الجريمة (9) والإدانة (1)
د. أسامة الملوحي
عندما توقن أن النظام السوري يقتل العزل بدم بارد وبشكل مستمر ممنهج ويومي.يقتل علنا حتى امام اللجان الدولية التي تتقصى الحقائق.
عندما تحتضن طفلك الرضيع وأنت تتخيله مكان رضيع على الشاشات دخلت الرصاصات في صدره بعد ان خرجت من صدر ابيه .
عندما ترى الطفلة التي دخلت طلقة القناص في عينها .
عندما ترى ان أجهزة القمع تبتر الأعضاء الذكرية وتفتح الرؤوس بالهراوات حتى يخرج الدماغ.
عندما تشاهد مقاطع فديو لأطفال يُدخلون العصي الغليظة في أدبارهم ويبولون عليهم وهم يقبلون أحذية الجلادين.
عندما تسمع شهادات موثقة أنهم يجبرون المعتقلين على ابتلاع الفئران الحية تحت الضرب .
عندما يريك المعتقل الذي افرج عنه ليريك,يريك التشويه الذي أصابه من التعذيب في كل أنحاء جسده.
عندما ترى وتسمع وتشاهد كل ذلك وتستعير مقياس رختر للزلازل لتقيس عليه حجم الجريمة لما أقنعتك القراءة التاسعة وهي اقصى قراءة لهذا المقياس.
وعندما ترى من العالم كله مسلسلا للإدانة يعرض ويمضي بتؤدة وتأني وهدوء وفيه الادانات والاحتجاجات و الامتعاضات وتعابير القلق مع التحذيرات والامهالات ونفاذ الصبر وعدم الوقوف مكتوفي الأيدي والنيات بارسال لجان تقصي وتحقق ومشاريع قد ترفع لمجلس الامن وقد تصل لصيغة ترضية تحذر بشار الاسد .مسلسل طويل يعرض منذ ستة اشهر تقريبا مافيه أي كابح او مخفف لإجراءات المجازر المتتالية التي يقوم بها سفاحو القرنين تحت اشراف بشار السفاح الذي خرج في تلفزيونه كمريض نفسي لا يأبه للدماء تسيل من بين اظافره.
عندما ترى العالم وتسمعه و تقيس الادانة العالمية على عمومها فلن تزداد القراءة عندك بالقياس عن الواحد .
انها واحد مقابل تسعة الادانة واحد والجريمة تسعة .
العالم يتعامل مع دماء الشعب السوري باستهانة كبيرة غريبة . استهانة نعرف أسبابها وأكبرأسبابها فينا نحن السوريين في الخارج الذين لم نبك شهداءنا ولم ندفن موتانا ولم نداو جرحانا ولم نبحث عن مفقودينا ولم نبلغ عن أسرانا .لم نفعل كل ذلك كما يجب والى ما يعمّ ويصمّ فاستهان العالم بنا وأدان الجريمة التي بلغت أقصى قياساتها أدانها إدانة باهتة صبورة .
ولا يستحق شعبنا المنتفض البطل أن يستهان به ولا يستحق أن تهدر الجهود من سوريي الخارج بعيدا عن نصرته وبعيدا عن ايقاظ سكان العالم فردا فردا على جرائم نظام معاد للإنسانية لم تشهد البشرية له مثيلا ................من الله الأمر ومنه العون على كل مقصر دعيّ ,....عاشت الثورة السورية المباركة وسلام على شهدائها والله اكبر