إصلاح أهل السلاح
رسائل الثورة السورية المباركة (96)
إصلاح أهل السلاح
مجاهد مأمون ديرانية
كتبت مرة أقول إن سوريا لا تريد مقاتلين من خارجها، فعاتبني بعض الأفاضل عتاباً رقيقاً لأنني حَرَمت بدعوتي من يريد الجهاد من غير السوريين من فرصة الجهاد الصادق وحرمت سوريا من خبراتهم وخيراتهم. وليس الأمر كذلك، فإن سوريا لا تحتاج إلى الرجال حقيقة، إنما يكفيها أن تمدّوها بالمال والسلاح، أما المقاتلون من أهلها فما أكثرَهم وما أشدّ رغبتَهم في القتال لو امتلكوا السلاح. هذه الأولى، الثانية هي أن دخول مقاتلين إلى سوريا من غير أهلها من شأنه أن يعقّد قضيتها أمام القوى الدولية. ولا تظنوا أننا نهتم بتلك القوى لسواد عيونها أو لزرقتها، إنما يهمنا أن لا يعوق عائقٌ من أي نوع الجهودَ التي تُبذَل لتوفير السلاح، ولا ريب أن امتلاء الساحة بمقاتلين متعددي الأصول والموارد من شأنه أن يعطل تلك الجهود.
الثالثة أهم مما سبقها، وهي التي لها علاقة بهذه المقالة، ودعوني أولاً أمثّل بمَثَل: في المناطق الاستوائية تنتشر أنواع الحُمّيات -كالملاريا والبلهارسيا ومرض النوم والعمى النهري- فيكثر وجود الأطباء المختصين بالأمراض الاستوائية (المدارية)، ولو أن طبيباً من أطباء بريطانيا (أو غيرها من البلاد الشمالية الباردة) تطوع للمساعدة في بعض المناطق الإفريقية التي تستوطنها تلك الأمراض وسافر إليها من غير سابق تأهيل ولا تدريب فقد يكون عاجزاً عن المساعدة، بل إنه قد يخطئ في التشخيص ويصف دواءً غيرَ الدواء فيضرّ ولا يفيد.
في سوريا أمراض كثيرة تحتاج إلى أطباء إخصائيين، ولكنها ليست من أمراض الأبدان التي يعالجها الأطباء، إنها من أمراض النفوس التي يعالجها الدعاة، وهي مما يعرفه أهل سوريا ويستطيعون علاجه أفضلَ كثيراً من غيرهم ممن لا يعرف تلك الأمراض ولم ينشأ وسط المصابين بها من أهلها. الغرباء عنا -من إخواننا في الدم والدين- لا يعرفون أمراضنا وسوف يفشلون في علاجها، بل يغلب على الظن أن يَعْجلوا بالعلاج الخطأ فيسيئوا من حيث يريدون الإحسان.
أرسل إليّ أخ كريم من غير السوريين منذ شهور يطلب مني أن أكتب عن المقاتلين الذين يحملون البندقية بيد ويحملون الدخينة (السيجارة) يدخّنونها باليد الأخرى؛ قال: كيف ينصر الله أولئك المدخّنين؟ لقد استنكر الأخ عليهم أنهم يدخنون التبغ، فكيف لو علمت -يا أخا الإسلام- أن فيهم من يدمن الحبوب المخدّرة وأن فيهم من لا يصلي وفيهم من يرتكب الموبقات؟ وماذا كنتَ صانعاً لو أنك عاشرتهم وعشت بينهم؟ لا أعلم عنك تحديداً، إلا أنني أعرف أن كثيرين من المتدينين المخلصين الذين لا يعرفون أولئك الناس سيعالجون فيعاجلون، فيبدؤون بما يرونه "المرض" وما هو سوى "العَرَض"، فيتنازعون هم وأهل السلاح ويقع الخلاف والتفرّق ويصيبنا الوَهَن.
