فقط في سوريا الأسد
د. هشام الشامي
[email protected]
1
وكالات الأنباء في جسر الشغور
أعلنت السلطات السورية لأول مرة و بعد ثلاثة أشهر من الاضطرابات في سوريا السماح لبعض وكالات الأنباء الشقيقة و الصديقة من زيارة صحفية لمنطقة جسر الشغور في إدلب شمال سوريا على الحدود مع تركيا ؛ وأصطحب الأمن السوري بعض الإعلاميين السوريين ( من التلفزيون الحكومي الرسمي و تلفزيون دنيا التابع للشبيحة-1 و الأخبارية السورية التابع للشبيحة -2 و مندوبي الصحف الرسمية – البعث و الثورة و تشرين - و مندوب جريدة الوطن التابع للشبيحة -1 ) و مراسلي تلفزيون المنار( شبيحة حزب الله ) و تلفزيون NBN ( شبيحة حركة أمل ) و تلفزيون الجديد ( شبيحة لبنان ) و تلفزيون العالم ( شبيحة إيران ) و بعض الصحفيين اللبنانيين المحسوبين على النظام السوري في رحلة إعلامية مهنية بامتياز!! إلى منطقة جسر الشغور للوقوف على حقيقة الوضع هناك ؛ و تكذيب وكالات الأنباء العربية و العالمية المغرضة التي تدّعي أن قوى الأمن و الشبيحة و الحرس الجمهوري يقومون بقتل و إهانة و تعذيب و اعتقال المواطنين و المتظاهرين السلميين ؛ و خلال الرحلة من دمشق إلى جسر الشغور قام بعض النقاد و المحللون السياسيون المرافقون للرحلة بشرح الوضع ( على حقيقته) للإعلاميين وبالتفصيل الممل ، حيث أكدوا لهم وجود عصابات مسلحة تسليحاً متطوراً قامت بقتل و ترويع الأهالي ؛ و حرق الزروع و الممتلكات و المباني العامة و الخاصة ؛ و الاعتداء على الأبقار و الأغنام و الحمير و الأمن و الجيش السوري الذي جاء بناء على طلبات و استغاثات الأهالي المتكررة لحمايتهم من تلك العصابات الإجرامية التي قتلت أكثر من (120) رجل أمن و عسكري ؛ و مثلث بأجسادهم و قطعت رؤوسهم ؛ و أكد المحاضرون و المحللون السياسيون و أساتذة الجامعات المرافقون للإعلاميين أنكم ستشاهدون كل ذلك بأم أعينكم و ستصورون هذه الأحداث بعدساتكم و ستنقلون حقيقة ما يجري على الأرض بكل مهنية و شفافية و سنساعدكم على نقل الحقيقة ؛ و سنكون في خدمتكم ؛ و لا يهمنا إلا الحقيقة ؛ و لهذا لم ندعو الوكالات المغرضة كالجزيرة و العربية و المشرق و BBC و الفرنسية و الحوار و المستقلة و CNN و غيرها من وكالات الأنباء العربية و الأجنبية ؛ ستشاهدون العصابات المسلحة و هي تقتل و تخرب و تمثل بالأهالي و الجنود ؛ و هي تحمل أسلحة متطورة تركية الصنع ؛ و كيف يخلعون ملابس الجنود السوريون بعد قتلهم و يلبسونها ليصوروا مشاهد يدعون فيها أنهم ضباط و جنود منشقون عن الجيش العربي السوري ، و ستشاهدون الجنود السوريون الحضاريون و الوديعون كيف يحمون الأهالي و يساعدوهم و ينقذونهم من وحشية العصابات ؛ و هم لا يطلقون النار حتى على من يطلق عليهم النار ؛ و ستشاهدون كيف أن الأهالي مبتهجين بقدوم ملائكة الرحمة من الجنود ؛و لم يهرب منهم أحداً إلى