إيران مع المقاومة .... أم مع أمريكا ضد المقاومة
إيران مع المقاومة ....
أم مع أمريكا ضد المقاومة ؟
م. محمد حسن فقيه
مازال المعسكر المصطف مع إيران وثورتها البائسة يتبجح صباح مساء بمواقف إيران واستراتيجيتها المعادية ونهجها المقاوم ضد المصالح الأمريكية والكيان الصهيوني ، مدعيا خندقتها في صف المقاومة ودعمها لها في المناطق الساخنة داخل الوطن العربي والإسلامي ، ومعاداتها لأمريكا ( الشيطان الأكبر) وربيبتها ( الكيان الصهيوني ) على حد زعمها وتصريحاتها العلنية ودعاياتها الإعلامية .
فهل تقف إيران فعلا في صف المقاومة الحقيقية مع البلدان العربية والإسلامية ضد أمريكا وإسرائيل ومصالحهما في المنطقة ، أم أنها تخدم مصالح أمريكا ، وأعوان أمريكا في المناطق الساخنة من عالمنا العربي والإسلامي ؟
إننا المتتبع لسياسة إيران الحقيقية وأيدها الخفية التي تعبث هنا وهناك في جسد الأمة العربية والإسلامية ، وتعيث فسادا ، ومن يقرأ مواقفها الحقيقية والمفصلية ، ويفتش ما بين السطور وما خلفها في هذه المواقف يتبين له حقيقة هذا النظام ، وموقفه المبدأي والثابت قديما وحديثا - خمينيا كان أو نجاديا أوشاهنشاهيا - من القضايا الإسلامية عموما والعربية منها على وجه الخصوص .
إن ربائب إيران الأوفياء من أبناء العراق الذين تربوا في حضن إيران ، وتمرغوا في نعيمها وعاشوا على فتات موائدها ، الذين فروا من العراق لتآمرهم على أمنه وتعاملهم مع إيران ضد العراق ومصالحه ، وشكلوا حكومة من طهران بقيادة الخميني ضده ، هؤلاء الجنود من جحافل أبي رغال دخلوا العراق يوم سقوطه فوق الدبابة الأمريكية ، وسكنوا المنطقة الخضراء ليتمتعوا بكامل الحماية الأمريكية ، وما اندس بين جنود الجيش الأمريكي من الموساد وأعوانه من اليمين المتطرف وغيره ، ولو أردنا أن نكون منصفين ، وعلى مبدأ " ولا تزر وازرة أخرى " وأن المصالح والسياسات تتغير وتتبدل أمام المناصب والزعامات بعد أن تتخلى عن الثوابت والمبادئ ، عندما تتحكم بها الأحقاد وتقودها غريزة البغضاء والكراهية ويدفع بها حب التشفي والإنتقام ، فتصطف في الخندق المضاد ولو كان مع الشيطان ! .
ولنفرض جدلا أن ربائب طهران قد اتفقوا مع الشيطان الأكبر- عدو إيران المزعوم - لإسقاط نظام صدام ، وفق النهج السياسي الملون ، الذي يتنكر للمبادئ والثوابت ولا يرى إلا مصلحته الشخصية ، ولو خان وطنه ( العراق ) ، واستعان عليه بالأجنبي ( أمريكا ) ، وتمرد على أوليائه و أرباب نعمته ( إيران ) .
وحتى لا نحمل إيران مسؤلية ربائبها العاقين الذين اتفقوا مع عدوها وتمردوا عليها وتجاوزوها ، فلنبحث في حقيقة موقف إيران من احتلال أمريكا للعراق هل كان موقفها مساندا ومسهلا أم رافضا ومعاديا ومحتجا ؟ .
* صرح أحمدي نجاد معاتبا بوش معاتبة الصديق للصديق قائلا :
" إننا ساعدناهم في أفغانستان ، وساعدناهم في العراق ، وطبقنا كل ما أرادوا في الملف النووي الإيراني ، ومن بعد كل ذلك يقول السيد بوش إن إيران في محور الشر ، وكل هذا بعدما قدمنا لهم كل المساعدات " .
