مثلث الشر اللبناني يفرض التأشيرة والإقامة على السوريين
مثلث الشر اللبناني
يفرض التأشيرة والإقامة على السوريين
نكران الماضي وقطيعة الحاضر وتهديد المستقبل
زهير سالم*
في تصريح مريب جاء تمهيدا لتنفيذ القرار اللبناني ( !!! ) بفرض تأشيرة دخول مع نظام الإقامة على السوريين في لبنان ، قال السيد نبيل قاووق نائب رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله ، وبحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية الأحد في 4 / 1 / 2015 أي عشية تطبيق القرار السابقة الجرمية في تاريخ العلاقة الأخوية ( إن المعادلة الثلاثية اللبنانية الجيش- والمقاومة – والشعب ، هي التي حمت البلاد مما وصفه بالإمارات التكفيرية الإجرامية ) ومع أن السيد قاووق نفى أن تكون هذه العصابات التكفيرية الإجرامية ممثلة لأهل السنة ، وأنه أكد أن هذه العصابات قتلت من أهل السنة أكثر مما قتلت من الشيعة ؛ إلا أن القرار القاطع الظالم الذي استدعى إدانات غير مسبوقة من كثير من المنظمات الحقوقية الدولية العاملة حول العالم ، بما فيها المفوضية الأوربية لحقوق الإنسان ، قد صدر عمليا بحق الشريحة التي يطاردها القتل والانتهاك والخوف على أيدي عصابات بشار الأسد وعصابات حزب الله أي ما يسميه السيد قاووق ( المقاومة ) في سورية . أي أن القرار صدر ضد الشعب السوري وسواده العام بشكل خاص.
ليس غريبا أن نستمع من السيد قاووق مثل هذا التخريج للقرار القاطع الظالم ، الذي لا يقل قطيعة وظلما عن صحيفة قريش القاطعة الظالمة التي أكلتها الأرضة على حائط الكعبة . ليس غريبا أن نستمع إلى تخريج تحت عناوين مثل ( شعب وجيش ومقاومة ) ، كما يقتل بشار الأسد ويدمر تحت عنوان ( الجيش العربي السوري ) فدائما يحتاج المصادرون لإرادة الشعوب ، المستبدون بقرارها إلى مثل هذه العناوين للاختباء خلفها ، والتذرع بها .
لا يخفى على متابع أن القرار القاطع الظالم قد صدر أصلا بإرادة الولي الفقيه من طهران بل بإشارة من أصبعه ، فكل من في لبنان اليوم هو رهين إشارة من هذه الأصبع ، و أنه صدرلمصلحة مريدي الولي الفقيه في كل من دمشق وبيروت . وقد رقص على قرع طبل هذا القرار كل الدائرين في فلك ( ميشيل عون ) في محاولة تسويغ لقرار هو بمثابة الجريمة ليس بحق القانون الدولي ، والقانون الإنساني فقط ؛ بل بحق التاريخ والجغرافيا وبحق الماضي والحاضر والمستقبل . وهو جريمة أيضا ليس بحق سورية والسوريين فقط بل قبل ذلك وبعده ومن الكينونة إلى الصيرورة هو جريمة بحق لبنان واللبنانيين ...
لن ندين ولن نشجب ونستنكر بل سنترك للتاريخ القادم أن يقول كلمته في كل ما يفعله هؤلاء المجرمون ..
سؤال واحد سيظل مرتسما في الأفق : وأين كان الإمام الأوزاعي يوم اتخذ المجرمون هذا القرار في لبنان ...؟!
رحم الله الإمام الأوزاعي ...
* مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية