صنّاع الفتن، المفسدون في الأرض
عبد الله عيسى السلامة
ورد في الحديث ، عن رسول الله ، صلّى الله عليه وسلّم :
إذا جاءكم مَن ترضَون دينه وخلقه ، فزوّجوه ، إلاّ تفعلوا ، تكن فتنة في الأرض ، وفساد كبير!
وجاء في حديث آخر:
" إن من يمن المرأة تيسير خطبتها وتيسير صداقها وتيسير رحمها " . أخرجه أحمد ( 6 / 77 و 91 ) وابن حبان ( 1256 ) والبيهقي
المغالاة : في المهور، وفي شروط الزواج ، ومتطلّباته .. منعٌ للزواج ، أو إعاقة له ، تنفر الشياب ، وتصرفهم عن الزواج ؛ فتطول مدّة عزوبيتهم ، وتطول مدّة عزوبية الفتيات ، فينحرف مَن ينحرف ، من الجنسين ، ويتحمّل مسؤولية ذلك ، عند الله ، وعند الناس .. الأهل ، الذين يغالون ، في تكاليف الزواج ومهوره ؛ بل يصيبهم ، هم، أنفسهم ، في الدنيا ، سيّئات ماكسبوا ؛ حين يرون فتياتهم ، عوانس ، في بيوتهم ، أو منحرفات ، يلوّثن كراماتهم !
فهل عرف صنّاع الفتن ، هؤلاء ، المفسدون في الأرض .. أيّة جريمة ، يرتكبون ، بحقّ أنفسهم ، وأبنائهم ، وبناتهم ، وأمّتهم !؟ وأيّة عقوبة تنتظرهم ، في الآخرة ، عن هذه الفتن ، وهذا الفساد !؟
ثم ، هل علم صنّاع الفتن ، هؤلاء ، المفسدون في الأرض .. عدد حالات الطلاق ، التي يتسبّبون ، بها ، هم ، حين يرفضون تزويج بناتهم ، من أصحاب الدين والخلق ، ويصرّون ، على تزويجهنّ ، من أصحاب الأموال الفاسدين ، وأصحاب المناصب المنحرفين !؟ وهل عرفوا بشاعة الجرائم ، التي يرتكبونها ، بحقّ بناتهم ، وأبنائهم ، وأمّتهم .. وحجمَ الأوزار، التي يتحمّلونها ، عن هذا العبث المدمّر المقيت ، بمصائر أسَرهم .. وحجمَ مسؤولياتهم ، عن هذا العبث ، أمام ربّهم ، وأمام أهليه !؟