آه ثم آه .. يا حسن نصر الله
آه ثم آه .. يا حسن نصر الله
مصطفى منيغ
(1 من 5)
سأخاطبك بأدب جم ، باحترام يليق بمقام من أحببته وتعاطفت معه وتضرعت إلى الباري جل وعلا أن يبقيه بعد نصره في معركة الحسم بين المقاومة اللبنانية الشريفة وأحفاد صهيون المفسدين طغاة أذرع واقية مَن ْللهيمنة يحركون لتتواصل المغانم حتى ديارهم النائية المملوءة بما يجعل أصحابها عن القيم الروحية والمبادئ الإنسانية حلفاء للشياطين الخمسة المعروفة (الآن) توجهاتهم واتجاههم بفضل "بوصلة" التجربة والمراقبة عن كثب ووضوح المواقف بالنسبة للمحلل القادر على امتلاك المعلومات الدقيقة الصحيحة الصادقة وليس البلاغات المفعمة بحماسة ظرفية لا تغني رصيد الاندفاع إلا ليفتر بعد حين وتتكرر القضايا من البداية حتى يمل من يمل وتضيع مع مرور الزمان كل الحقوق المشروعة بضغط ، من أقوى أعدائها ، هيمنة النسيان على ذاكرة من حُرِم منها ، أمة كانت أو دولة أو جماعة أو فردا.
سأحدثك بلغة سلسة ، تَتقن فهم كنهها ، لتترجمها لغة تتواصل بها مع الأقربين المحليين لك، وكخطوة متقدمة مع مَنْ ألزمتَ نفسك بالتشاور معهم قبل التوجه للميكرفون ، من مكان ما، أنت وقلة قليلة أدرى بوجوده (كما كان يعتقد بنلادن) لتُقْنِعَ ، متى أردتَ ، مَنْ ترغب (صراحة) في إقناعهم من أقوام لا يتصرفون كالفُرُق الخاضعة لك تدبيرا وتخطيطا وتنفيذا، لك معهم ارتباط مصالح لتبقى على مكانتك إن لم تتضخم كأضعف إيمان ، وتيك تقنية نفعتك حينما كنتُ أتعاطف معك (ومنى الآلاف عبر المعمور) ، أما الآونة فعليك بابتداع أخرى ولك في مَنْ حولك الألباب المتمكنة عن دراية وتخصص في علوم الاجتماع فالسياسة و بالتالي الاقتصاد الموجه لخدمة الأمرين السابقين كتوطئة لبسط إستراتيجية ، مقصود تنفيذها ، تنتهي بما يرضيك ومَنْ يقف مشدوها وراءك ممن كان ويكون لهم نصيب الحاكمين الناهين في الدفع المادي وبالعملات الصعبة وليس الليرة اللبنانية ، الذين إن أصابوا في تعاملهم الخارجي العالمي ، زادك ذلك بما يؤكد انبهار الآخرين بك ليصب الإعجاب في شخصك ومن تمثله ، وإن أخطأوا ساهموا بطريقة مباشرة أو غيرها في خبو وفتور مكانك بين من أنت محتاج لمسك الخيوط معهم التي بها تستمر موجة المد والجزر لإطالة المدة ربحا لوقت ثمين يمكنك من استرجاع الخسارة المحدثة رغم احتياطاتك وما جابهها من يقظة وحذر.
سأواجهك بالتي هي أقوم ، المدعاة لتبادل الاحترام ، مهما اشتد الوصف المستعمل لتوضيح الرؤى أو احتدم ، وصولا لهدف يكون للحق والحقيقة قد خدم . في تلقائية ودون تشنج أو قلق أو وجل ليكون المتلقي كالملقي من عقلاء الرجال لا تفرق بينهما حدود مصطنعة ولا ميول عن هوى أو مصلحة لجهة بمفهوم الطاعة العمياء المتعامل بها من طرف "العملاء" الفارين من أخلاقيات الانتساب لشهامة وكرامة وعزة الإنسان كيفما كان وأينما كان ، المتمسك الوفي بما يقي روحه عدم التأثر بمظاهر المتنكرين جوهرا بعكس ما توحي مظهرا ومكائد الأشرار من الإنس والجان .
