عن الجماعات المسلحة والإعلام السوري
مازلنا نتحدث
بداية, اسمحوا لي بإطلاعكم على بعض الردود التي و صلتني تعليقا على المقال الأخير المنشور بعنوان: اثبات لكذبة المسلحين في سورية - د. مهدي الحموي و الذي أوردنا فيه بعض الدلائل على الكذب الذي يخوضه الإعلام السوري في حربه على الشعب السوري:
- أولى التعليقات كانت: أنت يا بقعة ضوء أكذب من الإعلام السوري, فالخبـــر الذي سقته من قناة الدنيا حول المجسمات التي أنشاتها قناة الجزيرة لا أساس له ولم نرى مثل هذا التقرير.
و أقول له كما قلت لغيره أنه من المعلوم عند أهل الحِجا و الافهام أن عدم رؤيتك أو معرفتك بالشئ لا ينفي وجوده و المثبت مقدم على النافي, انا و انت لم نذهب الى المريخ فهل ننفي وجوده؟
قناة الدنيا أذاعت الخبر حرفيا و بكل صفاقة رغم ان طرابلس سقطت و العالم كله يشهد و اسمح لي أن أقدم لك المقطع:
ما هو شعورك الآن؟ كيف ستتصرف؟ أرجو أن لا تقول لي انــّه مفبرك ضد الدنيا!
تـــــُب إلى الله و عاهده أن لا تفتح على هذه القناة أبدا اذا كنت تريد الحق و ترغب فيه
- و تحدث آخر أن الرئيس بشار الأسد لم يقل بأن 64,500 مسلح عبروا الحدود إلى داخل سوريا و أنّ قصدنا هو فقط التحريف والتضليل.
و أقول: أوافقك أن الرئيس لم يقل هذا حرفيا, لكنه قال بالحرف (... وفوجئنا بأنهم يملكون سيارات رباعية حديثة ركّـــبت عليها أسلحة متطورة للتعامل حتى مع الحوامات وأيضاً أجهزة اتصال) كما انه ذكر في موطن آخر (أن هناك 64,500 مطلوب للعدالة). فيبدو أنّ الكاتب قد جمع بين تلك الكذبتين من رئيس قال عنه الامين العام للامم المتحدة انه كذاب و حرفيا قال: لم يصدق معي بشئ و فسرها كما تريد و كذلك قال كل من يعرفه كأردوغان و المندسين و الجراثيم من أمثالنا, فكانت النتيجة تلك الكذبة الأكبر التي اشرت إليها ونحن نعتذر عن ذلك.
- و تحدثت أختٌ حلبية أن الخبر الذي نقلناه حول المجموعة من الشبيحة التي نصبت خيمة في ساحة سعد الله الجابري في حلب ووضعوا مكبرات الصوت وغنوا الأغاني الهابطة هو خبر كاذب و أنها ليست إلا "خيمة ولاء لرئيسنا وتاج راسنا بشار الأسد" !
قلت عجبا والله, أثبتت وجود الخيمة لكنها سمتها خيمة ولاء!
من يا ترى سيجلس في خيمة الولاء هذه في هذه الظروف و الاوقات و العزاء قائم و الدماء تسيل في كل مكان و الاحزان لا تتوقف و الثكالى و الايتام و الارامل ما لهم الا رب السموات,
أخبروني بالله عليكم, من غير الزعران .... العطالين .... البطالين ..... الحثالة؟؟!
- و تحدث أخٌ صادق عن تجربته مع افتراءات القنوات الفضائية و اخبارهم المضللة و نقل تجربته من الرياض في المملكة العربية السعودية:
في 22 آب أو رمضان أو أغسطس كنت أنتظر الطائرة في مطار الرياض وإذ بالعربية على أحد التلفزيونات في المطار تبدأ ببث أخبارها المسائية
وتقول العربية والله على ما أقول أنا شهيد
ثلاث إنفجارات تهز العاصمة دمشق
إنطلاق مظاهرات حاشدة في دمشق بعد منتصف الليل
ظننت أن هذا مؤشر من الرحمن لي كي ألغي رحلتي فاتصلت بعائلتي بدمشق الساعة السادسة صباحاً أي بعد السحور وكانوا نائمين
فأكدوا لي كذب تلك المعلومات وأن المدينة بغاية السلام والأمان وأنهم كانوا في الأسواق حتى الساعة الثانية صباحاً ودمشق بألف خير والحمد لله
نقول لهذا الأخ, إن كان أهلك لم يسمعوا الانفجار, فالكثير من اهل المعضمية و داريا سمعوا و علينا تقديم كلامهم لانهم يثبتون و اهلك ينفون.