تركيا، و أن الأمم المتحدة و منظمات حقوق الإنسان السورية و العربية و العالمية و أمريكا و فرنسا و أوربا و أردوغان و غل و كل وكالات الإعلام العالمية تكذب ؛ و هم جزء من المؤامرة على سوريا الأسد حامية حمى المقاومة ؛ و أمل الشعوب العربية كلها من المحيط إلى الخليج ( و ربما شعوب العالم كما قال الختيار الشايب عضو مجلس الشعب ) في تحقيق الوحدة و الحرية و الاشتراكية0
و بينما كان المحللون و السياسيون و أساتذة الجامعات يشرحون الوضع للإعلاميين ؛ كان هؤلاء الإعلاميون يحلمون بسبق صحفي هام ستتناقل أخباره و صوره عنهم كل وكالات الأنباء العالمية 0
و لكـــــــــــن ( و كما كان متوقعاً ) حدثت المفاجئة !!:
فقبل وصول الموكب إلى منطقة جسر الشغور تعرض لكمين مسلح آثم من العصابات المسلحة المجرمة مما اضطر السلطات لإلغاء الرحلة و العودة بالإعلاميين إلى دمشق حرصاً على سلامتهم !!!! 0
هكذا انتهت هذه الحلقة الشيقة من مسلسل باب الحارة الأسدية :
و قد أفاد النقاد و المحللون الفنيون الذين تابعوا هذا المسلسل بالنقاط التالية :
1- هذه التمثيلية أشبه ما تكون بتمثلية باب الحارة الليبية ، عندما كان سيف القذافي يصطحب الإعلاميين برحلة صحفية في طرابلس الغرب للاطلاع على حقيقة الوضع هناك ؛ و الفارق أن الدراما السورية متطورة و متقدمة كثيراً على الدراما الليبية فجاءت أكثر تشويقاً 00
2- أراد المخرج أن يقنع الإعلاميين بوجود العصابات المسلحة التي نصبت لهم كميناً لتودي بهم ، و لولا سهر الأمن و صحو النظام لكانوا الآن في عداد الموتى ؛ و ربما مثّل بجثثهم ؛ و نكل بهم أشد تنكيل 0
3- لم يتم دعوة غير الإعلاميين المحسوبين على النظام ، خشية كشف أمر هذه التمثلية الهزيلة فهؤلاء الإعلاميون محسوبون على النظام و لا يقدرون على فضحه حتى لو انكشف لهم أمره ؛ و لا نظن الأمر قد خفي عليهم 0
4- وطبعاً هذا الكمين هو شبيه بالكمين الذي أعلنت عنه السلطات سابقاً ؛ و الذي أودى بحياة أكثر من 120شخصاً من الأمن و الجيش، فالإعلام السوري لا يكذب و قد رأيتم الكمين بأنفسكم 0
5- هذا الحادث يؤكد وجهة النظر الرسمية التي تحرص على سلامة الإعلاميين من بطش العصابات المسلحة ، و لهذا السبب – لا لغيره – منعت السلطات كل وسائل الإعلام من تغطية الشأن السوري 0 فالنظام حريص على الإعلام العربي و العالمي كما هو حريص على مواطنيه جميعاً بلا استثناء ؛ و كما هو حريص على نقل الحقيقة كاملة غير منقوصة !!؛ فكان الله في عون مراسلي التلفزيون الرسمي السوري و من يدور في فلكه كم عرّضوا أنفسهم للمخاطر في سبيل نقل الحقيقة كما هي ، لا كما يريد المغرضون و الأعداء و المندسون نقلها0
6- و لم ينس المحللون و النقاد أن يهنئوا الأخوة الأشقاء الإعلاميين على سلامتهم ، و أن ينقلوا الحقيقة كاملة كما سمعوها منهم 0
و إلى حلقة قادمة و الحمد لله على السلامة...
