إلى أبناء صفوة الله من بلاده

سليمان أبو الخير

أبناء صفوة الله من بلاده.. يا أبناء بلاد الشام... يا   

يا لحرقة قلبي ، و لهفة نفسي على هذا التشتت!!!..

من بينكم ونحن منكم، من يتمنى الإمارة و لو على الحجارة!!

في القريب الذي ما بعده أو دونه بعيد، ابرق الي أخ مواف عاتب غيور، مقالا يروي فيه أن سيدا من سادات هذا الزمان حين استعرض قوائم أسماء الأعضاء في المجلس الوطني، و اجتماع الهيئات و التنسيقيات، سقط اسمه سهوا أو عمدا لا ندري!! فشاط و ما احتاط، و نط و فط و ما حط، و لم لا يكون ذلك و أستاذه كبير الفقهاء مالك!!

اجتماع شمل الدنيا لا يتم إلا به، و لا يجري ميثاق أو قرار من غير أن يجري عليه بأحمر قلمه القاني تدقيقا و تمحيصا، هو المعلم و الأستاذ، و الزعيم و الجهبذ و المحدث و الخطيب الملهم المفوه، هو ابن سوريا و اجتماع بلاد الشام، يصلح كبشار، لا يذهب فكركم بعيدا، هو ابن بُرد الأعمى، يصلح لا لقيادة المجلس و حسب، يصلح لقيادة العالم من بابه لمحرابه، كذا قالوا!!!، عقرت نساء الدير و حلب و حمص و حماة و اللاذقية و درعا و إدلب و الجزيرة و بانياس و سهل الغاب و جبال الساحل و قاسيون و الزاوية ما ذكرنا من المدن و ما فاتنا سهوا و من زارت منهن البحر أو البر، و امتطت السحاب، غاضت أرحامهن، فعقرن أن ينجبن له شبيها أو نظيرا و مثيلا....

يا أهل سوريا..أما البلاد فقد سلبت..بيعت غيلة، أي و الله بيعت بلا حسيب أو رقيب..هكذا بلا ثمن يكون ذا قيمة ترتد علينا..

يا أهل الأرض و طوبها و شجرها أعراضنا كما أرضنا هتكت، أبناء المتعة و الخنا من حثالات البشر، يستعرضون نسائنا..بناتنا..أخواتنا..و والله لقد سمعت بالأمس ما أبكاني و هدَ أركاني..بكيت بكاء المستسلم الخانع الخاضع العاجز!!!! أسرة تستجدي خلق الله فيمن يمن عليها بفرصة الجلاء الي ما وراء الحدود، فقد سطا الباغي على ابنتهم التي حملت منه سفاحا...

يا عقلاء الشام..الذبح جار على قدم و ساق، و الدم كالسيل قد بلغ الزبى..و القتل على أيدي من لا يعرف دينا و لا خلقا و لا دبت في عروقه دماء من الإنسانية..أي كان لونها أو شكلها..و فينا من يبحث عن الغنيمة و لو كانت سقيمة...

يا أهل النخوة في بلاد الشام!

كونوا جند الله المجهولين، ممن يتناسون ذواتهم، تعطون من أنفسكم، و تبذلون من حر أموالكم، و ادفعوا الى الصفوف الأمامية كل شريف غيور، اجتمعوا عليه و معه و كونوا له في الآخرين، كالأفذاذ الأولين مع  القادة الصالحين..لا يهمكم  أن يتحدث عنكم الناس..يكفيكم عندها فخرا أن يعرفكم رب الناس..فهو وكيلي عليكم و حسيبي...و معينكم و معيني..

و صدق الله العظيم"ونُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأْرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ * وَ نُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأْرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَجُنُودَهُما مِنْهُمْ ما كانُوا يَحْذَرُونَ "