بمعنى, لعل أهلك كانوا نائمين )بل انت قلت كانوا نائمين (او مشغولين أو في الاسواق غاطسين؟
أخبرني, إن انفجرت قنينة غاز في الشعلان, هل سيسمعها كل أهل الشام؟
كتب لي أخ يعيش في المعضمية و اخته في داريا, أنه لا يحتاج الى العربية او الجزيرة لتنقل لهم خبرا من هناك لان يرون المكان عيانا وكأنه ساحة حرب و السواتر و الحواجزو الدبابات في كل مكان.
فيا صديقي, هل ذهبت الى هناك؟ هل صليت الجمعة في حي الميدان؟ هل كنت في صلاة الفجر في جامع الرفاعي في كفرسوسة لترى بام عينك و بلا قنوات ما فعله الاوغاد بالجامع و شيخ الجامع؟
لعلك اخي من اهل ابو رمانة او المالكي الذين لا يرون الا الاسواق العامرة و المطاعم الفارهة, لكن اعلم يا أخي أنّ لنا أخوة في الشام يموتون كل يوم الف مرة و ما تنقله الاقنية لا يعادل واحد بالمائة مما يجري حقيقة على الارض و ستثبت لك الايام ما اقول و من دون جزيرة و لا غيرها من القنوات.
أنا لن أقول لك أن جميع اخبار تلك القنوات صادقة تماما, فغياب المراسلين عن الأرض سيعطي الفرصة حتما لإنتشار بعض الأخبار الكاذبة و الإشاعات. و لكن أخبرني بالله عليك من المسؤول؟و ماذا يخفون؟
لو كنت صاحب قناة إخبارية ومنعتك الحكومة السورية من إيفاد مراسليك, من أين ستأتي بالأخبار؟
إن سرّب لك الأمن بعض الأخبار الكاذبة و أنت تموت لتفوز بقصب السبق و تنقل هكذا خبر, ماذا تفعل؟ هل تنشره؟ وكيف تتأكد؟
اليست هذه الاقنية من نقل ما حدث في تونس و مصر و الاردن و اليمن و ليبيا و باكستان و افغانستان و اخبار طالبان؟ لماذا صدقناها مع غيرنا وكذبناها مع اسدنا؟
قارن الاخبارية المصرية و الليبية اثناء الثورة و اخبارها مع العربية و الجزيرة اثناء الثورة, اليست المصرية و الليبية صورة طبق الاصل حالها كحال الدنيا و السورية؟ و اما العربية و الجزيرة فنقلتا ما يحدث, و ليس دفاعا عنهما فكل قناة لها و عليها ولكن لا يجوز غمط الحق.