الطبيب لا يصنع ذلك. إنه إذا جاؤوه بالمريض يهذي من الحمّى -مثلاً- لم يُجلسه في كرسي ويجلس في كرسي مقابل ليناقشه في صواب هذيانه من خطئه. إنه يهتم أولاً بأن يُخفض حرارة المريض حتى لا يتلف الدماغ. فإذا فعل وانخفضت الحرارة بدأ بتقصّي أسبابها الباطنة، ثم عالج الأسباب بما يعرفه الطب من عقاقير. إنه يركز همّه لمداواة أصل المرض، فإذا عولج عاد الجسم إلى حرارته الطبيعية وانقطع المريض عن الهذيان، وعاد المريض معافى سليماً نافعاً لمجتمعه وللناس. هذا ما يصنعه الطبيب الحاذق الخبير بالمريض، أما المعالج الجاهل العَجول فإنه سينشغل بالرد على هذيان المحموم ويغفل عن الحمى التي تفتك بالبدن، أو يتجاهل سببها الباطن فلا يدركه ولا يعالجه، وقد يتعجّل بالتشخيص ويقدم العلاج الخطأ فيموت المريض.
* * *
لا أحد يملك أرقاماً دقيقة عن عدد المقاتلين الذين يحملون السلاح في سوريا اليوم، ولو شئتُ التقدير لعددتهم عشرات ألوف، ربما ستين ألفاً أو سبعين، فمن أين جاء أولئك المقاتلون؟ إنهم يأتون من ثلاثة مصادر، الأول والثاني هما سبب العدوى، والثالث هو سبب العلاج بأمر الله، لو أحسن أصحابُه الفهمَ وأحسنوا العمل.
المصدر الأول الذي يأتي منه المقاتلون الأحرار هو الجيش السوري، فهم جنود نظاميون منشقّون آثروا التخلي عن النظام المجرم والاصطفاف مع ثورة الأحرار. ماذا تنتظرون من عناصر الجيش النظامي؟ هل تعرفون البيئة التي منها يخرجون؟ إنها واحدة من أقذر البيئات التي يمكن أن يعيش فيها إنسان على ظهر الأرض. الكفر في الجيش السوري هو ملح الكلام، فلا تكاد تخلو من كلمة كفرية فاحشة جملةٌ طولُها مئةُ كلمة، ولا يكون العسكري مقبولاً بين الرفاق حتى يبلغ أسفل قعر السفالة الأخلاقية فيستمرئ الفواحش كلها والموبقات، ما تعلمون منها وما لا تعلمون. مع ذلك فإن العسكري الذي يتخذ قرار الانشقاق وينفّذه جدير بأن يوضع في العيون، فإنه قد علم أن ذلك القرار هو أخطر قرار في الحياة، وقد يكون الأخير، فكم من منشق لم يقطع الأمتار العشرين بين العبودية والحرية، وكم من منشق وقع في الأسر قبل أن يبلغ برّ النجاة فذاق العذاب الأليم الذي ينتهي بالموت في كثير من الأحيان، عليه رحمة الله.