سَأُسْمِع صوتك لنفسك وأنت تقرأ عليك سرا كلماتي هته المحصنة من زيغ (ولو غير مقصود) ليظل اجتهاد الإقناع بيننا موجود ، فيتم الاقتناع وكل منا عارف المفتوح من المسالك والمسدود ، إذ القضية برمتها لا تهتم بالمجاملة ولا المعسول من الكلمات المنمقة المختارة وإنما الولوج إلى من يؤرق إن كان الحق حق وحصل بسبب من الأسباب (مهما كانت وجاهتها) اجتنابه عن ضعف أو تخاذل ، أو يعيد لراحة الضمير الإشراق.. ليعم جنوب لبنان ولا يتوقف إلا حيث دمشق .. مترقبة ما ينعش الاستنشاق .. تجاوزا لمرحلة نَشَرَ فيها "بشار" كل السموم المؤدية للاختناق.
... تتذكر (وأنت موثق مجد) ما أقدمت عليه إسرائيل ومن يحوم مؤيدا لها من أعداء الأمة الإسلامية العربية الامازيغية مقحمة أساليب تفوق الوصف لغاية التقليل من حدة الإعجاب بك الذي شمل أمصارا لم تكن تحلم "سيدة التضليل إسرائيل" أن يصل ربعها ، منحت من أجل التخفيف فقط وليس القضاء الكلي، ما يسيل لعاب النكساء عباد المادة والجاه المزور الفاني مع الفانية آجلا أو عاجلا ، ومع ذلك لم تستطع ،بقيتَ بالنسبة للجميع نبراسا يضئ دياجير المحرومين المظلومين المغلوبين على أمرهم ، أكانوا على مذهبك أو مذهبي . سيدة التضليل تلك ، التي لها مع مثل التصرفات المشينة ما يعترف لها به حتى أشد خصومها ، فعلت المستحيل، ومع ذلك احتفظتَ بمثل المكانة من المحبة والتقدير والمساندة لدى القاصي والداني، لكن " بشار " استطاع أن يحد من انتشارك كزعيم محبوب ، أبعدك عن سماع ما يثلج دوما صدرك ، أقحمك في معركة أنت بعيد كل البعد عن مشاركة جوره وظلمه فيها ، قربك بطريقة "خبيثة" لتنتهي شخصيتك وبسرعة رهيبة من مساحة الأمل المهيكلة التي سادت متتبعي حركة المقاومة والتحرر عبر القارات الخمس . أكان "بشار" أذكى منك ؟؟؟. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم . كنا نقبل عذرك إن تعرضت ايران لهجوم غادر من طرف من تسميهم بالأعداء الراغبين عن رصد و ترصد معاقبتها على تسليح نفسها بالقوة النووية الرادعة ليقتصر الشأن على إسرائيل لتعربد كما تشاء في منطقة الشرق الأوسط برمتها ، أما أن تنحاز لبشار وزمرته الحاكمة لمحاربة الشعب السوري العربي المسلم ، فهذا غير مقبول بالمرة ، مهما اصطنعتَ من مبرارات فمتعارضة هي ومنطق المعادلة القائمة على طرفين غير متكافئين ، أحدهما "بشار" والأخرى الشعب السوري العظيم الذي صبر رغم الحيف الشديد المسلط عليه عسى النظام من تلقاء نفسه ينهار ، فإذا المصائب تتكاثر حسب مزاج الدكتاتور ، والعالم من حوله يتقدم وهو حيث هو لا يزده التجلد إلا التدهور . أكان "بشار" فيما حصل أذكى منك أم لم تعط لانسياقك غير المدروس احتمالاته وعواقبه أي اعتبار .؟؟؟... لا .. ليس الأمر كذلك ولكن لشأن آخر ... ما هو ؟؟؟. انتظر سأزودك في الجزء الثاني (ومن هذا المنبر) بأعمق وأصدق خبر ، يجعلك من الصف الذي وضعت فيه نفسك تحار ، ممن صادك وبك غدر ، وستكتشف من تلقاء ذاتك أن تحويلك عن المسار كان بتأثير من مهرة التجار ، المستغلين (في عملياتهم البيع والشراء) الظرف الصعب للتمكن من أنجع اختيار ، يمكن تسرب الجوهر للمظهر خدمة لما هو آت ، يلعب فيه كل جانب ما يتقمصه على مسرح الأحداث من أدوار، إلا بشار ... سيكون(رغم أنفهم) قد انهار، بعد تمكن الأحرار السوريين من الانتصار .