هل فكرت أن الأكثرية اثبتوا و بما لا يقبل الانكار كذب السورية و الدنياو ان هاتين القناتين ليست لديهما اية موثوقية الا عند بعض الدراويش أو الازلام الفاسدين, لماذا مازلت تصدقهم؟
لماذا لا نسمح للاقنية الدولية بالتصوير طالما نــدّعي ان شيئا لم يحدث و الموضوع ليس إلا "شوية عصابات"و البلد في أمن و سلام؟
لماذا لا نسمح للهلال الاحمر و الصليب الاحمر و غيرها من البعثات الطبية السلميةبالتواجد؟
لماذا لما دخلت بعثة الامم المتحدة ما تركها الامن و لا لحظة و لما غادرت حمص و الزبداني انقض الامن على المتظاهرين بغير رحمة؟
لماذا لا تريد أن تشعر و اهلك ان نظامنا مرضي عنه بالرغم مما يحدث و أن لا أحد يتأمر عليه بل كلهم يحرص عليهما عدا هل الشوية مساكين الذين نعتهم الكذاب بالجراثيم؟ ألا ترى أنهم ما زالوا يعطونه المهلة تلوا الاخرى و كلما زاره مسؤول اعطاه اسبوعين و قبل ان تنتهي يزوره اخر و يعطيه اسبوعين و هكذا وكان الزيارة كرت أخضر و شيك على بياض ليقتل من يشاء و يعجل ان استطاع اخماد (و لن يستطيع و باذن الله) الانفاس؟
من يتأمر على من؟
بقعة ضوء و امثالهم على نظام مجرم فاسد قاتل............اعرفه و تعرفه يا صديقي؟
ام امريكا و أوروبا الذين يدعمان النظام باطنا حتى العظم محاباة لاسرائيل و ان كانتا تلومانه احيانا وعلى خجل اذا تجاوز الحدمراعاة للناخبين الامريكيين و الاوربيين لا من أجل سواد عيون السوريين؟
بالله عليك ماذا تضر العقوبات ضباط الامن و المخابرات؟ و هل لديهم اصلا في أمريكا حسابات؟
إن كانت لهم حسابات, فتلك مصيبة اخرى وطامة أدهى ممن يدعون أنهم من الثوريين البعثيين الاشتراكيين العصاميين الممانعين............فمن اين اتوا بها و لماذا هي في امريكا؟ ثم متى كان ضباط المخابرات يسافرون الى امريكا و اوروبا ليمنعوا؟ اذا كان العسكري المجند يحتاج ستة شهور و احيانا سنة بعد التسريح ليسمحوا له بالسفر.
ارجوا ان تنسى الجزيرة و العربية و تبحث بام عينيك عن اشياء تعرفها و اعرفها و يعرفها كل من عاش في هذا البلد المنسي المحتل من عصابات الاسد من الامن و الشبيحة, ارجوا ان تذهب الان الى حمص و حماة و عربين و المعضميةو الدير و ادلب و اللاذقية و ترى بعين راسك ما يحدث هناك و اراهنك ومن صدق ما لمسته من كلامك انك سستتصل بالجزيرة و تقول انا شاهد عيان اريد ان اقول و اعترف ان كنت مخطئا مغفلا لأن ما تنقلونه اقل بكثير مما يفعله المجرمون حقيقة بالناس في بلدي الحبيب!
سؤال يدور في خاطري لو سمحت لي:لو اتاك او اتاني ايميل من قريب عزيز وليس من شخص غريب يقول:ستكون هناك مظاهرة في حي الميدان, هل كنا نخرج و نستجيب؟ طبعا ليس بأكيد, لانه ليس لاحد في سوريا امر أو سلطة على احد في هكذا مسألة.
و السؤال المطروح ما الذي يحدوا بالناس ويدفعها اذا للخروج في ظل القمع الذي يحدث منذ اكثر من اربعين عاما؟ اهو القنوات المغرضة و الايميل و بقعة ضوء؟ انت و انا نقول مستحيل. ما الجواب اذا؟ ألأن الناس ملوا الكذب والوعود و يأسوا من النظام كما يأس الكفار من أصحاب القبور, فقدوا كل شئ ولم يعد لديهم مايخافوا عليه؟
سؤال أخر بالله ماذا تفعل أنت في السعودية طالما الشام بسلام و فيها كل شىءوالامن و الامان يخيمان في كل مكان؟ الم تجد فرصتك فيها ام سرقها من لا يساوي قلامة ظفرك لانه من الجماعة أو من شبيحتهم؟
أخي أنا وأنت لسنا مع الخراب و الفساد وتعطل الاعمال و ازهاق الأرواح ولكن لا تعتِب على الناس الذين يخرجون ويتظاهرون لان الامر بالنسبة اليهملم يعد يحتمل أويطاق.
والعتب كل العتب على امثالنا من الجبناء المتفلسفين الذين يقنعون انفسهم ان شيئا لم يحدث ولا يحدث و البلد بأمان و الموضوع شوية سلفية و عصابات ليكذبوا على ذواتهم و ينفوا الجبن والخوف عن أشخاصهم بنكران ما يحدث تماما و هو مرض نفسي معروف اسمه النكران.
