رسالة مفتوحة إلى زعيم حزب الله
رسالة مفتوحة
إلى زعيم حزب الله
مأمون احمد مصطفى
هي رسالة من فلسطيني، كاتب فلسطيني، عاش في فلسطين منذ ولادته وحتى اعوام قليلة قبل ان يغادرها مهاجرا الى النرويج طلبا للرزق والحياة، عاش حياة المخيمات ولهيبها واورها وحريقها، وانغمس – كما الشعب كله – في اصغر جزئيات المعاناة والعذاب والقهر والاضطهاد، لكنه رغم كل هذا، وكل ما يمكن تخيله، لم يحيد عن جادة الصواب والحق، وبقي متمسكا بكل اخلاقيات المجتمع والعروبة والاسلام، وواصل حياته حتى اللحظة الاخيرة وهو يعلن بلا ادنى شك او وازع او دافع من خجل انتماءه الى الاسلام والعروبة بنفس القدر الذي اعلن انتماءه للوطن وقضية فلسطين.
من هنا، ومن هذا الانتماء، يكون المدخل الحقيقي للرسالة التي اوجهها الى حسن زعيم حزب الله، حتى لا يكون له مجال للادعاء او التشدق، بانه يملك من الحرص على فلسطين، او يملك من الاحاسيس ما ملك من عاش فيها يعاني ويلات الحرب ورعب البحث عن رغيف.
في اول هذه الرسالة اود ان اذكر حسن، بالقول الذي صدر منه سابقا، حين اعلن بانه يعمل في حزب الله لإزاحة الاستعمار وتحويل لبنان الى ولاية شيعية تابعة لايران.
هذا بحد ذاته يشكل اجابة على انه وحزبه، قد اعلن تبعية واضحة للانتماء الفارسي الذي لم يكن يوما وفي أي لحظة من اللحظات، يحمل أي سمة عربية، او وطنية تتساوق وتتماهى مع حلم العرب وطموحاتهم، وانما هي عقيدة فارسية خالصة لا دخل لها بالمواطن العربي او الحلم العربي او حتى المستقبل العربي، واذا ما شاء حسن، ان يدعي بان الواجب الاسلامي والديني هو ما يدفع ايران للقيام بما تقوم به، فان اقصر الردود عليه هو قبر ابو لؤلؤة الفارسي قاتل عمر بن الخطاب رضي الله عنه واعدل اهل الارض، الذي تحول الى مزار تؤمه قيادات ايران وثورتها متمسحة به وذارفة دموع الرأفة والرحمة عليه، دون ادنى امتلاك لخجل من الالتزام بقاتل عمل على قتل خليفة استطاع ان يدك بلاد فارس من اجل اخراج اهلها من ظلم كسرى ونقلهم من عبادة العباد الى عبادة رب العباد.
ايران التي يتباهى بها حسن، تحتل الان جزر العرب، وتحتل عربستان، وتذبح وتقتل وتشنق في الطرقات العامة وعلى ارصفة الشوارع كل ثائر يطالب بالتخلص من نير استعمارها واحتلالها، دون أي وازع من خلق او ضمير، ولا فرق بينها في ذلك بين امريكا والكيان الصهيوني وروسيا والصين، بل هي اشد فتكا وعداوة وحقدا على العرب، لأنها تمارس ما تمارس من قتل ونهب وذبح واستعمار باسم الدين الذي تعتقد انها من خلاله تنفد الى افئدة العرب والمسلمين.
اليوم خرج علينا حسن، معلنا بصلافة الانتقام من العرب وثورتهم المجيدة في سوريا، بان ايران تنظر الى المنطقة العربية بعيون فلسطينية، وان امريكا تنظر الى المنطقة بعيون صهيونية. ويكمل بان التغيير القادم سياتي ليوقع معاهدة صلح مع الكيان الصهيوني، أي انه وايران يعلنان انهما ضد ثورة الشعب من اجل فلسطين ومستقبلها.