أفي لبنان استوطن الشيطان
(أه ثم آه .. ياحسن نصر الله – 2 من 5)
… أجربتَ البكاء صامتا بعد أداء صلاة الفجر كما يجب ، وكما يستحق التقرب إلى الباري الحي القيوم بقلب مفتوح وضمير مستريح، لا يعبأ إن كان مثواه القبر المهجور أو جنب أشرف ضريح ، ما دامت الدنيا ممر لضعاف الإرادة مُعَبَّد لكل ديك جريح ، ضن لمرحلة أن صراخه المفتون بنغم المغرور الفارح ، ناسيا أن انتفاخ ريشه محاكيا الطاووس عن غيرة أو عناد عمل قبيح .
…أعشتَ تلك اللحظة الرهيبة التي سردتَ على ذاتك منبع ألم لا يفارقك وتكابد إخفاؤه عليها ، وأخيرا تفشل، فالدموع المتساقطة على وجنتيك تعيدك إلى الرجل المكسور الخاطر الذي لم يجد عند الفرس أو الروم ما يبقيه على هدى متحملا مسؤولية قيادة أمة جمعها بكلامه الملامس الصدق أحيانا.. العاجز عن المضي شارحا عملا بأن شرح الواضحات من المفضحات .
… بالتأكيد أنت فاهم لما أخاطبك على هذا المنوال .. من أجل فهمك هذا.. قرأت ما وقع بين يداي من كتب الشيعة ، قرأت لأشق مسلكا لعقلك ليكون الحوار لي فيه بقدر معرفتي بمذهبي ومذهبك ، دون تعصب رخيص ولا مغالاة في الطرح والتلقي ، وكما للحوار على مستوى عالي شروط رفيعة ، للإقناع كالاقتناع أحكام وحكمة. قرأت ما اقدر عليه كذاك الأجنبي الذي يتعلم لغة أهل سيزورهم ليرجعهم عن طريق لم تعد مزدحمة بالراغبين في قطعها لأنها بلا نهاية .. غير خيال رسخوه في عقولهم لغاية بحثهم عن الربح الدنيوي يجنونه بوضع أنفسهم موضع مرشدين سياحيين لا يتقدمون خطوة إلا بإلقاء محاضرة كل ما فيها يؤكد التعامل مع النقيض لكل ايجابي إتباعه بالعقل مفروض .
… تعلمُ أنني حر في إبداء رأيي أكثر منك بمراحل ، أقول لمن أحسن " نِعْمَ"، ولمن أساء "بِئْسَ" مهما كان مستواه القيادي في دولة الفرس كأي دولة أخرى ومنها التي شاء القدر انتمائي لها ، أنت مقيد بإتباع حتى المخطئ من الإيرانيين حفاضا على انضباط الجندي حيال من هم أعلى درجة منه ، هذا لا يعني أن الإيرانيين كلهم على نفس ملة الانضباط تيك ، فيهم الأحرار، شخصيا اعرف العديد منهم ممن قالوها صراحة لمن تزيد أنت للقبه " قدس الله سره" دون ان تكون نفسك ملما ولو بجزء من هذا السر مثل من قالوا لا للهيمنة بكل الوسائل ، فأي سر مقدس يتعامى عن جرم يدفعك صاحبك الإيراني لتغض البصر عنه ، مما تذرف الدمع في خلوتك لأنك تراه ببصيرتك يُقِتَرفُ في حق شباب وصبايا سوريين عزل من السلاح قالوا لخادم النار وبئس القرار " بشار" المالك في تعذيب وتنكيل البشر كل الأسرار : ارحل بنظامك المهترئ ليغدقك صاحب السر المقدس بدعواته السخية التي اقل ما يقال عنها أنها أوصلتك أيها المفكر في الفرار المدعو "بشار" إلى هذا الدرك الأسفل من المذلة فالاندحار.
