مَن أجبر أمريكا على محالفة إيران؟
تركي الجاسر
أمريكا سيدة المنطقة
فرضت أمريكا نفسها في الخليج والمشرق العربي بعد الحرب العالمية الثانية، ثم أكدت قوتها بعد أزمة الخليج وانتهاء الحرب الباردة فصار نفوذها بلا منافس (١). وتقادم هذا النفوذ حتى ظن الناس أنه جزء من قدرهم، ولا يخطر ببال سياسي ولا مفكر ولا إعلامي أن يتصور المنطقة دون هذا النفوذ لكل المستقبل المنظور. والتجارب في تحدي هذا النفوذ مثل تجربة جمال عبد الناصر وصدام حسين فشلت؛ لأنها كانت بدون استراتيجية تكافئ الحضور الهائل سياسيًّا وثقافيًّا وعسكريًّا وأمنيًّا لأمريكا في المنطقة.
الاستراتيجية الإيرانية
حين انطلقت الثورة الإيرانية كادت أن تكون تكرارًا لتجربة جمال عبد الناصر وصدام؛ لأنها تعاملت مع النفوذ الأمريكي تعامل ردّ الفعل المستعجل دون استراتيجية واضحة. وبعد أن تجاوزت إيران مرحلة الحرب مع العراق وتسلم هاشمي رفسنجاني رئاسة الدولة، قرّر رسم استراتيجية قائمة على فهم شامل لطريقة التفكير الأمريكية، وخريطة النفوذ الأمريكي، ونقاط الضعف فيها، ومعرفة الخريطة الديموغرافية والمذهبية في المنطقة (٢). وإثر ذلك، رسمت إيران استراتيجية قائمة على الاركان التالية:
- إيقاف الصدام الثوري مع حكومات المنطقة التابعة للنفوذ الأمريكي، ومجاملتها قدر الإمكان من أجل الوصول للأقليات الشيعية، واستغلالها دون محاذير (٣).
- التظاهر باحترام المذهب السني في الطرح السياسي والإعلامي، وإقناع الأغلبية السنية أن إيران تحمل همّ الإسلام عمومًا، وليس همّ المذهب الشيعي فقط.
- بذل أقصى الجهود للتطوير العسكري بكل أنواع السلاح والتدريب وكفاءة القوات المسلحة، والسعي للاستقلال التقني في الصناعة النووية والصواريخ والحواسيب والإنترنت والاتصالات.
- استغلال الفوضى في لبنان لصناعة قوة موالية لإيران (حزب الله) تكون وسيلة لابتزاز أمريكا من خلال إزعاج ربيبتها إسرائيل (٤).
- توثيق العلاقة مع روسيا والصين، أولًا: من أجل الحصول على السلاح المتطور والتقنية النووية، وثانيًا: من أجل أن تقف معها ضد أي قرار أممي تسعى له أمريكا.
- السيطرة على القوى المعارضة لصدام، وتهيئتها كأداة استدراج أمريكا لإزاحة صدام، الذي يعتبر أكبر عقبة أمام نجاح الاستراتيجية الإيرانية.
- توثيق وتوسيع العلاقة مع النظام السوري، أولًا من أجل تسهيل الوصول للبنان، وثانيًا من أجل استكمال الهلال الشيعي بعد السيطرة على العراق.
- التعامل مع الأحداث في المنطقة (مثل أزمة الخليج الأولى وأحداث سبتمبر وغزو أمريكا لأفغانستان وغزو العراق) بطريقة براجماتية، حتى يمكن خداع أمريكا وتحويلها خادمًا للمشروع الإيراني.
- إيجاد نفوذ في اليمن بجماعة على غرار حزب الله اللبناني (الحوثيين) كذراع إضافي في استكمال النفوذ على كامل الجزيرة العربية (٥).