كم من السذاجة والوقاحة يحمل هذا القول، اود ان اذكره بإحدى مقابلاته مع مسؤولين غربيين في احد الايام، حين اعلن بثقة متناهية، وقوة ماضية، ووعي نابض، بأن خلافه مع الصهاينة ليس الا بسبب احتلالهم لأراضي لبنانية، وحتى انه كان صريحا معهم الى درجة اعلن فيها بان الحكومة اللبنانية اذا اعلنت ان مزارع شبعا ليست اراض لبنانية فان صراعه مع الصهاينة سيقف في التو واللحظة، واضاف، وارجو من القارئ ان يتنبه للقول، بان فلسطين ليست ضمن حساباته او حسابات حزبه، وأن اهل فلسطين هم من يقرر بشأنها القرار الذي يرتأون.
اما بالنسبة لتوقيع القادم من رحم الثورة معاهدة مع الصهاينة، فأود ايضا ان اذكره، وانا واثق انه لا يذكر بل كان مباركا لما سأقول، ان سوريا بقيادتها الحالية كانت تجري مفاوضات سلام مع الصهاينة من خلال تركيا، وانها كانت كغيرها من الدول التي وقعت المعاهدات تسعى الى ايجاد صيغة ترضيها من اجل التوقيع على المعاهدة، وما انقطاع الحوار مع العدو الا بسبب انقطاع العلاقات التركية معه، وانفجار الثورة التي اتت لترسم نهاية الطغيان والتفرد في السلطة، ولإنهاء الصمت على استباحة الكرامة التي دأب نظام الطغيان على استخدامه بمباركة فارس وحزب الله التابع لفارس، هذا اذا انتهى الحوار وانتهت الاتفاقات التي كان يجب ان توقع؟!
وايضا اود ان اذكره بالتصريح الذي خرج من رامي مخلوف في بداية انطلاق الثورة السورية المباركة، وهو ذات الاستجداء الذي قدمه طاغية ليبيا كي يمحق الثورة من خلال استدرار عطف الصهاينة وقوة تأثيرهم في المجتمع الدولي، كان الاستجداء رخيصا الى حد اماطة اللثام عن دناءة النظام والتابعين والداعمين والمؤيدين، قال رامي مخلوف: بان امن الكيان الصهيوني مرتبط بأمن سوريا، أي ببقاء النظام في مكانه.
والان، والثورة في اعلى قممها ومجدها، ما الذي فعله نظام الطغيان غير سحب الدبابات التي كانت على خط الجولان لتلغ في دماء الابرياء من ثوار سوريا واهلها شبانا وشيبا، اطفالا ونساء، صبايا وصبيانا؟! اين الخوف من الخطر الداهم حين تكشف ظهرك وتتركه عاريا للعدو؟! الا اذا كنت مطمئنا تمام الاطمئنان بان العدو اكثر حنوا ورأفة عليك من شعبك؟!
سوريا يا حسن، لم تكن يوما من الايام من محور المقاومة، كما لم تكن ايران محورا من محاورها، سواء في عهد الشاه او في عهد الخميني، ولم تكن انت وحزبك اصلا كما اعترفت بلسانك في المقابلة المشار اليها جزء من المقاومة، الا مقاومة اللبنانيين من اجل احتلالها وتحويلها الى تابعة لولاية الفقيه الفارسية. هذا من فمك انت وليس ادعاء او خلقا لمبررات.
سوريا، ويبدو انك بحاجة الى انعاش ذاكرتك بعد ان اتت الثورة السورية على مجد الخديعة الذي مارسته منذ زمن طويل على العرب والمسلمين، سوريا، كانت ولا زالت اكثر الجبهات امانا للصهاينة، حيث ان رصاصة واحدة لم تنطلق من هناك، وسوريا هي التي اقتحمت تل الزعتر واقتلعت ليس البشر فقط منه، بل الشجر والحجر والمقابر قبل الاحياء، وقامت بمسحه بكل ما فيه من حياة عن الوجود.