… مصيبتك أنك محاصر حيث أنت ، محسوبة عليك حتى أنفاسك ، طعامك وشرابك مهيآن بشكل يدعو للشفقة عليك بالأحرى أن تخرج ولو بحياد يحافظ على مكانتك بين الناس سنة وشيعة ، وما الفائدة في زعامة عرت أحداث سوريا أنها قائمة على القبول بما يرضي أباليس استرخصوا الدم السوري النقي الشريف لأسباب واهية لا ترضي بها أقل الحيوانات شراسة ووحشية . بالأحرى من ينتمي لجنس الإنس .
… ما يقوم به الجلاد من ذبح وسلب وفتك للأعراض واقتحام مشين للحرمات وسلب ونهب تحمل أنت منه قسطا ستُحاسب عليه يوم لا تنفعك "سماحتك" ولا سر صاحبك "المقدس" ولا طلعتك البهية ولا هم يحزنون . إلا ما قدمتم وتقدمون . لذا ومع صلاة كل فجر جرب أن تقابل خالقك بما يرضيه ، وأنت تعلم أنه سبحانه خيرك والكل معك بين هذه وتلك بين الحقيقة المؤدية لطاعة الله أو الباطل المقرب التمسك به إلى الشيطان الذي لا يرغب أحدا أن يستوطن معك لبنان ، الحساب تابع كل متحرك منحه الله العقل أو المنتظر ليوم النشور والدين .. ليتيقن بالحواس جميعها بما فيها العين ..وقد استرجعها بقدرة الذي يقول للشيء كن فيكون رب العالمين .. ضنا أنه توفى من سنتين أو شهرين أو يومين أو لحظتين ، ليتيقن أن الميزان بكفتين .. لا يزيغ تقل الواحدة عن الأخرى إلا بجرد ما قدم المرء في دنياه مدخرا الحسن أو عكسه للآخرة .
… لا تتعجل مني الكلام ، حقا ما سأعلنه قد يساعدك على امتلاك رؤى لتحيا في سلام ، وتحافظ على رفرفة الصُفر من الأعلام ، لكن في استقلال تام ، يصون كرامة لبنان الذي أنت فيه كغيرك إنسان مُحاسب على صنيعه شرا أو خيرا كان
… أولا .. عليك …
يتبع في الجزء الثالث
صولجان إيران وزمان الأمريكان
(آه ثم آه .. ياحسن نصر الله - 3من 5)
... أولا ..عليك بمراجعة بعض المواقف ،على غرار ما استجد ذي الارتباط بها وما عَمَدْتَ في بعضها إلى التصرف منحازا عن حيف، الأمور لم تعد كالسابق ، ومن حيث أنت ميسور الوصول إليك ، يكفى الاستمرار متحالفا مع الجانب الطاغي المستبد الظالم ، أكان على كرسي نظام البعث لاصقا حتى يُقْذَف بهما معا لأسوء ما يتصور ، أم ذاك الذي تخيل فعلا بامتلاكه سلاح الدمار الشامل سيسيطر على المعمور وهو في الحقيقة مع فراغ دواخل الصفر يدور .. دون أن يعلم أن حكمة الصفر تكمن في الدوران من داخله مع طول دائرته ، وكلما كان قطر فضاء محبوس فيه كلما كان التيهان والخروج عن جادة الصواب بمثابة النتيجة الحتمية الحاصد إياها من لم يعثر لصفره ذاك رقما صحيحا يعدل به مثلك الات
... ضحكت أمريكا على إيران من إيران ،أنت معني أيضا ما دمت محسوبا على مشايخها المهتمين بأناقة مظهرهم وحفظ المفردات لترقيع جمل تعبيرية متجاوزة زرعا للحماس في عقول سامعيهم ، مَنْ لا زالوا يتوهمون أن الأعداء سُحقوا والحرب منتهية والجانب المقصود تربع على اهتمام من يرغب في ضبط أي معادلة في المنطقة برمتها على هواه . يؤسفني الإدلاء بمثل الحقائق لكنني في حاجة ماسة ليتراجع من سيتراجع أخر المطاف عن مسكه السراب في يقظته بدل سباته العميق ،
