أيها العرب – لا تنزعجوا – هذه حقيقتكم: أنتم قتلة
أيها العرب – لا تنزعجوا – هذه حقيقتكم:
أنتم قتلة!!
أحمد النعيمي
http://ahmeed.maktoobblog.com
بالأمس البعيد:
حدثني صديقي عن مشاهده لمجازر حماة في القرن الماضي، حيث كان شاهداً على المجازر التي ارتكبت، فكان مما قاله بأنه جرى اعتقال أهل المدينة جميعاً، وحجزهم داخل مقرات للدولة كالمدارس والمساجد، وكان نصيبه أن احتجز داخل مدرسة صناعية، وزع المعتقلون فيها داخل صفوف المدرسة، وداخل كل صف وضع خمسون معتقلاً أو أكثر، وبعد أن تم تصفية عدد كبير من أهل المدينة وقتلهم، واستتب الأمر للنظام المجرم، قام رفعت الأسد – والذي كان يطلق
عليه لقب القائد– بزيارة المدينة المنكوبة واحتفالاً بقدومه قرر إطلاق سراح عدد من المعتقلين في هذه المدرسة، وكان من ضمن الذين خرجوا ابن عم لصديقي، وبعدها بمدة تم إجبارهم على الخروج بمظاهرات تندد بأهل المدينة الذين نكبوا بإخوتهم وذويهم وتحت عدسات التلفزيون الأسدي ومرأى العالم كله، واستغل صديقي المناسبة وتمكن من الهرب، بينما لم يعد ابن عمه لبيته مطلقاً، كما لم يعد عمي المسجون إلى أطفاله الذي صاروا رجالاً – وغيره عشرات الآلاف من المعتقلين– بعد ان فارقهم منذ ثلاثين سنة، ولا
يُعرف أحي هو أم تم تصفيته، والمجرم رفعت الأسد – طليق السراح– يتبجح بكل صفاقة بأنه لم يقتل أحداً.
بالأمس القريب:
في نهاية شهر أيار الماضي نشرت صحيفة "دي بيرس" البلجيكية أن أجهزة المخابرات السورية لجأت إلى طرق جديدة لإخفاء جثث المتظاهرين الذين اختفوا بعد اعتقالهم، والذين ربما يكونون قد تعرضوا للقتل تحت التعذيب، ونقلت الصحيفة واسعة الانتشار عن مصدر في وزارة العدل التركية قوله أن: " ثلاثين مواطنا سوريا لجئوا إلى تركيا مؤخراً تقدموا إلى القضاء التركي بدعوى جزائية ضد رأس النظام السوري و58 من مسئولي وعناصر أجهزته الأمنية بتهمة
الإبادة الجماعية" مؤكدين في دعواهم أن : " المخابرات السورية تلقي بجثث المعارضين في عرض البحر، تجنباً لافتضاح أمر المقابر الجماعية كما حصل في درعا مؤخراً".
اليوم:
بعد زيارة لجنة المراقبة العربية لسوريا في محاولة لتقصي الحقائق، تواصل مسلسل القتل والإجرام، وسقط أكثر من مائتي شهيد في الأيام الأربعة التي تلت وصول وفد الجامعة لدمشق، وقد أعلن الدابي – البعثي السوداني والمطلوب سابقاً كمجرم حرب– عبر قناة الدنيا ومن اليوم الأول لوصوله بأن الوضع مطمئن في حمص، بينما كان أحد أعضاء اللجنة الذي دخلوا لدرعا يؤكد وجود قناصة على أسطح المباني في المدينة، طالباً من قوات الأسد أن تقوم بسحبهم
خلال أربع وعشرون ساعة، وإلا سيكون لهم تصرف آخر، الأمر الذي دفع العربي إلى الاعتذار عن تصريح – هذا المجرم– مؤكداً أنه قد قصد بأنه لم تجري أية عوائق في شان تحرك اللجنة، ورافق هذه الزيارة صرخات استغاثة وجهها عدد من الناشطين السوريين إلى منظمات حقوق الإنسان والمجتمع الدولي، مؤكدين بأن نظام "بشار الأسد" يتخلص من معتقليه برميهم في البحر، مشيرين إلى أنه تم منع جميع الموظفين من دخول الميناء منذ يوم 22 وحتى 25 من هذا الشهر، حتى لا يطلع أحد على ما يحدث داخل الميناء من عمليات شحن
للمعتقلين على سفن ضخمة، بعد أن تم وضعهم داخل حاويات مغلقة، باستثناء فتحات التهوية الصغيرة، حيث يعتقد بأنه سيتم إرسالهم في عرض البحر بدون طعام أو ماء حتى يموتوا ويتم إلقاؤهم في البحر، أو إغراق السفن.
وأضافوا بأن الأسد لجأ إلى هذه الجريمة من أجل التخلص من ضغوط اللجنة، مؤكدين اختفاء مئات السوريين في الآونة الأخيرة، ولا يعرف أحد من ذويهم مصيرهم، حيث تم البحث عنهم بالسجون والمعتقلات والمستشفيات دون جدوى، مما يرجح قتلهم ودفنهم في مقابر جماعية، على غرار تلك التي ارتكبها القذافي في سجونه.
في الغد:
وبعد أن فشل الأسد بقمع ثورة الشعب السوري البطل، واشتركت معه الجامعة العربية في إعطائه المهل تلو الأخرى ففشلوا جميعاً، قرر حكام العرب أن يقفوا صفاً واحداً مع الأسد في هذه الجريمة وبشكل علني بعد أن كانوا يقفون بعيداً بحجة المهل، ودخلوا لمشاركته الجريمة والقتل، ورغم هذا انتصرت الثورة السورية وسحقت الشيطان "بشار الأسد" ولاحقت لعنات دماء السوريين بقية الحكام فأفنتهم جميعاً، كما أفنت دماء أهل غزة بعضاً منهم، أيها
الحكام – لا يضايقكم ما سأقول، وأنت كنت أعلم أنكم خشب مسندة– : كلكم قتلة!!