سوريا هي التي مزقت الثورة الفلسطينية، وهي التي قامت بذبح طرابلس وما فيها من عمل جهادي وفدائي، وهي التي كونت حركة امل وزودتها بالأسلحة لقتل الفلسطينيين اينما وجدوا في لبنان، وسوريا هي التي اعتقلت ثوار فلسطين وزجتهم بالسجون والمعتقلات فاختفوا عن الوجود ولائحة الحياة، وطبعا انا حين اقول سوريا، فانا لا اقصد سوريا الحق والحقيقة، وانما سوريا الطاغية التي قرن كل الوطن السوري بكل ما فيه باسمه البريء منه الى يوم الدين. وطبعا كل ما حدث بمباركة تامة من فارس وولاية الفقيه.
اعلي ايضا يا حسن ان اذكرك، بالطيران الصهيوني الذي حلق فوق قصر الرئاسة لمدة ثلاث ساعات وعلى علو منخفض، دون ان تثور نخوة او شهامة او حتى ذرة جنون من الطاغية لإعطاء الاوامر بإسقاطها؟ ام علي ان اذكرك ببطاريات الصواريخ الذي قام العدو بتعطليها دون ان يملك نظام الطغيان أي كرامة او حتى ما يسمى بالكرامة للرد؟ ام علي ان اذكرك باغتيال عماد مغنية في وسط عاصمة النظام دون ان يجرؤ او تجرؤ انت وحزبك او تجرؤ حتى بلاد فارس على الرد؟!
لو اردت ان استرسل فان هناك الكثير مما يمكن ان ينعش ذاكرتك، لكني ساقف لأقول لك ماذا فعل نظام الطغيان بمباركة فارس وولاية الفقيه التي تؤسس لها في لبنان، وما لم يفعله الاستعمار الصهيوني؟!
الصهاينة هجروا الشعب الفلسطيني من ارضهم لإقامة وجود جديد على الارض، لكنهم في لحظة ما توقفوا عن التهجير الجمعي والقسري تحت ضغط الالة العسكرية التي تحصد الارواح وتبث الرعب في قلوب الناس.
الطاغية السوري اعلن الحرب على الشعب السوري وليس على الصهاينة او الروس او الفرس، ووظف كل اليته العسكرية من اجل تدمير سوريا، الناس والارض والحضارة والدين والتاريخ والثقافة، فقط من اجل ان يبقي طاغية باسم فارس على ارض لفظته ولفظت كل من يواليه، فشرد وهجر، الى تركيا ولبنان والعراق والاردن، حتى انني كنت في الجزائر التقيت على باب المسجد بامرأة سورية شابة تحمل في حضنها طفلا تتسول من اجل ان تطعم طفلها وتأكل، وحين كنت في الاردن من فترة بسيطة، شاهدت هناك ما لا يصدقه عقل ولا يخطر على قلب بشر، الجرحى في كل مشفى وناحية، جراحهم خطيرة، لكنها رغم ذلك شاهدة على الطغيان والجبروت والاستبداد.
الصهاينة لم يرتكبوا جرائم اغتصاب النساء والبكاره في فلسطين، الطاغية كلف جنوده وشبيحته باغتصاب النساء، وسحق كل كرامة للشعب والثورة.
الصهاينة لم يذبحوا الناس بالسكاكين، الطاغية وشبيحته وجنوده، فعلوا ذلك وصوروه، من اجل بث الرعب بمن تسول له نفسه الالتحاق بالثورة.
الصهاينة لم يخرجوا دباباتهم ومجنزراتهم ومدرعاتهم وطياراتهم وكل اليتهم لسحق شعبهم، بل اخرجوا كل هذا من اجل احتلال الجولان، وما الاسلحة بين ايديهم الا لهدف المحافظة على وجودهم وعلى امن شعبهم. وشعبهم يخرج متظاهرا منددا بهم، وها نحن نرى الشعب وهو يسوق رؤساء دولتهم ورؤساء وزرائهم الى المحاكم حيث يخرجون من هناك الى اقبية السجون.