2
(( حماة تُحيي ذكرى القائد الخالد))
أعلن التلفزيون الرسمي السوري و أخواته ( كتلفزيون الدنيا ) أن جماهير مدينة حماة خرجت يوم الجمعة الماضية (10/6/2011م ) بعد صلاة الجمعة إحياء لذكرى الرئيس الخالد حافظ الأسد ؛ و كيف لا تخرج حماة إحياء لذكرى القائد الخالد و هو الذي قد اهتم بهذه المدينة اهتماماً خاصاً و أولاها عناية استثنائية ؛ فحاصرها على مدى سنوات عديدة في بداية الثمانينات من القرن الماضي ؛ بقواته الخاصة و سرايا الدفاع و سرايا الصراع و اللواء 47 و الفرقة الثالثة و الأمن العسكري و أمن الدولة و الأمن السياسي ؛ و استباحها على مدى أسابيع منذ 2/2/1982م في أحداث حماة المشهورة ؛ فنكل بأهلها أشد تنكيل تقتيلاً و إهانة و تهجيراً ؛ و هدم البيوت فوق أهلها بالمدافع و الدبابات و راجمات الصواريخ ودمر أكثر من نصف أحيائها و خاصة التاريخية منها كحي الكيلانية و الزنبقي و البارودية و الشمالية و المناخ و الحميدية و حاضر الكبير و الأميرية و الطوافرة و سوق الشجرة ؛ و هدم أغلب بيوت العبادة من مساجد و كنائس ؛ و من ثم أمر قطعان الشبيحة و الأمن و بقية القوات الطائفية الحاقدة باستباحتها فقتلوا الرجال و النساء و الأطفال ، و نهبوا المتاحف و البيوت و المحلات و قطعوا معاصم و آذان النساء ليحصلوا على الحلي ؛ و بقروا بطون الحوامل ؛ و قتلوا المرضعات ( و لست أنسى مشهد الطفل الرضيع الذي يمص ثدي أمه الشهيدة و قد تضور جوعاً و أنّى له أن يحصل على الحليب و قد جففه المجرمون ) و دهسوا أجساد الأحياء و الجرحى و الأموات بالدبابات ؛ و أقاموا المجازر و المقابر الجماعية و ساقوا الأطفال و الشباب إلى المعتقلات ؛ و اغتصبوا الحرائر ؛ كل هذا بعيداً عن أعين الإعلام و المنظمات الحقوقية ؛ فقتلوا في تلك الأحداث أكثر من أربعين ألف شهيد ؛ و اعتقلوا أكثر من ذلك و شردوا ضعفين هذا الرقم الكبير 000
و ما تزال تلك المدينة المنكوبة لا تعرف موتاها من أحيائها ، فأكثر الذين سيقوا إلى المعتقلات تم إعدامهم رمياً بالرصاص في مجازر جماعية ؛ و من بقي تم إعدامه شنقاً في سجني تدمر و صدنايا على مدى سنوات عديدة ؛ و دفنوا في بيداء الشام في مقابر جماعية ؛ و لم تسلّم جثث الشهداء إلى أهاليها ؛ كما لم يبلّغوا حتى الآن بوفاتهم ؛ و ما زال الكثيرون ينتظرون أزواجهم و أبنائهم و إخوانهم و آباءهم ؛ و لا يقدرون على إغلاق معاملات حصر الإرث و الوفاة 0هذا عدا عن عشرات الآلاف من أبناءها الذين مازالوا مشردين في بقاع الأرض لا يقدرون لا هم و لا أبنائهم و لا أحفادهم من العودة إليها 0
و لذلك كان حقاً على أبناء هذه المدينة التاريخية ( و هي من أقدم مدن العالم ) أن يخرجوا إحياء لذكرى قاتلها و جلادها و جزارها حافظ الأسد
لقد خرجوا بشيبهم و شبابهم و حرائرهم بمظاهرة لم تشهد لها المدينة مثيلاً من قبل
مظاهرة كانت بدايتها عند دوار البحرة في طريق حلب شمال حماة
مروراً بساحة الحاضر و ساحة العاصي وسط حماة
و من دوار المحطة غرب حماة إلى المرابط و ابن الرشد و الدباغة و الجزدان و القصور و الحميدية شرق حماة
و انتهاء بساحة التحرير ( دوار الرئيس سابقاً ) في طريق حمص جنوب حماة
هناك حيث كان ينتصب قبل يوم واحد فقط و منذ ثلاثين عاماً صنم ضخم لجلاد حماة التاريخي حافظ الأسد وقد أدار ظهره للمدينة و أهلها ؛ مع مفرزة خاصة من المخابرات العسكرية لحراسته
لكن النظام قام بإزالته بنفسه و رميه في مزابل التاريخ ( يخربون رموزهم بأيديهم و أيدي الثوار )