... ضحكت أمريكا المتسترة خلف مكاتب لا يصلها مَنْ غرته سياسته القائمة على مواجهة القوة بقوة أقوي دون التأكد من ذلك . لقد ضخمت أمريكا وابنتها المدللة اسرائيل من خوفهما امتلاك ايران السلاح النووي ، وأن ذلك إن وقع سيرتجف العالم إن أشار (من تقدس أنت يا حسن نصر الله سره) بخنصره اتجاه ناحية أو منطقة أو قارة ، لتهديك أنت الصولجان متمتعا به في زمن الأمريكان ، بل روجتا ما مضمونه أن قوة نووية رادعة واعدة تتنامي في طهران .. فهنيئا لمن يتحالف معها من الآن ، وأشياء من هدا القبيل الداعية للسخرية ممن طرق دهنهم جزءا لا يُستهان به من الحقيقة المرة التي ستجعل إيران فاغرة فاها من هول الصدمة ، ومن يحوم حولها لالتقاط ما يُلْقَى صوبه من معونات خارجة من صناديق لا علم للشعب الإيراني المحترم من أي ميزانية تُسْحَب و تُصرف ، ولا حجمها المحدد حتى يعتمدها برضاه أو يناقش انطلاقا من حالة معظم مكوناته المنحازة للتدهور والاحتياج لتشييع حاجاتها الضرورية في المسكن والملبس والتطبيب والأكل والشرب .
... في الوقت الذي تقضي معظمه في ذاك الغار المكيف الهواء البعيد عن أقرب المقربين ومن بينهم كبار الزوار من حاملي مصاريف "المأونة" وما يكفل استمرارية الموقف / الحال في جزء من الحنوب اللبناني الخارج عن طبيعة وحدة تلك الديار بمفهومها الحقوقي الإنساني السياسي المصيري مهما تباينت مستويات أهاليه من حيث المساهمة والقدرة على الانتاج من مختلف الأعمار ، في الوقت الذي تقضي معظم أوقاتك في ذاك الغار ، الإسرائيليون منهمكون على البحث العلمي في أكبر مختبر ، ضوؤه لا ينطفئ ليل نهار ، يراجعون (والأمريكيون منهم على خبر) قوة خرق خيوط تحول تيار الشمس الشديد الحرارة إلى تذويب مفاعل نوويي برمته في لحظات مع امتصاص إشعاعاته كي تظل حبيسة طاقة تدميرية داخل المساحة المهاجم عليها بأزرار مزودة بها حواسب صغيرة يقود بها عالم معين معاركا من هذا الحجم وهو لا يبرح مكتبه الوثير .
... بعد هذا ... أحسبت معاني اختباء تهديدات " نتنياهو" في جيوب قادة البيت الأبيض قبل جنرالات البنتاغون ؟؟؟. يعجبك مثل الخرجات الفلكلورية على حشد منظم يحملقون إليك وأنت تطل عليهم من شاشات يفوق حجمها حجم إخفاء ما وراء هذا الخوف الدفين في نفسيتك ، بأن هناك من ينوي الغدر بك ، كأن العمر بيدك وليس بيد خالقك سبحانه وتعالى . أم الآية انعكست ، إذ جميل أن يحبك من هو بعيد عنك ولا يعرفك ، ونقيضه من يكرهك وهو قريب منك ويعرفك، وهنا واجب علي مصادقتك القول ، رأيناك ذات يوم رؤية المحرر القادم من الهادئ في عظمة لبنان ، وشاركنا هواجسك ، وتسارعنا لنفديك بأغلى ما نملك ، ربما لحاجتنا في قائد يوقف قادة بني إسرائيل المتعطرسين عند حدهم ، بل ليعطيهم درسا يعيدهم لصنع الأجور دون قش بالرقص على طين مبلل بماء بارد مستورد من ألسكا بلاد الاسكيمو ليعودوا كما عاشوا من سنين منقوشة في عمر الزمان خالدة تبقى إلى أن يرث الحي القيوم الأرض ومن عليها ، كنا نحس كلما انهار منزلا على رؤوس ساكنيه من لبنانيين شرفاء ، أننا من المحيط إلى الخليج مطالبين بالمشاركة العملية في قلب المعركة ضد إسرائيل وليس الاكتفاء بالبكاء حيال شاشات التلفاز، عقدنا العزم أن نتحلى بأخلاقك في محاربة الظلم والعنصرية والجور والطغيان ، كنا نتخيلك شبيها لذاك الفارس العربي الذي خاطب حليلته :
أفاطمة لو شهدت ب"بطن خبت"وقد لقي الهزبر أخاك بشرا .. إذن لرأيت هزبرا أغلبا لقي هزبرا .