طاغية سوريا ومن خلفه، استخدموا كل قوتهم في سحق الشعب وتدمير الوطن وتعريته ليكون لقمة سائغة للصهاينة لو قرروا ابتلاع سوريا الان. لكنهم مطمئنون من ناحية العدو، لذلك ولغوا وما زالوا يلغون بالدم والوجود السوري لان الشعب فقط قال كما قالت شعوب الوطن في تونس ومصر واليمن وليبيا – الشعب يريد اسقاط النظام – ولم يقل نريد اسقاط الوطن، فكان الرد بتفجير الوطن كله من اجل البقاء على سدة الحكم.
المئات من الاشياء يا حسن لو اردت العد، لعددتها لك، لتعرف – وانا على يقين بانك تعرف – بان ما يحدث في سوريا افظع واكبر واقسى مما حدث من الاستعمار.
لكن، وهنا بيت القصيد ومربط الفرس، اود ان اقول لك، وللطاغية السوري، وللفرس الذين يحلمون بإعادة الامبراطورية الساسانية على ارض العرب والمسلمين: بان شيخ الاقصى، رائد صلاح، والذي هو رجل بأمة، وهو ضمير الشعب الفلسطيني الحي قد قال: "اذا كانت الوحدة او المقاومة ان نصمت صمت الشياطين عن اكثر من 23 الف شهيد في سوريا فمقاومتكم لا تعنيننا، نحن مقاومتنا شريفة مع كل الشعوب المظلومة ضد كل الطغاة" وكذلك قال رئيس السلطة الفلسطينية في احدى خطبه " أتريدون معرفة موقفنا من الاحداث في الوطن العربي، نحن مع الشعوب فيما اختاروا وما ارادوا"، وكذلك يقول احرار فلسطين في كل مكان.
نحن نعرف الثورة، ونعرف الثوار، وانت جديد جدا على مفهوم الثورة كي تأتي لتعرفنا او تعلمنا معنى الثورة والثوار، ولأننا نعرف ما نعرف، فإننا نعي وندرك مسالك الثوار وتوجهاتهم وانتماءاتهم وطرق تفكيرهم وفرزهم للأمور، ومما نعرف، بان الثائر اينما كان واينما حل، فانه يحمل بجوفه حلم الثوار وخفق قلوبهم وافئدتهم، ويعرف كما يقول المثل الفلسطيني " الارض بتعرف خطوات الرجال فوقها"، لذلك يبقى ثائرا مساندا للثوار اينما وجدوا واينما حلوا، بل وتكون الثورة هي الهاجس الوحيد الذي من اجله تبذل ارواح الثوار وامانيهم، تماما كما قال جيفارا " انني احس على وجهي بألم كل صفعة توجه الى مظلوم في هذه الدنيا، فأينما وجد الظلم فذلك هو وطني" وكما قال ايضا " لا يهمني أين ومتى سأموت، لكنه يهمني أن يبقى الثوار قائمين، يملأون العالم ضجيجا، حتى لا ينام الاستعمار بكل ثقله فوق أجساد البائسين والفقراء والمظلومين".
وانا كفلسطيني، اقول: نحن كأهل فلسطين، احياء واموات، نتبرأ من كل من يدعي اسم الثورة والثوار، الممانعة والمقاومة، تبرؤا كاملا، امام الله جل شأنه، وامام التاريخ، وامام الحضارة، وأمام الانسانية، وهو يقف مع نظام قاتل سفاح، يستبيح كرامة الانسان وانسانيته، دمه وماله وعرضه، تبرؤا يشهد الله انه نابع من ايماننا وثقتنا بالله الذي منح الحرية والكرامة للإنسان يوم فضله على كثير من خلقه، ومن ضميرنا الاسلامي الذي منح الحضارة اقصى ما يمكن ان تمنح، ومن ضميرنا العربي، الذي سيج الرسالة والحضارة الاسلامية بسياج التضحيات المتلوة بالتضحيات حتى دخلت الارض ودخل اهلها بالدين ولسان الضاد، ومن ضمير ثورتنا الفلسطينية التي لم تبخل بشهيد او غال او نفيس من المحافظة على اسم الثائر والثورة، ومن انسانية الانسان اينما حل وكان، نتبرأ براءة كاملة، ونبرئ وطننا وشهداءنا واسرانا وكل ذرة الم ووجع ذاقها وقاساها كل فلسطيني، من مقاومة تساند قتل الثوار، وتقف الى جانب الطغاة، بل وترسل قواتها الطاغية لتشارك في ذبح الثوار واستباحة كرامتهم وعزتهم وشرفهم وكيانهم وحلمهم، براءة لا تتشابه مع براءة الذئب من دم سيدنا يوسف عليه السلام، بل براءة مستمدة من براءة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم في السورة الكريمة. ولا اظن ان هناك براءة تتساوى او تعلو فوق هذه البراءة.
