وهل يضر الشاة سلخها بعد ذبحها؟
عبد الرحمن الحمدو
الأخوة الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
آلمني كثيراً كما آلم الأحرار، مشاهد الاعتقال في سوريا وما تخللها من إهانة تتسم بوحشية لا يمكن تخيلها ، فضلاً عن التعدي على الذات الإلهية بإجبار بعض المعتقلين بالتلفظ – معاذ الله – بكلمات تأله من طغى وبغى ...
بصرف النظر إن كان النظام هو من يسرب تلك المقاطع لإضعاف عزيمة الشعب ، أو أن الشبيحة هم من يبيعون تلك المقاطع للحصول على مردود مادي، وأياً كانت الأسباب ... فإن لحظات الاعتقال بين براثن الجلادين في سوريا هي من أصعب اللحظات ، فإذا كان المشاهد يتقطع قلبه ألماً ، فما بالك بالمعتقل.
الذي اقترحه هو أن يقوم أصحاب العلم بعصف ذهني لجمع الكلمات الربانية والأدعية المأثورة التي لها تأثير فعال ، ثم تُمرّر وتُعطى إلى التنسيقيات ، لتقوم بنشرها بين الأبطال المتظاهرين ، بحيث تُقال في حالة ولحظة الاعتقال كـ : "الله أكبر" ، "اللهم اكفنيهم بما شئت" ، "اللهم إني أدرء بك في نحورهم وأعوذ بك من شرورهم" ... ، مما صح من الأدعية المأثورة ، ومن الممكن أن تُقال بشكل سري إن خاف المعتقل زيادة الأذى ، أو تقال بشكل جهري لبث الرعب في قلوب الطغاة ، فما فقد من وجد الله ، ولنا في التكبير الليلي الذي حدث في بداية الثورة مثال رائع.
أمر آخر : قد يكون من الجيد أن يقوم العلماء بتثبيت الناس، بإحياء مفهوم أن الشهيد لا يضيره التمثيل في جثته فضلاً عن تعذيبه قبل الاستشهاد ، كقصة آسية بنت مزاحم زوجة فرعون ، كيف أن الله أراها بيتها في الجنة وقبض روحها قبل أن تصل الصخرة إلى جسدها الطاهر، وهذا هو ظننا بالله : "أنا عند ظن عبدي بي" ، بالإضافة إلى بعض الكلمات المشهورة ككلمة أسماء بنت الصديق – والتي اخترتها عنواناً وشعاراً - لابنها عبدالله بن الزبير رضي الله عنهم جميعاً حين أحس بقرب استشهاده.
أخيراً : يمكن طباعة مجموعة أدعية على شكل ورقات صغيرة بحيث تُنشرُ بين المتظاهرين ، تشمل فيها أدعية مُقترحة لجميع مراحل دورة حياة القهر التي يمر بها المواطن في سوريا في هذه الآونة : بدءً من دهم البيوت الآمنة وانتهاءً بالاعتقال والتعذيب.
اللهم إن الشعب السوري يشكو إليك ضعف قوته وقلة حيلته وهوانه على نظامه الذي طغى وتجبر... أنت رب المستضعفين، ولا حول ولا قوة إلا بك.