... لكن وبعدما التقيت شخصيا بفاطمة المرأة السورية الحرة الكريمة الشهمة الشريفة مزغردة وهي تتقدم الصفوف لدفن وحيدها وقد استشهد بطلقة من قناص لم يرحم مخه من تشتيت خلاياه وجمجمته من انفجار نصفها ، لم تعد لي ولغيري سوى رجل مسكين نفخت فيه إيران لاستعماله متى شاءت حتى وإن كانت المهمة مشاركته السفاح "بشار" ، في ذبح أبناء الشعب السوري العظيم ، ومنذ التاريخ لم تعد بالنسبة لي لا بطلا ولا منبع فخار ، بل مجرد إنسان ، احترمه حبا في لبنان، حتى وإن حولها في أعين الكثيرين مثلي من جوهرة إلى رمانة بعض من حباتها متعفنة .
البقية في الجزء الرابع
ربع همسة .. في أذني ناموسة
(آه ثم آه .. يا حسن نصر الله – 4 من 5)
بمنتهى الصدق ، أقدمتُ على مخاطبتك واضعا حيالي أسوأ الاحتمالات،إذ أعلم أن يدي من تهمهم الهالة التي وضعوك متقمصا إياها، ملطخة بالدماء في أكثر من مناسبة ، لا يدرك أصحابها (لا يومه ولا غدا) ، أن الحوار المتحضر، القائم على إبراز الدلائل لمن شاء من الطرفين إقناع الآخر لا بالخضوع أو مد عنقه للمقصلة ولكن ليتراجع ، ولا عيب في ذلك لمن اعترف وتخلى عن تماديه في الغلط ، طبعا لم أضع في حسباني على الإطلاق غير هدف واحد فريد، أن أوضح للرأي العام العالمي ، بالواضح وليس بالمرموز، أن مصداقيتك يا حسن نصر الله معرضة لمهب الرياح مادمتَ مصرا على مساعدة الجانب الظالم وأنت بظلمه عالم ، وتلك اشد وزرا ممن لو كان تصرفك ذاك مبني على غير علم. فالمرجو أن يتيقن من ألف الغدر والتستر خلف المبني على المجهول، أن قلمي سيظل حرا شامخا بالحقائق وعلى حق يصول ويجول ، كاتبا عن وفاء لمبدأ لا يقبل نصف الحلول ، إذ لا خيرة فيمن تدنو إليه مسالما بالنصح فيقابلك بسيف مسلول . على كل هي ربع همسة في أذني ناموسة حسبت نفسها لسانك ناطق بالباطل متخيلة أن عوارض من سيسمعها ستصطك وتتساقط الواحدة تلو الأخرى مقرة أن عصر "عنترة "انتهى فقط من فترة . مصطفى منيغ لا يخاف إلا الله ، يتمنى الشهادة تقربا للحي القيوم ذي الجلال والإكرام الرحيم الرحمان ، ولن يركع لا لإيران ولا للأمريكان ولا لبني صهيون حيث كان، معروف بالتواضع لله وخدمة الحق انطلاقا من تخصصه كإعلامي عرفته مؤسسات صحفية عالمية لا يُباع ضميره ولا يُشترى بل واجب يقوم به دفاعا وليبس هجوما ، إذ الكتابة الصحفية أخلاق وشيم شريفة ، ومحطة انطلاق بداية والعودة إليها بالنهاية ، لاتخاذ الموقف الصحيح بعد سفر تنقيب عن المبتدأ والخبر، للإفصاح بلا تردد أو وجل عن مكمن الصلاح والضرر، فالتفريق