هي براءة من الممانعة والمقاومة ومن دول محور المقاومة كاملة، لأنها ممانعة ومقاومة، لحق الانسان الذي منحه الله اياه، وللحلم الثوري، والوجدان الانساني، والشعور الادمي. ولأنها ممانعة ومقاومة تقوم على توطيد حكم الفرد المتفرد المتسلط، القاتل والذابح، والمنفذ لرغبات الشيطان واتباعه، بتنفيذ مجازر يومية في حق شعب ثائر من اجل الحرية والعزة والكرامة.
اقول لحسن ومن وراءه، باننا نربأ بوطننا وبثورتنا وتاريخنا وحاضرنا وماضينا ومستقبلنا، ان يكون محتاجا او شبه محتاج، لمقاومتهم وممانعتهم ووجودهم في الاطار الذي نعيش فيه، فنحن اذ نرفض امريكا فإننا ايضا بنفس القدر والحجم نرفض حزبكم وفارستيكم وولوغكم بدم الشعب السوري المسلم العربي الحر.
نحن كنا، وما زلنا، وسنبقى الى جانب الثورة والمقاومة والممانعة التي تجسدها الثورة السورية بكل ما فيها من نقاء اسلامي وعربي، لأننا ولدنا ثوارا، نعرف كيف ومن يكون الثائر، ومن يقف في وجه الثورة والثوار.
نحن لا نريد منك او من ايران او طاغية سوريا ان تنظروا بعيون فلسطينية، ففلسطين براء من اياديكم الملطخة بتل الزعتر وطرابلس، وعلى امتدا الارض اللبنانية، وبراء من الحلم الفارسي الساساني الذي تؤسسون له في العراق وسوريا ولبنان، بل وبراء من كل شيء نعلمه عنكم وما لا نعلمه.
امريكا تنظر الى سوريا بعيون الصهاينة، هذا نعرفه جيدا، بل ونعيه تمام الوعي، لكنها تنظر من هذه العين بعد ان فوجئت بالثورة والثوار الذين بدأوا بخلخلة حليفهم وداعم امن حدود الصهاينة بالأمن والامان، اما انتم فتنظرون الى سوريا من عيون فارسية، تحاول الانتقام ليزدجرد والحلم الفارسي الذي حطمه العرب يوم دخول القوات العربية الى فارس، وليس ادل على ذلك، الا قبر قاتل اعدل اهل الارض وفاتح فارس عمر بن الخطاب رضي الله عنه وارضاه.
ونحن كثوار، نرفض العين الامريكية، لكننا ايضا نرفض العين الفارسية، وكما نربأ بان نكون تابعين لأمريكا، نربأ وبالقدر نفسه ان نكون تابعين لفارس، فلا فرق بين استعمار واستعمار، ولا فرق بين من يقف في وجه الثورة في فلسطين، ومن يقف في وجه الثورة في سوريا.
وقبل ان اختم، اود ان انقل لك كلمة لثائر عرفه العالم، وما زال يعرفه، وسيبقى يعرفه، واشك في انك تعرفه بالطريقة التي نعرفه بها، وهو غاندي الذي قاد الثورة من جنوب افريقيا لتصل الى الهند، قال: " لطالما لم ارغب في تعلم الشطرنج، لسبب لم يفهمه اصدقائي سابقا، وفهموه الان، انني لا اريد ان اقتل جيشي وجندي وكل على ما رقعة الشطرنج، حتى يحيا الملك".