- توسيع النفوذ البحري في البحر الأحمر، وباب المندب، والبحر العربي، بعد مجموعة اتفاقيات وحقوق رسو وقواعد بحرية، في أريتريا وجيبوتي وجزر القمر.
حصيلة الاستراتيجية الإيرانية
حققت إيران كل ما كانت تريده من هذه الاستراتيجية:
- في الجانب الدفاعي، بناء جيش قوي متكامل عددًا وعدة وتدريبًا ومؤسّسًا على فهم التوازن في المنطقة، حيث اعتمدت إيران على الردع أكثر من الدفاع، وذلك بتخويف أمريكا أنها تستطيع أن تدمر مصالحها في الخليج في أي لحظة تتعرض لهجوم أمريكي.
- في التقنية، نجاح في برامج الصواريخ وتقدم في التقنية النووية والحواسيب وتقنية التجسس الإلكتروني، ومما لا يعرفه الكثير أن النظام السوري استفاد جدًّا من هذه التقنية بعد الثورة.
- في الاختراق الإقليمي تمكنت إيران من خداع حكومات المنطقة، والوصول للأقليات الشيعية بكفاءة، وجعل التيارات المؤيدة لها هي الأقوى في هذه الأقليات، مع توجيهها بعدم التحرك إلا عند الحاجة.
- في لبنان، كان مشروع حزب الله من أنجح مشاريع التنظيمات المتطورة حزبيًّا وحركيًّا واجتماعيًّا، ولولا الثورة السورية والجهاد السني، لم تكن شوكة حزب الله لتنكسر.
- في سوريا، نجحت إيران في ربط النظام السوري معها بعلاقة مصيرية، رغم الفرق الكبير بين النظامين والخلاف المذهبي والتوجه القومي العروبي المزعوم للنظام السوري (٦).
- في العراق، نجحت إيران في استدراج أمريكا لتخليصها من صدام على حساب الحكومات التابعة لأمريكا وبدماء الأمريكان، ثم بنفس السياسة الهادئة نجحت في السيطرة على العراق رغم أنف أمريكا.
- في اليمن، نجحت إيران في توسيع نفوذ الحوثيين، فتحولوا من حركة هامشية، إلى قوة تهدد العاصمة صنعاء، وتتحكم في أجزاء كبيرة من اليمن.
- في البحر الأحمر وباب المندب، حققت إيران نجاحًا جزئيًّا في الوجود البحري، وذلك بسبب المنافسة الشرسة من قبل أمريكا وإسرائيل وفرنسا.
ماذا كانت الخطوة التالية لإيران؟
بعد هذا النجاح في السيطرة على العراق، والتنسيق الكامل مع النظام السوري، وقوة ذراعها في لبنان، واستكمال الاستعداد العسكري والأمني، والتحالفات الدولية، كانت خطوات إيران تتمثل في التالي:
- تحقيق اختراق ناعم لدول الخليج، ثم السيطرة على ضفتي الخليج، والتحكم بشريط النفط الممتد من البصرة إلى الإمارات.
- استكمال الهلال الشيعي الممتد من هيرات إلى اللاذقية، إلى حدود لبنان الجنوبية، وتمكين إيران من أن تطل على البحر المتوسط والخليج العربي والبحر العربي، والسيطرة على أغنى آبار النفط في العالم.
- السيطرة على الحجاز إما باحتلاله أو التحكم به، بعد استكمال الإحاطة به من الجهات الأربع: العراق والخليج واليمن والنفوذ البحري في البحر الأحمر.
- السيطرة على وسائل الإعلام الإسلامية والعربية، بعد تهميش حكومات الخليج السنية، والتأثير على كل المجتمعات السنية في العالم.
