قوانين حماية أم تجهيل ؟!
قوانين حماية أم تجهيل ؟!
إبراهيم جوهر - القدس
قوانين حماية أم تجهيل ؟!
أين نحن من زمن (الكعيكبان) ؟ و ( حلاوة النبي بركة ) ؟!
نحن في زمن (الكادبوري ) ، و ( الجلاكسي) ومشروب الطاقة ، وأغاني الساندويش وفقاقيع الصابون . زمن ال (آي فون ) والطائرة بدون طيار .
وزمن البضائع الصينية المقلّدة ...والنس كافيه ، والحليب منزوع الدسم ....
اذكر ما طاب لك ذكره ، وما لم يطب ، يا طويل العمر ، فكل الذي تذكره إلى خراب ...!!
خراب ؟!
الخراب ؛ هذه الكلمة أعرفها . أذكرها . لي معها حكاية . لي فيها رواية ....أين ؟ أين ؟ أين ؟
من يسعفني ....؟ (الخراب ) أنواع ، وألوان ، وأشكال ، ونكهات ، وطعوم ، ومواد حافظة ...الخراب ؛
خاء ، وراء ، وألف (لا تتوقف هنا!!!!) ثم باء ؛ خراب .
زميلي عاشق الأعشاب والليلك والطبيعة الذي يسير بعشق وشعر على مسارب الغابات والجبال في فلسطين التاريخية لا يعجبه الغناء بعيدا عن ساحة الجمال ، ولا الخروج عن حدود اللياقة التي زرعتها التربية الفلاحية القروية الصافية وهي تعدّ النجوم وتسهر على ضوء القمر وتحكي قصص الفرسان والعاشقين وعيون الماء ، وتستذكر القطين والزبيب ....صديقي دخل في الليلك وهو يقصد جلب العوسج إلى الساحة ؛ فجأة (تورط) في حقل الليلك البعيد عن ثقافتنا القروية الأصيلة ...
( سأل معلّم بقهر وغضب : وماذا بقي لنا من كرامة ؟ أنرضى المرمطة وقلة الهيبة أمام أطفال الدلال والبمبا ؟! )
إما الرضوخ والتسليم والسعي وراء لقمة الذل المسماة (لقمة العيش ) ! وإما التغريد بسلام بعيدا عن ساحة الدلال والقوانين الحامية بهدف بعيد عن التربية ....
( لك اللحم ولنا العظم ) ؛ هل كان آباؤنا لا يحبوننا ؟ ألم تكن القوانين تحمي طفولتنا ؟
لماذا يعلم تلميذ اليوم حقوقه ولا يعلم واجباته ؟!!
ثقافة الغرب وقوانينه أتناسبنا دائما ؟ أين خصوصيتنا الثقافية ؟ من لا يربي بالعقاب ؟
خلق الله تعالى الجنة ، وخلق النار ...والله حكيم دائما ...
زميلي العاشق المسيّج بجمال الروح ، ولؤم القوانين ، وعدم تقدير للدور والغاية ، غاص في حقل الليلك والقوانين الظالمة .
( جاد ، زميلي المقصود ، ومن قبله أحلام) صفحتان تحملان رسالتين ...
هل وصلت الرسائل ؟؟
راقبت صباحا حركة الرسوم المتحركة على صفحة الأفق قبل شروق الشمس ؛
غيوم سوداء تحركها الريح ببطء ؛ رأيت حصانا يصهل بصوت غير مسموع ، من حاصر صوت الصهيل ؟
وحلزونا بقرنيّ استشعار ضعيفين ...
ما الذي جمع الحصان بالحلزون ؟
لليوم الثالث على التوالي والرشح يزورني ضيفا ثقيلا ، بدموع وعطاس وحرارة ...لذا غطى الرمز كلماتي واعتلى النزق حروفي .
لم أذهب هذا المساء إلى ندوتنا الأسبوعية حيث ستناقش كتاب ( دروز البلقان – حكاية حنا يعقوب ) ؛ سيفتقدني زملائي وسأفتقدهم ...
رشح ( من أين جاءت التسمية ؟!!) وليلك ، وقوانين ، وتربية ، ومدارس ، وكتب ممزقة منعوفة الصفحات فوق الطرقات ....
وتبقى نوافذ الأمل والفرح ؛
قلت ل( فرح عوض ) أنت مبدع تكتب أفضل من بعض المحسوبين على العلم والثقافة . (فرح علّق على يومية أمس ، ومما قاله : صار اليوم خير جليس في الزمان "آيفون" وأعز مكان في الدنا " كنيون- مجمع تجاري- مول ّ!! "
فرح ممن تربوا على طريقة ( لك اللحم ولنا العظم ) لذا فهو عاشق للقراءة محب للاستماع للقصائد وهي تنشد . لم يعرف (قوانين) الدلال الغربية التي تسوّق في ساحاتنا ...
قلب شرقي وعقل أوروبي ، قال حكيمنا المقدسي وصدق ...فهل يصح القول : واقع شرقي وقوانين أوروبية ؟!!!
كيف سنخرج من حقل الليلك ؟