أولئك العساكر -من ضباط وجنود- فيهم من هو على خلق ودين، بل إن فيهم من هو في أعلى مقامات التديّن والتخلّق بكرائم الأخلاق، لم تلوّثه البيئة التي عاش فيها ولم تُصبه بالأمراض. ولكن الأكثرين ليسوا كذلك؛ الأكثرون أصابتهم العدوى وفتكت بهم الأمراض. إنهم ليسوا أحسن الناس تربية وديناً بالتأكيد، ولكنهم من أصدق الناس سريرة ومن أشجع الناس شجاعة على ظهر الأرض. إنهم يحتاجون إلى صبر لعلاج فساد تربيتهم كما يحتاج المريض إلى صبر لعلاج فساد صحته؛ أرأيتم طبيباً احتقر مريضه لشدة مرضه أو تخلى عنه ورماه على قارعة الطريق؟
المصدر الثاني الذي يأتي منه الجنود الأحرار هو "العصابات" الشعبية التي تنتشر عادة في الأحياء الفقيرة في كل المدن (من نوع فتوّات وزكرتية الحارات)، وهي تضم في الغالب شباناً ورجالاً من أهل الشجاعة والمروءة الذين لم يجدوا لهم مكاناً في المجتمع. هؤلاء ليسوا مجرمين سيئين ولا يرتكبون الجرائم الشنيعة والموبقات الكبار. ربما يقتصر شغبهم على السطو والتهريب وتحصيل الإتاوات، ولو أنهم عاشوا في بلاد حرة تحترم مواطنيها وتمنحهم الفرص العادلة في الحياة الكريمة لكانوا (أو كان أكثرهم) من كرام الناس ومن بُناة الوطن، ولكن النظام الآثم الذي استأثر بالخيرات وآثر بها عبيدَه المقرّبين حرم أولئك المواطنين الأخيار من خيرات الوطن وألجأهم إلى ما رأيتم. النتيجة الحتمية كانت انتشار الجهل بين أولئك الناس ووقوعهم في الشر والفساد، فصار منهم من يدمن أنواع الحبوب المخدرة ومن يقع في الحرام، ونشأ كثيرون بعيدين عن الله وعن الخُلُق القويم.
هل تعرفون شهيد حمص الشهير، بلال الكن، الذي لقي الله وعلى جبهته علامة السجود؟ لو أن القضاء تقدّم به ثلاثة أشهر لمات عاصياً لا يعرف الله ولم يسجد له سَجْدة، ولكن الله أكرمه فهداه واستَشهده وهو على طاعة وخير، رحمه الله. كم من بلال يعيش بيننا على ضلالة ولا يحتاج إلا إلى التوجيه الجميل والحكمة في الخطاب!
* * *
المصدر الثالث الذي يأتي منه الجنود الأحرار هو المجتمع السويّ الذي ينتمي إليه ويعيش فيه غالبية السوريين.
إنهم المتطوعون الذين يضحي الواحد منهم بحياته المستقرة ويهجر أسرته ويبتعد عن والديه وعن زوجته وبنيه ليصبح جندياً من جنود جيش التحرير، بارك فيهم الله. هؤلاء عامّتهم من المثقفين وكثير منهم، أو أكثرهم على التحقيق، من المتدينين الملتزمين الذين يملكون الوعي والعلم والحماسة والإخلاص. أولئك هم الأطباء.
يا أيها المتديّنون الملتزمون الواعون المخلصون من حَمَلة السلاح، من متطوعين ومنشقين عن جيش الاحتلال الأسدي، يا أيها الكرام: إني لا أجد للمصابين أطباء سواكم، ولا أكاد أقول إلا أن علاجَ أصحابكم أمانةٌ في أعناقكم، بل إنه فريضةُ عين على كل قادر منكم، بل أنه فرصة الفرص والكنز الذي لو ضاع لم يكد يعوَّض في السنين الطوال. فإياكم، إياكم أن تهدروا الفرصة، وإياكم أن تضنّوا على المرضى بالعلاج.
كنت أتحدث مرة مع أحد مجاهدي الجيش الحر في دوما، وعرفت أنه من منطقة أخرى في سوريا، فسألته: لماذا تركت منطقتك وجئت تقاتل هنا؟ أليس أهل كل منطقة أَولى بمنطقتهم؟ ثم أليس التحاق المقاتل الحر بمنطقته أكثر أمناً للطرفين، له ولمضيفيه، لأنه يختلط هناك بأهله فلا يكون هدفاً مكشوفاً لحملات الأمن ولا يعرّض مضيفيه إلى الخطر؟ قال: اخترت ريف دمشق لأن المقاتلين هنا على درجة كبيرة من التديّن والالتزام. قلت له: لكن أنت مطالَب بأن تدعو أهل منطقتك، لأن تعليم الجاهل حقٌ على العالِم ولأن الدعوة واجبة في مَواطن الحاجة إليها، فإذا تخليت أنت وأمثالك عن دعوة أهلك وهدايتهم إلى الحق -بإذن الله- فمن يدعوهم؟ أمَا إنك لتشبه الطبيب الذي يترك المستشفيات لأن قاطنيها مصابون بالأمراض والأوبئة ويذهب إلى البساتين والرياض لأن زوّارها معافون أصحّاء.