بين الخط القويم ومن زاغ عنه ودار، لذا طمئن نفسكَ وحاشيتكَ أنني متى أَنهيتُ هذه السلسلة الموجهة إليك آت بأخرى أكثر تبيانا وأزيد فائدة ، واترك "بشار" ينفعك ، أو مَنْ عقلك اختار، ما بين أن يُجازيكَ جزاء "سنمار" ، أو يُلحق بك العار ، ما عمرت في هذه الدار ، لأنك واثق مثلي أنه ساقط منتهي ولن تستطيع منحه اللجوء السياسي ليؤنسك في نفس الغار ، الذي علمك التحرك داخله احتمال انحناءات سقفه قصر جسدك " أما "بشار" إما أن تنقص من عنقه بالمنشار ، أو تشغل فريقك الذي له في الحفر أكثر من ابتكار ، لغاية حدوث التصدع الأكبر ، يريح الجميلة"لبنان"مما ألحقتموه من تجاعيد على وجهها الصبوح الذي كان البارحة بمثابة عناوين لكل رخاء واستقرار ، لن تستطيع ، فروسيا في حاجة إليه على الأقل ما تبقى من هذه السنة بعدها ستسلمه إلى الشعب السوري المحرر ، وبعينك ترى وليس من ثقب خاص وضعوه لك على قياس منظار ، يشبه في خدماته كذاك المزودة به الغواصات في قعر البحار .
أخي المحترم حسن نصر الله أناشدك مناشدة الند للند ، لا تدع "المكانة" التي وضعت فيها نفسك تتغلب عليك وتسوقك من عنقك إلى سوق طهران ، كآخر منبوذ من العزيزة لبنان ، ليُقْتَنَى بأبخس ثمن ، فالفرس على ملتهم مفقود فيهم الأمان ، اعني هؤلاء الذين يدعون الفضيلة ويتظاهرون باحترام حقوق الإنسان ، وهم يرسلون بما يستطيع به "بشار" حصد المزيد من أرواح الأبرياء وإنجاز مذابح لم يأت بها زمان ، ببرودة غير طبيعية تحذر الإنسانية أن مثل الأحداث إن طالت فالسبب عائد إلى حكام طهران . لا أعمم حتى لا يُفهم ما أود طرحه أنني أعادي الشعب الإيراني العظيم إذ فيه من ينتظر الفرصة السانحة للتخلص ممن أقحمه في مسارات التيهان ، وحصد غضب من يتمنوا له الوصول لاستئصال جذور الطغيان
لا أريد لك أخي حسن نصر الله أن تنتهي كما انتهي "بوحمارة"عندنا في زمن غابر حينما أدخلوه في قفص حديدي بالكاد يجلس فيه مطوي الأعضاء، وتبثوه بالحبال، على صهوة حمار يقوده طبال، وتركوه يجوب حارات المدن والقرى كأشهر جوال ، إلى أن غاب صيته وطواه النسيان.
وإلى الجزء الخامس من هذه السلسلة المباركة إن شاء العلي القدير
تفاحة بداخلها قرحة
( آه ثم آه .. يا حسن نصر الله / 5 من 5 )
... ضُعْفُ إنسان تجلى فيك وأنت تميل لحليفك وهو على باطل ، وتُعطي لضميرك عطلة وهو آجلا أو عاجلا لتأنيبك واصل ، إذ عدد شهداء سوريا المقاومة في تزايد بسببكما معا ، أنت ومن آزرته قولا وفعلا ذاك المُبعد عن الصواب وعن مصيره المشؤوم غافل.
