التربية الشمولية إلى أين
داعس أبو كشك
يبدو التذمر شاملا لدى اوساط اولياء امور الطلبة من كثرة الواجبات والوظائف المعطاة لابنائهم ، الامر الذي يثقل كاهلهم وكاهل ابناءهم وهذا يفوق دورهم في المشاركة بالعملية التعليمية ويبث اليأس في نفوس ابناءهم ويحبط من عزيمتهم فيكرهون المدرسة ويتهربون منها بسبب كثرة المتطلبات ناهيك عن الاسلوب المتبع في معاقبة الطالب الذي لم يحل واجباته فيعمد بعض الطلبة الى افتعال المشاكل من اجل الخلاص من المدرسة .فهل يعقل ان يتحول البيت الى مدرسة ويبقى الطالب محصورا ما بين البيت والمدرسة ويقضي جل وقته في الدراسة دون مراعاة لاحتياجته وتنمية مواهبه وممارسة دوره الاجتماعي ونلاحظ عندما ينهي الطالب المدرسة يكون سعيدا جدا ولا يحب ان يرى الكتب بل منهم من يحرقها او يرمي بها في حاوية القمامة .ويقول الاهل ان كثيرا من المعلمين لا يطورون من اساليبهم ولا يوصلون المعلومة للطالب ولم يوظفوا الوسائل التكنلوجيا في تعليمهم ولم يلبوا حاجات تلاميذهم ولم يعتمدوا الشمولية في تعليمهم من اجل الوصول الى كل الطلبة .ان المعلم الجيد هو الذي يشخص حاجات طلابه ويقوم بادخال التعديلات الازمة من اجل مواجهة هذه الاحتياجات والوصول الى المعيار الاعلى في جعل غرفة الصف شاملة والقدرة على التفاعل مع القدرات الاكاديمية المختلفة لطلاب الصف ,ومن هنا فنحن بحاجة ماسة الى هذا النموذج من المعلمين الذين يجعلون دروسهم ممتعة ومرتبطة باهتمامات تلاميذهم وجعل غرفة الصف اكثر شمولية لتلبي حاجات الطلبة بقدراتهم المختلفة .ان للمعلم دور كبير واساسي في جعل غرفة الصف مشوقة وجاذبة ويستخدم اساليب تربوية متنوعة ويراعي حاجات الطلبة اما عكس ذلك فان العملية التربوية في واد والطلاب في واد اخر وتمر الساعات ثقيلة على الطالب ويعود الى البيت وهو يفكر بدروسه وكيف ينهي دروسه وواجباته وبين هذا الضغط والتذمر يستنجد الاهل بالمدرس الخصوصي لعلهم يجدون به الحل ولكن هيهات من ذلك , وحدثني ولي امر احد الطلاب انه احضر ثمانية مدرسين لابنه ليدرسوه جميع المواد وكانوا ينتظرون بعضهم البعض على سلم المنزل لتدريس ابني فخفت عليه اكثر تحت هذا الضغط ودفعت مبالغ طائلة وكانت النتيجة ان رسب ابني في جميع المواد وانا لم الجأ الى هذا الحل الا تلبية لحاجاته فمن واجب المدرسة معرفة احتياجات الطلاب وان يتدربوا على المهارات الاساسية بنسبة تصل الى 70 بالمئة ويبقى على الطالب دراسة النسبة المتبقية في البيت وهذا يخفف عن كاهلنا وعن كاهل ابناءنا .ولعلني اتذكر ومن خلال تجربتي المتواضعة في التربية والتعليم انني كنت اوجه لتلاميذي السؤال التالي كيف يمكن لي تحسين اسلوبي في التدريس وكنت احصل على اجابات عديدة ومتنوعة تجعلني احرص على تلبية احتياجاتهم وماذا يريدون بوصفه شركاء في العملية التعليمية وهم المحور الاساسي لها , وكانت هذه التغذية الراجعة ملهمة لي في تطوير الاسلوب وطرق التدريس واستخدام استراتيجيات متعددة المستويات في اجراءات التنفيذ والتعليم الشامل الذي يضمن ايجاد بيئة تعلم فعالة .ومن هنا فانني اتوجه الى زملائي في اسرة التربية والتعليم العمل على تبني سياسة التعليم الشامل من خلال خلق بيئة تعليم وتعلم فعالة وان المعلم الجيد هو الذي يلبي حاجات الطلبة .