قضايا
قضايا
عبد الله عيسى السلامة
من يظلم غيره ، مرّة .. يظلم نفسَه ، بها ، مرّتين
عبد الله عيسى السلامة
· إذا أكل مال غيره : سرقة ، أو غصباً ، أو رشوة.. حمل إثم فعله، من ناحية ، وأسهم - من ناحية ثانية - في نشر الفعل ، في مجتمعه ، الذي يعيش فيه ، مع أهله ، وأبنائه.. وسيصبحون ، جميعاً، ضحايا هذا الفعل !
· وإذا زنى ، حمل إثم الزنا، وأسهم في نشر الفاحشة ، التي تنتشر، في المجتمع ، حتى تنال أهله !
· وكذا، إذا غشّ ، أو زوّر ـ أو افترى.. فإنه يحمل إثم الجريمة ، ويسهم في نشرها، وإفساد مجتمعه، الذي يعيش فيه ، مع أهله وبنيه وعشيرته !
وينسحب هذا، على الحاكم الظالم ، وكل ذي منصب يظلم الناس ؛ فكلّ من هؤلاء ، يحمل وزر ظلمه، ويسهم في نشر الظلم ، في مجتمعه !
ولقد قال الإمام الشافعي :
مَن يَزنِ يُزنَ به، ولوْ بجدارهِ = إن كنت ، ياهذا، لبيباً، فافهمِ !
وكان محمد عيد عشّاوي ، وزير داخلية ، في سورية ، وأصدر قراراً ، بمنع إدخال الصحف والمجلات ، وأجهزة الراديو.. إلى السجناء السياسيين ! وحين دارت عليه الدائرة ، ودخل السجن ، طلب جهاز راديو ، وبعض الصحف والمجلات.. فجاءه الجواب ، بأن هذا ممنوع ! فصرخ محتدّاً: أيّ حمار أصدر قرار المنع هذا !؟ فقيل له : سيادتك !
*
قال أبو مسلم الخولاني لمعاوية:( مَثل الإمام ، كمثل عين عظيمة صافية، يجري الماء منها، إلى نهر عظيم ، فيخوض الناس في النهر، فيكدّرونه. ولا يقذر، عليهم ، صفو العين ! فإن كان الكدر , من قبل العين ، فسد النهر) !
وقال له : ( يامعاوية..إنا لا نبالي بكدر الأنهار، إذا صفا لنا ، رأس العين ) !
منقول ، من كتاب : الحرّية أو الطوفان .
*
سؤال في فقه السياسة الشرعية :
قاتلَ المسلمون ، قديماً ، لإزالة سلطات الحكام المتجبّرين ( الطواغيت ) عن عقول الناس وقلوبهم .. ومنح الناس حرّياتهم ، في اعتناق الإسلام، إذا أرادوا ذلك !
فهل تعَدّ دول العالم ، التي تتيح لمواطنيها ، اليوم ، حرّية اعتناق العقائد ، التي يقتنعون بها .. هل تعدّ مفتوحة ، من وجهة نظر السياسة الشرعية !؟
وما حكم الجهاد، لفتحها : سياسياً، أو عسكرياً !؟ هل هو: واجب ، أم مندوب ، أم مباح ، أم مكروه، أم حرام !؟
وهل يُعدّ حكّامها ، ومواطنوها .. أعداء للإسلام والمسلمين ، بالضرورة ، حتى لو لم يكن بينهم وبين المسلمين حرب !؟
*
التعامل بين البشر.. وقواعد الميكانيكا !
التعامل بين البشر، يحتاج إلى بعض قواعد الميكانيكا ، ووسائلها .. مثل : المفاتيح ، والمسننات ، والرافعات ! فربّ شخص ، يؤدّي وظيفة المفتاح ، في ظرف ما ، يفتح به الله ، قلبَ شخص آخر، أو عقله ؛ فيكون هذا الآخر، مفتاحاً لآخر، أو مسنناً ، يشبك معه ، فيجعل منه رافعة ، لقضيّة ما ، تجاه شخص آخر! وهكذا ، فالمسنن - في ظرف ما- قد يكون رافعة ، في ظرف آخر.. والرافعة - في حالة معينة- قد تكون مسنناً ، أو مفتاحاً ، في حالة أخرى !
وينسحب هذا ، على البشر جميعاً ، على مستوى : الأسر، والقبائل ، والأحزاب ، والجماعات ، والهيئات المختلفة !
أمّا افتراض ، أن أحد التجمّعات البشرية، كتلة صمّاء، يستحيل اختراقها، عبر أيّ عنصر بشري ، من عناصرها – برغم اختلاف طبائع البشر، ونفسياتهم ، وعقلياتهم – .. أمّا هذا الافتراض الساذج ، فيرفضه أصحاب العقول الواعية ، المصمّمة على تحقيق أهداف معينة : عامّة ، أو خاصّة !
*
السيادة المجّانية .. في الثورة السورية !
قال المتنبّي :
لولا المشقة ، سادَ الناس ، كلهمُ = الجودُ يُفقِرُ، والإقدامُ قتّالُ !
· أن يجود المرء ، بنفسه وماله ، في مجابهة حرب الإبادة ، في سورية .. فهذا أرقى أنواع الجهاد !
· وأن يعجز عن القتال، أو يجبن عنه ، فلديه فرصة الجهاد بالمال!
· وأن يشحّ بالمال .. مع عجزه ، أو جبنه ، عن القتال ، فهذا في درجة متدنية !
· وأن يسطو على المال، الذي يُجمع للجهاد، أو لإغاثة المنكوبين، ويختلسه لنفسه ، فهذا في أدنى الدرجات !
· وأن يتصدّى للمشاركة ، في قيادة الجهاد : سياسياً ، أو عسكرياً، وهو جبان ، شحيح ، مختلس .. فهذا : سرّ من أسرار الثورة السورية ، يحتاج إلى لجنة من الحكماء ، لفكّ طلاسمه ، وطلاسم الجهة التي فرضته ، على قيادة الجهاد .. وطلاسم الفريق الذي يعمل معه !
*
من يعرف حكمة مايجري في سورية !؟
النبيّ موسى ، عليه الصلاة والسلام ، احتجّ على مافعله الخضر، حين عجز عن معرفة حكمة الله ، فيما فعله الخضر، من خرق السفينة ، وقتل الغلام ، وبناء الجدار.. حتى بيّنه له الخضر! احتجّ على فعل الخضر، بداية ، لكن لم يحاول منعه ، أو مقاومته ، لأنه آت ليتعلم منه الحكمة ، وليس آتياً لمنعه عمّا يفعل !
فهل في سورية ، اليوم ، من يعرف حكمة الله ، فيما يفعله المجرمون ، في سورية ، على اختلاف أنواعهم ، وأنواع جرائمهم !؟
أم يجب على كل فرد ، أن يعمل مايستطيع ، لإنقاذ شعب سورية ، من حرب الإبادة ، مع التسليم ، بأن ثمّة حكمة ، وراء مايجري ، لايعلمها إلاّ الله ، وأن مقاومة الظلم والإجرام ، هي نوع من الحكمة ، التي يريدها الله لعباده ، وأن التقصير فيها ، بل مجرّد الصمت ، على الإجرام .. منافٍ للحكمة !؟