هذه هي القاعدة الأولى: مسؤولية دعوة كل حي تقع على أهل الحي أنفسهم، الأقرب فالأقرب، فلا يتخَلّيَنّ أحدٌ عن أهله ولا يزهدْ في دعوتهم، فهو الأقدر على فهمهم والتواصل معهم وتوصيل الفكرة والدعوة إليهم، وصبرُه عليهم -ولو كانوا أبعدَ عن الدين والصلاح من غيرهم- فيه الأجر الأكبر إن شاء الله.
القاعدة الثانية: العلاج يحتاج إلى صبر وأناة ولا يتم إلا في الوقت الطويل، فلا تعجلوا على إخوانكم المسلحين الذين يأتونكم على الحالة التي وصفتُها آنفاً. ألم نتفق على أن العساكر المنشقين يخرجون من أسوأ وأقذر البيئات على وجه الأرض؟ فهم إذا وصلوا إليكم كانوا كأشد المرضى مرضاً. هل يأتيك مريض مُدْنف قد فتك به المرض فتأمره بالمشاركة في سباق الماراثون؟ إنه بالكاد يستطيع أن يقف على رجليه، ولو أنك بدأت بعلاجه العلاج الحاذق فسوف يقترب من العافية يوماً بعد يوم، فيمشي في الأيام التالية خطوات بمساعدة وتدعيم، ثم يمشي قائماً وحده بلا سند، وربما مشى بعد شهر مسافة ميل في الطريق، وقد يبدأ في الهرولة بعد ثلاثة أشهر، فإذا انقضت ستة أشهر من العلاج وصَلُبَ عوده فادفعه إلى الماراثون ولا بأس عليك. هذا هو التدرج المطلوب في العلاج، وكذلك فافعل مع الذين أصابتهم أمراض النفس فساءت أخلاقهم ورَقّ دينهم، اصبر عليهم واحتمل منهم ولا تعجل، وتذكر أن الإسلام ربّى الجماعة المؤمنة في بضع عشرة سنة، لم ينقلها من الكفر إلى الإيمان في أسبوع أو أسبوعين ولا في شهر أو شهرين.
القاعدة الثالثة: ابحثوا دائماً عن الأسلوب الحكيم وعِظوا بالحسنى. لن يبلغ إخوانكم المسلحون -مهما ساءت أخلاقهم- ما بلغه فرعون من السوء، ولقد أمر الله نبيَّيه الكريمين، موسى وهارون عليهما سلام الله، بمخاطبته بالخطاب اللطيف الرقيق ودعوته بالكلام الليّن الرفيق، فإذا كان ذلك هو ما اختاره الله لفرعون فلا ريب أن جنود الجيش المنشقين والعسكريين المتطوعين يستحقونه ويستحقون خيراً منه.
