قبل الفتح العثماني  بأكثر من ثلاثمائة عام كما ان قراصنة الدول الاسكننافية المعروفين بـ / فايكينغ / اعتنق الكثير منهم الاسلام جراء مخالطتهم للتجار المسلمين وعلاقاتهم مع الدولة العباسية مؤكدا ان مقولة السياسة الكنيسة تأثير اليهودية على المسيحية انما هي دعايات سياسية لتصحيح وجه اوروبا أمام اليهود الذين تعرضوا للمضايقات في اوروبا منذ بداية العصور الحديثة اضافة الى ان الوجود الاسلامي في بولندا وليتوانيا وروسيا البيضاء خير دليل على ان الاسلام جزء لا يتجزأ من اوروبا .

وانتقد المشاركون في هذه الندوة الرئيس الالماني يوئاخيم جاوك الذي نفى كَوْن الاسلام جزء من المانيا الذي أكد على ذلك سلفه كريستيان فولف , ويصر جازك ان المسلمين جزء من المانيا وليس الاسلام / معتبرين تأكيد جاوك هروب من الواقه حتى يبقى بمنأى عن الصحافة التي كانت وراء ارغام فولف على الاستقالة من منصبه ولا سيما عندما أعلن أعلن بمؤتمر الدوحة الدولي  لحوار الاديان في كانون أول/ديسمبر من عام 2011 الماضي بأنه يريد السعي ان يصبح الاسلام دين رسمي ثان أو ثالث في المانيا . وطالب هؤلاء المشاركون  ضرورة تصحيح هذه الاعتقادات اذا كانوا بالفعل يريدون  الحفاظ على اوروبا قارة الثقافات والاديان المتعددة وحفاظها على حرية وحقوق وكرامة الانسان اذ ان استبعاد الاسلام من المانيا واوروبا عنصرية وتمييز ديني على حد أقوالهم .