كيف تعثر المشروع الإيراني؟
كان المشروع الإيراني ينفذ رويدًا رويدًا دون توقف، وكانت دول المنطقة عاجزة عن إيقافه، بل ساهمت -من حيث لا تعلم- في تنفيذه من خلال إبعاد شعوبها بأغلبيتها السنية عن دورها القيادي عالميًّا، وإشغالها بسفاسف الأمور. وحتى بعد أن انتبهت بعض هذه الدول لخطر المشروع الإيراني، لم يكن لديها الأدوات ولا الرؤية في مواجهته. ولذلك لم يلاقِ المشروع الإيراني أيّة صعوبة في تنفيذ خطواته، إلى أن حصل ما لم يكن الإيرانيون قد حسبوا حسابه، وهو انطلاق الربيع العربي وتداعياته على سوريا والعراق.
البداية في سوريا
أول صدمة حقيقية للمشروع الإيراني كانت الثورة السلمية في سوريا، ثم ما تلاها من تداعيات. حين انحازت إيران بشكل فاضح ومكشوف مع النظام السوري، خسرت كثيرًا من السنة الذين سبق أن خدعتهم بزعمها الوقوف مع قضايا الإسلام وعلى رأسها قضية فلسطين. الخسارة الثانية، بعد أن تعسكرت الثورة تبين أن إيران لا يمكن أن تفرط بالنظام السوري، وأن التزامها به التزام مصيري، فقررت التدخل عسكريًّا بمستشاريها وبالحرس الثوري، كما قرّرت أن تدفع بحزب الله والمليشيات العراقية الشيعية في وجه المجاهدين السنة.
وقتها صارت الأغلبية السنية في المنطقة تنظر لإيران نظرة عدو استراتيجي، واقتنعت شعوب المنطقة بدعم أيّ جهد ضد النفوذ الإيراني حتى لو لم تتحرك الدول.
ولأن المقاتلين الحقيقيين ضد النظام السوري من المجاهدين السنة الذين تعاديهم أمريكا، فلم تكن إيران قلقة من غضب أمريكي، ولا من الحكومات المحالفة لأمريكا في المنطقة. وكانت تقديرات إيران للموقف الأمريكي وحلفائه صحيحة، فرغم كل ما فعله النظام السوري بدعم إيراني صريح، لم تتجاوز أمريكا التنديد الكلامي في موقفها من الأزمة السورية.
وتوقعت إيران أن الجهاد السني سيكون نسخة من المقاومة العراقية السابقة، التي تعاملت معها بالاختراق ثم الشيطنة، ونجحت في إقناع الأمريكان بإنشاء جماعات الصحوة التي حيدت المقاومة بكفاءة (٧). وفعلًا، حاولت إيران الاختراق والشيطنة في الثورة السورية، واستخدام أمريكا وحلفائها في تبطئة الثورة وشق صفوفها. نجحت إيران جزئيًّا؛ رغم إرهاقها اقتصاديًّا وعسكريًّا وأمنيًّا وسياسيًّا في سوريا، فقد كانت المواجهة قابلة للتحمل (٨).
التحدي الكبير
التطور الأخطر والذي تجاوز الإرهاق ليكون مقوضًا للمشروع الإيراني كله ومهددًا إيران ذاتها، هو الاجتياح المفاجئ من قبل تنظيم الدولة للموصل، ثم بقية المناطق السنية في العراق. خطورة هذا الاجتياح على إيران تتمثل في التالي:
- تدمير بنية الجيش العراقي التابع للمالكي ومن ثمّ التابع
حقيقةً لإيران.
– تخويف وإرهاب بقية قطاعات الجيش العراقي، خوفًا من اجتياح مماثل.
– السيطرة على مناطق السنة، سهلت تجنيد القوى السنية ضد المالكي، بعد معاناة السنة
تحت سلطته.
– السيطرة الكاملة على الحدود السورية العراقية، ومن ثمّ قطع الإمدادات البرية
الإيرانية لسوريا.
– إجبار الميليشيات العراقية التي تقاتل مع النظام السوري على العودة للعراق
لمواجهة هذا الاجتياح.
