بين الدماء.. والمزايدات
مطلب الحماية الدولية من قلب الثورة
التآمر الخارجي مع التسلّط الهمجي الداخلي
إلى النخب.. والسياسيين من سورية
نبيل شبيب
ازداد طرح التساؤلات المباشرة بشأن "الحماية الدولية" في ساحة الثورة الشعبية في سورية، وكيف يمكن تحقيقها، وهل لها جدوى، وما إذا كانت نوعا من التلاعب بالألفاظ، لتجنّب كلمة تدخل عسكري دولي. وهذه تساؤلات لا يوجد في نطاق "الكتابة والنشر" في الوقت الحاضر أمر أشد صعوبة من الإجابة عليها (ولهذا الاعتذار المسبق على طول هذا المقال) ولا يوجد أصلا من يملك إجابة قاطعة، فلا بدّ أولا من تأكيد ما يعنيه الحديث عن حماية وتدخل، من خلال سؤالين مبسّطين:
- منذا الذي يستطيع من أصحاب الأقلام أن ينظر مباشرة في عيني أمّ، أو طفل، أو أب، أو أيّ إنسان من قلب حدث الثورة في سورية وضحاياها، ثم يسارع دون تردّد إلى رفض "الحماية والتدخل" هكذا جملة وتفصيلا، دون أن يطرح بديلاً يقطع النزيف، نزيف الضحايا نتيجة القمع الهمجي المتواصل ليلا ونهارا في أرض سورية؟..
- ومنذا الذي يستطيع من "أصحاب الأقلام" أن يستشرف بعض معالم المستقبل المرجوّ في سورية، ثم يسارع دون تردّد إلى المطالبة بحماية وتدخل، هكذا جملة وتفصيلا، دون أن يطرح ما يكفي من الضمانات، كيلا يكون "إنقاذ الوضع في الوقت الحاضر" مدخلا إلى وضع مستقبلي خطير، يتطلّب بدوره أعظم الجهود للتخلّص من موبقاته؟..
إنّ التسرّع في الحديث، رفضا أو تأييدا، ينطوي على مؤشر خطير، أنّ صاحبه ينطلق في الدرجة الأولى من مفعول "بورصة حسابات السياسة والسياسيين" وتأثيرها على قلمه ولسانه، وليس من مفعول الثورة والثوار والشعب وضحاياه والوطن ومستقبله والحدث التاريخي وأبعاده!..