أخي أنصحك بزيارة طبيب نفساني في أقرب وقت, لكن احرص أنّ لايكون من طرف الحكومة حتى لا يقول لك "مافيك شي"و البلد بخير و سلام وبورك أمثالك من المنحبكجية الكرام
-- --------------------
ختاما, إليكم جديد قناة الدنيا في خبر عاجل:
كما ترون في الصورة ... العصابات المسلحة مرة أخرى ... تركت أسلحتها و سيارات الدفع الرباعي المحملة بأسلحة متطورة مضادة للحوامات الممزودة بأجهزة الاتصال و قوامها تقريبا ستة فرق عسكرية(الفرقة عادة ثلاث ألوية و لواء لوجستي و شوية هندسة ومتفرقات يعني يادوب عشرة الاف و الجماعة بيطلعوا 65,000 ما عدا النتريات) و عادت الى العصر الحجري وتستخدم الحجارةالمحلية .. !!يمكن حجارة مستوردة امبريالية!!
أقــول, إما أن الرئيس كذاب و ما في عصابات و توابعه, يا الاخبارية السورية كذابة! ولكن باعتبار الاثنان عم يطبطبوا لبعض و يصدقوا بعضهم البعض فيمكن و ما بحطهن بذمتي مثل بعضن البعض, و لا ننسى بثينة خانم المتكلمة باسم الرئيس التي قالت ومنذ خمسة أشهر الموضوع انتهى و تجاوزنا المرحلة الصعبة !!!!!!!!
صدقوني هذا الخبر ليس بنكتة بل هكذا تؤول الأمور عندما تكذب و تكذب و تكذب و تكذب و تكذب و تكذب فتصل لتلك المرحلة من التخبط و الكذب و الكذب و الكذب... .
لاندري كيف يقولون مجموعات مسلحة لكنها ترشق الشرطة بالحجارة؟ معقول يكونوا دراويش و قلبهم لألله ولا عصابات و لا شي و يكون الرئيس و جماعته كذابين؟ كل شي ممكن ...
و صدق المصطفى عليه الصلاة و السلام اذ يقول: ان الكذب يهدي الى الفجور و ان الفجور يهدي الى النار و لا يزال الرجل يكذب و يتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا.
حديث على مافيه من إيجاز جمع المعاني الكثيرة و صور الحالة النفسية للبعض ممن جعلوا الكذب حرفة لهم وديدن حياة في جميع شؤونهم, يتتبعون الكذب ومواقعه وينتقون منه أبلغه في الكيد والخداع ليتم لهم ما يريدون من ورائه من الأهداف .
لأن القاعدة المتبعة في حياتهم: الغاية تبرر الوسيلة, فجعلوا الكذب وسيلتهم لتحقيق مآربهم, ولوتتبعت الواحد منهم لوجدته لا يكاد يختلق كذبة حتى يتبعها بأخرى.
في بلدناالكذب يقدم للناس بألوان متعددة على الاقنية و الفضائيات و بلسان الابواق و الرؤساء و اعضاء مجلس الشعب و الهيئات من القيادات و التمثيليات ووووووووووو.
فانظر إلى الفضائية السورية و الدنيا كيف يكذبون بصورة مزرية تدعوا للاشمئزاز ليخدعا بذلك المغفلين من المشاهدين الذي تنقصهم النظرة الواعية فيأخذهم بريق بعض الأفكار التي يعرض لها المذيع مستدلا بخطأ قناة أخرى سرب لها من اجهزة المخابرات السورية خبرا كاذبا.
ومن عجيب أمرهم أنهم يقدمون كذبهم للناس على أنه اكتشاف ينبغي الاحتفاء به, و الأعجب أن من المغفلين من يتقبل ذلك, بل أنك ترى من يجعل كذبهم من الحقائق العلمية التي لا يتطرق إليها الشك و كأنها وحي منزل ولا حول و لا قوة الا بالله .
و السلام.