لم تكن مضطرا أيها الأخ حسن المحترم للانحناء أمام قامة "بشار" الخشبية ، وما كان عليك أن تحسبها بالخشيبات المستعان بها من طرف المبتدئين في العد ، لو فكرت في الأتباع المتعاطفين مع قضيتك الأولى ... تحرير باقي الأراضي اللبنانية من الاحتلال الإسرائيلي المذل ، كما كنت تدعي جاعلا من لبنان خاليا من الوطنيين الغيورين ، ومن الدولة ، بالمفهوم الكامل والشامل للدولة ذات سيادة ، مملوءا فقط بك وبمن زودوك بما يبعدك عن المواطنة الملتزمة بالإخلاص للوطن الأصلي تسير وفق أعرافه وقوانينه ومؤسساته الشرعية ، الدولة التي لا يمكن لمواطن كيفما كان ، المنتسب لها ، أن يتعالى عليها ، بالأحرى أن يفعل ذلك بأمر من دولة أخرى همها الأكبر نصرة ملة قائمة على مذهب لا يرى سوى معتنقيه على حق .
... خسرتَ كل شيء في لحظة ، وتيك نتيجة منطقية يحصدها كل زارع لذرة " بلاستيكية" في أرض وهمية ، طال الزمان أم قصر سيكتشف أن المسرحية التي تقمص دور البطولة فيها ، سيسدل عليها الستار ، وتندثر ما روج فيها من أفكار ، وسينتهي الأمر ، مع اشراقة وعي ساد المساحة التي سبق وعمها إشعاع اصطناعي أراد تقليد ضوء المبدأ الراسخ لدى المومنين الحقيقيين الذين استعدوا بما ملكوا للتصدي لظاهرة أثرت لحين .
...ألاف الأكف تُرفع خمس مرات في يوم المسلم الورع التقي كلها تضرع في خشوع أصحابها إلى الباري جل وعلا الحي القيوم ذي الجلال والإكرام أن يحمي سوريا الأحرار .. سوريا تسعة ألاف شهيد .. سوريا الجيش الحر .. سوريا المعارضة الموحدة .. سوريا المستقبل المشرف .. سوريا الكرامة والعزة والعدالة والمجد والسمو والرفعة .. سوريا الرجال الفضلاء والنساء الفاضلات ، الذين بأبنائهم قبل جدران دورهم استشهدوا ولسانهم يردد الله أكبر ، أن يحمي سبحانه وتعالى سوريا منك يا "أخ حسن" ومن سخرك لمساندة ذابحي الأبرياء، حتى عدت الداعية " المسخرة".
... بدّلْتَ طربوش لبنان الأصيل بعمامة .. قِيَاسُها يغطي جسد امرأة .. موضوعة على رأس تطل من وسط جبهته شعيرات كفأر يتحسس الجو ناشدا الفرار، وسروال لبنان الفضفاض المميز بجلباب من جعلتهم قبل مواطنيك أحباب ، بل أدخلتهم وجدانك وسببت بوجودهم لوطنك الخراب تلو الخراب ، أمام استنكار البعيد عنك ثم القريب فالأقرب . حولتَ نغمة لبنان التي ربت في حواسنا الأمان من ناي تصدح به حنجرة عندليب الحرية إلى مزمار مزروع في منقار بشار الغراب، حتى الفرح الحقيقي من فوق ثغر الحب و الجمال بسبب صنيعك غاب ، ولول قوة لبنان المستمدة من قوة أبنائها الشجعان ، القائمين بين أحضانها أو المنتشرين عبر القارات في كل مكان ، لأذبتها بنيران إيران ، حتى يحتار العائدون إليها مستفسرين في استغراب إن كانوا وصلوا بيرون أم هذه طهران ؟؟؟.
... الخلاصة ، وحتى لا أزودك بما يقض مضجعك أكثر .. على أمل أن تتراجع .. حتى لا تستزيد من تجرع دماء يلزمك بتجرعها تحالفك مع " بشار" لتصيب مقامك بالوجع ، اكتفى بهذا القدر المختصر .. وأتركها لك شعارا ستسمعه من حولك يتردد أكنت داخل غار .. أو مهما غيرت الديار .. إن تماديت بموقفك وزاولت رفقة بشار.. على السوريين الأحرار الحصار.. أنك بالمقارنة مع لبنان ك "تفاحة بداخلها قرحة" .