حدثني أخ من المجاهدين أنه سمع لفظاً كفرياً من أحد قادة الكتائب (في منطقة لا أريد أن أسميها)، فأنكر عليه وعنّفه، فطرده القائد من منطقته ومنعه من دخولها! لو كنت مكان ذلك الأخ وسمعت لفظة الكفر من صاحبي لما عنفته ولما اختصمت وإياه، بل ربما أجبته بجواب معجّل أو جواب مؤجّل. الأول كأن أقول له: ألسنا صديقَين ورفيقَي سلاح؟ سيقول : بلى، نحن كذلك. سأسأله: هل يصحّ أن تسب أمي؟ ربما فوجئ وقال: بالطبع لا أفعل. أقول له: هل تسب أبي؟ هل تسب أخي أو أختي؟ بعد ذلك سأقول له بكل ما أستطيع من ودّ واسترخاء: وأنا كذلك لا يمكن أن أسب أمك أو أباك أو أختك أو أخاك، لكن أنت آذيتني بأكثر من ذلك. إن ربي أحب إلي من أمي وأبي ومن إخوتي وأخواتي ومن نفسي وزوجتي وأولادي، فلماذا آذيتني بسبّه؟
أو أجيبه جواباً مؤجلاً. سأنتظر لحظة يشتد فيها القصف ويحمى الوطيس، فإذا سمعته يذكر الله ويدعو الله سأقول له باستغراب مصطنَع: لماذا تطلب العون من عدوك؟ سيقول مدهوشاً: عدوي؟ الله عدوي؟ هل جننت؟ سأقول له بكل هدوء: سمعتك تسب حافظ وبشار فعلمت أنهما لك عدو، ثم سمعتك تسب الله بالألفاظ نفسها فقدّرت -بالقياس- أنه عدو كالعدوَّين الآخَرين.
أنا أعلم أن المحافظة على الهدوء ورباطة الجأش وإجراء حوار هادئ كالذي وصفته في المثالين السابقين أمر عسير غير يسير وأنه يحتاج إلى قدر كبير من مغالبة النفس، ولكن متى كان علاج المصابين والمرضى من أيسر الأمور؟ أليس كلما زاد مرض المريض أو إصابة المصاب زادت صعوبة علاجه؟ لو كنتَ طبيباً وجاؤوك بفتى قد مزقت الشظايا بطنه أو اخترقت عنقه فلا يسعك أن تشمئز وتنأى عن العلاج لأن الحالة عسيرة، ولسوف تبذل جهدك وتخيط الجرح ولو بدا لك أن فرصة النجاح ضئيلة. تخيل أنك كنت في الموقف الذي وصفته قبل قليل ثم رددتَ بأحد الردين (المؤجّل والمعجّل): هل تظن أن يختصم الرجل وإياك أم تتوقع أن يتراجع عن ذنبه وأن يعتذر منك ويستغفر الله؟ ولو أنك أضفت عندها فقلت له: "أنا أعلم أنك لم تقصد ما تلفّظ به لسانك، وأن هذا من أثر العهد الأسدي المظلم الطويل الذي عشناه في سوريا، فهل تحب أن أذكّرك إذا سهوت مرة أخرى؟" هل تتوقع أن يكابر ويرفض أم تظن أنه سيوافق ويشكرك على التذكير؟
* * *
ربما كان المجاهدون الصالحون المتدينون هم الأقدر على علاج إخوانهم من حَمَلة السلاح الذين يحتاجون إلى علاج وإصلاح، لأن طول الاتصال وقرب الصلة يمنحانهم فرصة متميزة للتأثير والتغيير لا يكاد يملكها غيرهم، ولكنهم ليسوا الوحيدين المسؤولين عن الدعوة والإصلاح، بل يشاركهم في هذه المهمة الجليلة كل قادر عليها من الصالحين من جمهور الحاضنة الشعبية والاجتماعية التي يعيش المسلحون ضمنها في القرى والمدن، الذين يختلطون بالمقاتلين فيعايشونهم ويؤاكلونهم ويشاربونهم ويسامرونهم، ويكون بينهم وبينهم ما يكون بين الخلاّن والأصدقاء من ودّ وقرب وصفاء.
يا أيها الناس: إن في الأمة خيراً كثيراً، ولربما تَرينُ على قلوب الرجال الذنوبُ الخفاف أو الثقال، ولكنكم إن أحسنتم جلاء تلك القلوب -بالدعوة الحكيمة والموعظة الحسنة- انجلت كما تنجلي المرآة فعادت نقية صافية كقلوب الأطفال، فاستعينوا بالله وترفقوا بالدعوة وأحسنوا المقال، وفقكم وأثابكم الله.