يا أهل الشام ليس لما انتم فيه من دون الله كاشف
يا أهل الشام
ليس لما انتم فيه من دون الله كاشف
سليمان أبو الخير
أنا في الدم والدين و الإنسانية سوري حتى نخاع العظم منى، جيناتي التي احملها، بكل ما فيها من الأحزان والمآسى، بكل ما فيها من المرار، تصرخ بي أن أكون منكم و إليكم، بدءا اقر بعجزي، فلا سيف غير قلمي و لساني اجردهما – دون منِّ- لكم، لا عليكم، هو عذر الكسيح العاجز، ككثيرين غيري، فاقبلوا أن شئتم، أو اضربوا أن شئتم صفحا.....
أخوكم أن قبلتموني أنا على ضعفي وقلة حيلتي، مصابكم مصابي، ماساتكم هي ماساتي، قضيت من بواكير شبابي في تدمر الأسطورة خمس سنوات* جعلتني من اشد الخلق معرفة بمرارتكم، و أكثر التصاقا بواقعكم، من هنا أنا لكم كالرائد لا يكذب أهله، فيا لهفي من لكم بعد الله، من لكم؟!!
يا أهل الشام، يا أهلي وعزوتي ... يا لهف نفسي، اليوم تذبح البقية الباقية من كل اجتماع ما يسمى بالإنسانية!!
يا أهل الشام.. كل الشام – لا تجعلوها طائفية، ذروها فإنها منتنة- أنادى كل الشام، ولا اعتقد جازما بان أحدا لا يفهم ما اعني!!
اغسلوا أيديكم من العالم كل العالم...
يا أهل الشام مات الإحساس عند الجميع.. في كلمة واحدة : تبلد!!
يا أهل الشام ماتت في البشر النخوة... صارت عملة نادرة....في أربع كلمات: انقطع الخير من الأرض!!
لا تلتفتوا إلى روسيا....
لا تلتفتوا إلى الصين...
لا تلتفتوا إلى احد من البشر...
و عِدّوا ما شئتم من الدول بلا استثناء....
و عِدّوا ما شئتم من مؤسسات و هيئات بلا استثناء....
و عِدّوا ما شئتم من أصدقاء و غرباء و بعداء بلا استثناء....
لا تلتفتوا إلى أي احد كان... امضوا إلى غايتكم... اصنعوا نصركم بأنفسكم..بأيديكم و لو تخلى عنكم كل الخلق من انس و جن..لأنكم أيتام...
و محمد عليه السلام كان يتيما وحسبكم... ألا ترضون أن تكونوا كمحمد و قد عاد للتو مهيض الجناح من الطائف يبكي و يبتهل و يا لدموع محمد:
" اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي
وهواني على الناس , يا أرحم الراحمين..
أنت رب المستضعفين، وأنت ربي..
إلى من تكلني؟ إلى بعيد يتجهمني
أم إلى عدو ملكته أمري ؟
إن لم يكن بك غضب عليَّ فلا أبالي،
غير أنّ عافيتك هي أوسع لي..
أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات،
وصــلح عـليه أمـر الـدنيا والآخـرة
أن يحل علي غضبك , أو أن ينزل بي سخطك،
لك العتبى حتى ترضى
ولا حول ولا قوة إلا بك
اقبلوا مني لا يمنعكم عظم ذنبي في ألا أكون معكم، أذب عنكم و لو بسيف مثلوم، لا يمنعكم ذلك أن تأخذوا بأحسن قولي ولو كان فيه ما فيه...
لا يغرنكم بعد اليوم ما يقول من قال، و لا الذي صمت فلم يقل بعد...فلستم اليوم تحتاجون لمن يقول، فالقول بالمجان، هو سلعة العاجزين من أمثالي... و انتم في أمس الحاجة لمن يتبع القول العمل، و لا خير في قول لم يسنده سيف وترس، حسبي ما تلوت عليكم من دعاء لمحمد عليه السلام، و الأمل معقود لهذه الدماء الزكية التي سالت ظلما و عدوانا أن يكون لها من بعد، ما كان لمحمد عليه السلام من نصر وتمكين.
يا أهل الشام: الله حسبكم....الله وليكم...الله حاميكم و راعيكم...الله وكيلي عليكم إلى يوم الدين.
*الطريق إلى تدمر"كهف في الصحراء"