لقد أزالوه خشية إهانته من أهل المدينة كما فعل قبلهم أهالي حوران الثائرة و أهالي الرستن المجاورة و أهالي حمص و تلبيسة و باقي مدن سوريا و كما فعل أهالي حماة أنفسهم في كل صور و تماثيل الرئيس الأب و الابن الوريث و الابن الذي لم يرث و لم يبق إلا كبيرهم هذا ربما ليسألوه ( من فعل هذا بآلهتهم )
و حتى يثبتوا للإعلام الكاذب أنهم خرجوا في ذكرى القائد الخالد ؛ نصبوا حماراً ليملأ مكان الصنم على المنصة
أما الفتية من أهل حماة فقد حصلوا على رأس صنم صغير للقائد الخالد من السرايا الحكومية فرسموا ملعباً في ساحة السرايا و جعلوا تلك الرأس كرة يدحرجونها بأقدامهم
ألم تسمع أيها الأعلام المنافق ماذا كانوا يرددون في مظاهراتهم :
( يلعن روحك يا حافظ --- شو هالجحش الخلفتوا)
عندما سمعت الإعلام الكاذب و شاهدت مظاهرات حماة على اليوتيوب و سمعت هتافاتهم تذكرت عزة الشرع مذيعة الإخبارية السورية ؛ عندما قالت في بداية الثورة السورية : إن أهالي الميدان خرجوا من مسجد الحسن بعد صلاة الجمعة ليشكروا الله على نعمة الإمطار التي انهمرت عليهم في ذلك اليوم
و تذكرت تلفزيون الدنيا الذي انفرد بسبق صحفي حصري بنقل ثورة القطريين على حمد آل ثاني
و سوف ينقلون غداً كيف سيخرج الحلبيون بالملايين تعبيراً عن فرحتهم وابتهاجهم بنكهة شوربة الدجاج ( أندومي ) الجديدة
( إذا لم تستحي فأفعل ما شئت )0000
-3
((من ينافق أكثر إعلام أم علماء السلطة))
قدمته مذيعة التلفزيون الرسمي للجمهور يوم الجمعة الماضية على أنه عالم دين ؛ جلس أمامها وقد تكلف و لبس جبة ثقيلة و لف عمامة ضخمة حول رأسه الفارغ ؛ و بدأ بتحليل الأحداث في سوريا كغيره من المحليين السياسيين في سوريا الأسد وما أكثرهم اليوم ؛ فكل فرع من فروع الأمن في سوريا ( و ما أكثرها – للعلم فقط عدد فروع الأمن في سوريا أكثر من عدد الجامعات و المستشفيات الوطنية العامة بكثير) خصص لوكالات الإعلام المحلية و العربية و العالمية ؛ عنصراً من أشد عناصره كذباً و وقاحة و سذاجة و سماه محللاً سياسياً و إعلامياً و باحثاً و صحفياً 0
قال العالم الجليل !! هذا في تعليقه على أسباب خروج مظاهرات قليلة العدد في بعض المناطق السورية ( حسب رأي المذيعة الذكية ) : أثناء قدومي للتلفزيون ( سبحان الله شو هالصدفة !!) مررت بثلاثة فتية يتحدثون في الحي ؛ فجذبني حديثهم ؛ فبطأت مشيتي و استرقت السمع إليهم : قال أحدهم : لقد أعطوني 150 ليرة ؛ و قال الآخر : أنا أعطوني 200 ليرة ؛ قال الثالث : أنا أعطوني 250 ليرة 0( يقصد حتى يخرجوا في المظاهرات )
يا سلام يا شيخ !!!!!
هكذا إذاً ؟؟!!!
دم الإنسان السوري رخيص جداً
بأقل من خمس دولارات ( في أعلى رقم للمزايدة ذكرها الشيخ المبجل !! ) يبيع الشاب السوري دمه
يأخذ ال200 ليرة ويتوكل على الله و يودع والديه و يقبّل يديهما و يصلي ركعتي الشهادة ثم يخرج للمعركة ( عفواً للمظاهرة 00) التي ربما لن يعود منها إلا محمولاً على الأكتاف ؛ أو إلى أقرب مستشفى ميداني ليسعفه من طلق ناري أو شظايا قذيفة مدفعية
اتق الله يا شيخ
بالله عليك أريد أن أسألك أسئلة شرعية ( إذا كنت قد درست الشرع حقاً )
هل يكذب المؤمن ؟
هل يفتري المؤمن ؟
هل ينافق المؤمن ؟
طيب سؤال أخير و أرجو ألا أكون قد أطلت عليك
هل المخبر( عوفاً المؤمن ) يتجسس على البشر دون إذنهم ؟
أنا أبرؤك من التجسس ( في هذه الحادثة على الأقل ) لأنك لم تشاهد هؤلاء الفتية و لم تتجسس عليهم
و أيضاً أبرؤك من الكذب ( و لو جزئياً ) لأنك فعلاً سمعت هذه المزايدة و لكن من لجان الإعداد الأمنية للبرنامج قبل دخولك الاستديو مباشرة
أما الافتراء و النفاق فهل هناك من يبرؤك منهما ؟؟
و لعلمك فإن كتاب الله يقول:( إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار و لن تجد لهم نصيرا )