– غنيمة كميّة ضخمة من السلاح والذخيرة والمال مما تركه جيش المالكي الفارّ.
عجز جيش المالكي والميليشيات التابعة له عن مواجهة تنظيم الدولة، وضع إيران في ورطة حقيقية لسببين:
السبب الأول: لا توجد قوة غير إيران مستعدة لمواجهة تنظيم الدولة، فالأمريكان حلفوا يمينًا مغلظًّا أن لا يعودوا للعراق (٩)، ودول الجوار ليس لديها القدرة ولا الرغبة على مواجهة مثل هذا التنظيم، والأكراد لا يمكن أن أن يقاتلوا أبعد من مناطق نفوذهم، والصحوات لا يمكن إحياؤها بعد الويلات التي لاقاها السنة من سلطة المالكي.
السبب الثاني: أن إيران لا تقبل أن ينهار مشروعها الذي عكفت عليه ربع قرن بهذه السرعة، مما يعني أنها تضطر للتصدي للمشكلة بنفسها، وتتدخل في العراق عسكريًّا حتى لو أدى ذلك لأن تكون وجهًا لوجه مع تنظيم الدولة والقوى السنية في العراق.
التدخل الإيراني تحت مظلة الميليشيات العراقية حصل ونجح جزئيًّا في تبطئة تقدم الاجتياح، لكنه لا يكفي لإيقافه تمامًا ولن يسترد المناطق التي خسرها المالكي. وتقديرات الإيرانيين أن تنظيم الدولة سوف يستعيد زخم التقدم، ولن يقبل بأي أنصاف حلول بما في ذلك تقسييم العراق، وسوف يواصل التقدم وربما يجتاح بغداد قريبا؛ً فما هو الحلّ؟
هل تسمح أمريكا؟
يبدو أن لا حلّ إلا دخول قوات إيرانية (الحرس الثوري غالبًا) بصفتها المتكاملة بشكل رسمي، حتى تكون أكثر قدرة وتماسكًا في المواجهة القتالية. هذا يعني بالضرورة احتلاًلا عسكريًّا إيرانيًّا للعراق؛ فهل ستسمح أمريكا وحلفاؤها بذلك؟
يمكن معرفة الإجابة الأمريكية من خلال مقارنة نظرة أمريكا لإيران مقابل نظرتها لتنظيم الدولة. أمريكا تنظر لإيران كخصم منافس في لعبة دولية بقواعد معروفة وقبول أسس النظام الدولي القائم حاليًا. وبعد تعامل أمريكا مع إيران في العقود الماضية، أدركت أنها دولة براجماتية قابلة للتفاهم، بل التحالف، عند اللزوم. أما تنظيم الدولة، فعدوّ شامل العداء من كل الوجوه، لا يؤمن بالبراجماتية ولا بقواعد اللعبة الدولية ولا بأسس النظام الدولي.
المفارقة الأخرى، أن أمريكا نفسها قلقة من تنظيم الدولة أكثر من قلق إيران، وتريد لهذا الخطر أن يزول أو يُحتوى، وليس عندها القدرة على التدخل بنفسها ولا إجبار حلفائها الآخرين على التدخل. وبهذا؛ فلا يحتاج المرء للكثير من الذكاء حتى يستنتج موافقة أمريكا (وحلفائها) بقناعة كاملة على تدخل إيراني يكافئ خطر تنظيم الدولة. بل إن الأمريكان (وحلفاءهم في المنطقة)، ربما شجعوا الإيرانيين على التعجيل بتوسيع تدخلهم في العراق.
