مواجهة بين الإسلاميين والعَلَمانيين

محمد هيثم عياش

[email protected]

برلين /‏06‏/10‏/11/ تعتبر انتفاضات شعوب مصر وتونس وليبيا وسوريا واليمن حديث الساعة في المانيا ، فاحتمال استلام الجماعات الاسلامية مقاليد السلطة في تلك الدول الامر الذي يعني تغييرات جذرية ستقع في منطقة الشرق الاوسط يعتبر عامل قلق للسياسة الالمانية والاوروبية والامريكية  اذ ستؤدي هذه الاحتمالات الى نظام دولي جديد من خلال وضع اتخاذ الغرب سياسة مغايرة عن سياسته التي ينتهجها في دول تلك المنطقة .

وتؤكد خبيرة الشئون المصرية هدى صلاح بندوة دعت اليها المحطة الاولى من الرائي / التلفزيون /  الالماني مساء يوم أمس الاربعاء بالعاصمة برلين ان الاسلاميين اصبحوا سادة الموقف في مصر وتونس وليبيا ايضا  واستلامهم مقاليد السلطة لن يكون في صالح الحريات العامة التي كانت المطالبة بها وراء انتفاضات تلك الشعوب كما ان خطر استلامهم سيؤدي ايضا الى تدهور العلاقات بين دول تلك المنطقة مع اوروبا والولايات المتحدة الامريكية بشكل اكثر من ذي قبل كعمل انتقامي جراء دعم الغرب لانظمة تلك الدول السابقة اضافة الى ان الاسلاميين يضعون نصب اعينهم تحرير فلسطين من النهر الى البحر ويرفضون جميع الاتفاقيات الدولية التي تمت بين السلطة الفلسطينية ولكيان الصهيوني التي تعتبر وراء معاناة الشعب الفلسطيني  وخاصة سكان  قطاع غزة المحاصرين منذ اكثر من ستة أعوام . وطالبت صلاح الحكومة الالمانية بذل جميع جهودها المعنوية والسياسية للحيلولة دون استلام العناصر الاسلامية حكم تلك الدول من اجل الحريات العامة .

الا ان الصحافي الالماني مراسل المحطة الاولى من الرائي / التلفزيون / الالماني في مصر وليبيا يورج ارمبروستر الذي قام بتغطية احداث انتفاضات مصر وتونس وليبيا عن كثب رأى الى وجود صراع مفتوح بين الاسلاميين والعلمانيين  في مصر وتونس وليبيا وفي سوريا ايضا ، فاتفاق زعماء المعارضة السورية  بتشكيل مجلس وطني موحد لمقارعة نظام بشار اسد الذي تم مؤخرا في استانبول انما هو بمثابة زواج متعة لن يستمر طويلا فالعَلَمانيين كانوا وراء انتخاب المعارض السوري الذي يعيش في باريس برهان غليون رئيسا للمجلس بينما يعارض الكثير من الشخصيات الاسلامية من اعضاء المجلس غليون رئيسا لهم  والصراع بين العلمانيين  والاسلاميين في مصر وتونس وليبيا معروف فالاسلاميين في تلك الدول يرون بنتائج انتفاضات شعوبهم فضل الاسلام على انتفاضتهم فالاسلام اعطى الحريات العامة ويؤكد على ضرورة احترام آراء الفرد واحترام حقوقه والعلمانيون يرون بضرورة نظام حكم على غرار تركيا مؤكدا انه لا خوف على الغرب من استلام الاسلاميين حكم بلادهم الا نه يجب العمل على مشاركة جميع القوى السياسية في حكم بلادهم وعلى الغرب ان لا يتدخل في شئونهم الداخلية لأن الوضع لا يزال  في غاية الحساسية وانتفاضة شعوب مصر وتونس لم تنتهي بعد والحرب ضد الانظمة لم تضع اوزارها حتى يتبين مصداقية الجيش المصري والحكومة الانتقالية في تونس وما ستسفر عنه نتائج الحرب في ليبيا مشيرا بأن ليبيا تكاد تخلو من الافكار التي تنادي بالنظام العلماني والشعب الليبي برمته يؤيد الاسلاميين بدور كبير في ليبيا الجديدة .

وأعرب خبير منطقة الشرق الاوسط جيرد فينكِلْهانِه وهو استاذ سابق للغة العربية  في جامعة هومبولدت البرلينية  الذي شغل مندوبية وزارة التنمية والتعاون الالمانية في الشرق الاوسط لمدة تصل الى اكثر من خمسة عشر عاما عن أسفه رفض روسيا والصين ليلة يوم أمس الاربعاء قرار مجلس الامن الدولي بمعاقبة نظام سوريا موضحا ان هذا الرفض جاء على حساب دماء الشعب السوري الذي يجاهد من اجل نيل حريته والعيش بكرامة في وطنه من جديد منتقدا في الوقت نفسه الغرب الذي كان وراء دعم نظام البعث واسد لمة تصل الى اكثر من ثمانية واربعين عاما  خشية استلام الاسلاميين الحكم في سوريا ومن اجل حماية الكيان الصهيوني وان موقف روسيا والصين يعتبر تتمة لموقف الغرب الذي اصبح ضعيفا متسائلا كيف تستطيع دولتان التغلب على اثني عشر دولة عضوة بالمجلس المذكور ولو ان مجلس الامن يريد بالفعل انقاذ الشعب السوري لاصدر قرار يدين النظام السوري على غرار اصدار مجلس الامن قراره الذي يحمل رقم 1973 الذي يكمن بفرض الحظر الجوي فوق ليبيا وذلك في وقت سابق من عام 2011 الحالي بالرغم من رفض موسكو وبكين على ذلك القرار واحتفاظ برلين بصوتها .

وطالب كل من آرْمبروستر وفينْكِلْهانهِ  الحكومة الالمانية السعي مرة اخرى دعوة مجلس الامن الدولي للاجتماع من اجل انقاذ الشعب السوري مؤكدان في الوقت نفسه ضرورة محاورة الغرب للاسلاميين في دول منطقة الشرق الاوسط من اجل كسب ثقتهم وبالتالي للتعايش السلمي بين المسلمين والمسيحيين في جميع مناطق العالم على حد أقوالهم .