مناشدة لكشف مصير شبلي العيسمي
مناشدة من الدكتور عبد المجيد الرافعي
لكشف مصير شبلي العيسمي
وإعادته سالماً إلى عائلته ومحبيه
د.
عبد المجيد الرافعيمنذ أكثر من أسبوع، اختفى من شوارع مدينة عاليه المفكر والقائد القومي العربي، الأستاذ شبلي العيسمي، أحد المؤسسين الأوائل لحزب البعث العربي الاشتراكي، الذي انطلق من دمشق، وعمّ في فترة قصيرة أرجاء الوطن العربي.
إن هذا الاختفاء أحدث صدمة كبرى لكل المؤمنين بمسيرة الأمة العربية الساعية لتحقيق أهدافها الكبرى في الوحدة والحرية والديمقراطية والتقدم، ونضالها الدؤوب لإقامة المجتمع العربي الديموقراطي الموحد.
إن لهذه الشجرة الشامخة والراسخة الجذور في تجربتنا القومية المعاصرة التي يمثلها الأستاذ شبلي العيسمي، أثراً عميقاً، وثمراً يانعاً في عقول الشباب العربي، الذي نهَلَ المبادئ القومية التقدمية من ينابيع فكره ورفاقه الرواد الأوائل، وعلى رأسهم المفكر القائد المؤسس الأستاذ ميشال عفلق؛ ولذا يُعتبر اختفاؤه نكسة لفكرنا القومي، والذي عمل له منذ العام 1943 بجَلَدٍ ودأب وتصميم، ولا يزال عَلَماً في انتمائه وإيمانه بأمته، رغم بلوغه السادسة والثمانين من العمر.
لقد عرفت الأستاذ شبلي العيسمي منذ العام 1959، وواكبته في المؤتمرات القومية، بدءاً من العام 1963 حتى المؤتمر القومي الأخير عام 1992، حيث أعلن اعتذاره عن الترشيح للقيادة القومية، والتفرغ للتأليف ونظم الشعر؛ كما رافقته لعدة عقود أميناً عاماً مساعداً للقيادة القومية، فوجدت فيه الإنسان الشفاف، صاحب الخلق الرفيع، والعقل المشارك بموضوعية في جميع النقاشات، عدا عن إيمانه بمبادئ البعث ونضاله لتحقيق أهداف الأمة؛ لذا فأن مثل هذه النماذج الفكرية الملتزمة بفكر الأمة، والمناضلة تحت لوائها، يجب تكريمها وصيانتها، والحفاظ على ما تمثل من وعي قومي، أسهم في إنجاز حالة قومية يدركها العرب جميعاً من المحيط إلى الخليج، ولا يجوز أن تنال أي أذى، وبخاصة أنها راسخة الجذور في ترابنا العربي، ووجدان الأجيال المؤمنة بنهضة أمتها وتحررها، وإسهامها في صنع الحضارة الإنسانية.
وهذا ما يدفعنا إلى مناشدة الجميع، وخاصة الأجهزة الأمنية والعسكرية إلى بذل ما تستطيع بذله من جهود من أجل كشف مصير الأستاذ العيسمي وإعادته سالماً، خاصة وهو في هذا العمر المتقدم، إلى عائلته وأصدقائه ومحبيه وجميع مقدري فكره ونضاله من أبناء أمتنا العربية.