هل يدرك الأمريكيون النتيجة؟
هل يدرك الأمريكان أن أي زيادة في التدخل الإيراني تعني تجييش المزيد من السنة في العراق وخارجه ضد التدخل الإيراني؟ وانضمام أضعاف العدد الحالي من المقاتلين للتنظيم؟ … وبهذا تكون أي زيادة في التدخل الإيراني تقوية للتنظيم. الأخطر من ذلك أن الحكومات السنية في المنطقة ستخسر الكثير من شرعيتها، وترتفع أسهم تنظيم الدولة بصفته الجهة الوحيدة التي صمدت أمام غزو فارسي صريح. وهكذا بعد أن تظن أمريكا أنها تتجرع الدواء المرّ، إذا بها تتجرع سمًّا لا علاج فيه ولا ترياق. السؤال المهمّ هنا ما هو أخف الضررين على أمريكا؛ تشجيع إيران على التدخل؟ أو منعها منه؟
الجواب في الحقيقة ليس مهمًّا بقدر أهمية هذا الاستنتاج: وهو أن أمريكا في ورطة حقيقية أمام التحدي الجهادي. فلا هي التي تستطيع مواجهته بنفسها، ولا التي تستطيع تحريك عملائها داخل العراق وخارجه لمواجهته، ولا هي التي تستطيع ضربه بإيران، على طريقة عدو عدوي صديقي، ولا هي التي تستطيع تركه يتمدد كما يريد.
وبغض النظر عن الموقف من تنظيم الدولة، فإن العربي المسلم يفرح وهو يشاهد أمريكا التي كانت إلى عهد قريب لا تسأل عما تفعل، ولا يستطيع أحد أن يتحرك إلا بإذنها، يراها الآن مشلولة وكل خيار أخطر عليها من الآخر.
الهوامش:
(١) كان النجاح الكبير للقوات الأمريكية في حرب الخليج 1991 وسقوط الاتحاد السوفياتي سببًا في غطرسة أمريكية استفزت كثير من الأمم خاصة المسلمين.
(٢) صحيح أن رفسنجاني له دور كبير في رسم هذه الاستراتيجية، لكن الفضل يعود لآليات الدولة الإيرانية أكثر مما يعود لفرد واحد.
(٣) كان شعار تصدير الثورة التي تبناه الخميني، سببًا في حالة مواجهة بين إيران وجيرانها، وتحاشي كل الدولة تحسين العلاقة مع إيران فيما عدا سوريا.
(٤) حزب الله تأسس قبل استلام رفسنجاني، لكن مشروعه تطور كثيرًا بعد توسيع الاستراتيجية الإيرانية.
(٥) ظاهرة التشيّع الاثني عشري حادثة في اليمن، وكان التشيع مقتصرًا على الطائفة الزيدية، التي تعتبر معتدلة جدًّا مقارنة بالاثني عشرية. ولم تقصر إيران في استغلال الجهل والحاجة في اجتذاب اليمنيين للتشيع الاثني عشري بقيادة الحوثيين.
(٦) على عكس ما يظن البعض، فإن للاثني عشرية (مذهب إيران) موقفًا شديدًا ضد النصيرية (مذهب حكام سوريا) لكن المصالح السياسية أذابت الخلاف.
(٧) كانت ضربات المقاومة العراقية بين سنة 2005 و2007 مرعبة للأمريكان، ولم تتمكن أمريكا من احتوائهم إلا بعد تأسيس الصحوات، وذلك قبل أن يعاني السنة في العراق الويلات من طائفية المالكي.
(٨) التجزؤ في الفصائل في سوريا، كان فرصة مثالية لاختراقات وصحوات، لكن بقدر ما تبدو هذه الفوضى مفيدة لإيران، فإن إنشاء صحوات فعالة كان أصعب بكثير من الحالة في العراق.
(٩) تتابعتِ التصريحاتُ الأمريكية عن استحالة العودة للعراق بعد الأحداث الأخيرة، وكأن كل مسؤول أمريكي يريد أن ينأى بنفسه أسرع من الآخر، وذلك بسبب الخسائر الضخمة لأمريكا في العراق بعد الاحتلال.
المصدر: التقرير النسخه التجريبيه.