إذن هو إقرارمن رئيس دولة إيران بمساعدة بوش زعيم امبراطورية الشيطان الأكبر في إحتلال العراق وأفغانستان .
ويقول أبطحي نائب الرئيس الإيراني السابق في مؤتمر الخليج وتحديات المستقبل المنعقد في الإمارات العربية المتحدة : ( إنه لولا التعاون الإيراني لما سقطت كابل وبغداد بهذه السهولة )
وهم بهذا التصرف لم يفعلوا أمرا جديدا أو حدثا مستهجنا غريبا ، وإنما أرادوا أن يحيوا مسيرة أجدادهم من الصفويين وابن العلقمي الذي أيد وناصر هولاكو وسهّل له احتلال بغداد في المرة الأولى .
* كانت إيران أول من يعترف بمجلس الحكم المحلي بقيادة برايمر- الإبن البار للشيطان الأكبر- متقدمة على الدول التي انطلقت من قواعدها الطائرات الأمريكية لضرب العراق ، وليس هذا بغريب أو مستهجن عن دولة تعاونت مع إسرائيل واستوردت منها الأسلحة لتوجهها إلى صدور العراقيين في حربها القذرة مع العراق ، بغية تصدير ثورتها البائسة إلى عالمنا العربي والإسلامي .
* قام السيد نجاد بزيارة العراق عام (2008) وزار المنطقة الخضراء بحراسة طائرات ( ف - 16 ) الأمريكية لمقابلة ممثليه من الحكومة العراقية في ظل الإحتلال الأمريكي .
* هذا المشهد الكوميدي يتكرر بإسلوب آخر مع دور إيران في احتلال أفغانستان ، ففي الأيام القليلة الماضية اكتشفت فضيحة أخرى لتدخل إيران في شؤون أفغانستان ودعمها كرزاي رئيس حكومة افغانستان المعين من أمريكا ، بمبالغ مالية كبيرة في أكياس مغلقة ، على دفعات متعددة في كل سنة ، عربون صداقة ورمز محبة ووفاء مع كرزاي .
وقد ردت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون على هذه الفضيحة قائلة : "بأنها لا تقدم مساعدات مالية لحكومة أفغانستان في أكياس أو صرر مغلقة كما تفعل إيران " وهي الدولة المحتلة والمعنية والمسؤولة ولو بشكل تعسفي عن كرزاي ، ومسؤولة عن حكومته وسيدته وولية نعمته ، ومعلوم أن هذه الحكومة الأفغانية معينة من قبل أمريكا لخدمة مصالحها وضرب المقاومة التي تسدد ضرباتها القوية الموجعة والمتلاحقة ضد الوجود العسكري والإحتلال الأمريكي الغاشم لأفغانستان .
وجاء اعتراف كرزاي خلال مؤتمر صحفي عقده مع نظيره الطاجيكي رحمون قائلا : ( إن إدارته تستلم مبالغ نقدية كبيرة من إيران. (
واشار الى ان استلام مبالغ نقدية من البلدان الصديقة لافغانستان – وهي تحت الإحتلال والهيمنة الأمريكية - : "هي مسألة طبيعية وذات شفافية ".
وقالت مصادر أفغانية : " إن هذا الإعتراف لايمثل جديدا في دعم طهران للإحتلال الامريكي ومعاداتها للمقاومة "
ولا أدري لعلها استراتيجية سرية وخطة جهنمية بعيدة المدى بين نجاد وكرزاي للإنقلاب على أمريكا وسومها سوء العذاب بعد طردها من أراضي أفغانستان ذليلة مهانة !
أو لعل كرزاي هو رأس المقاومة السرية في أفغانستان لتحيريرها من الإحتلال الأمريكي ونحن لا ندري ؟ ! .
ولا يخفي على الباحثين والمتابعين للشأن الأفغاني موقف حزب الوحدة الأفغاني المتخاذل والمتآمر مع الحكومة ضد المقاومة ، وهو حزب إيراني الصنع فارسي الولاء .
* سياسة إيران العدائية للعرب والحاقدة على المسلمين ، وأهدافها التوسعية في المنطقة ، ودس أنفها في شتى أرجاء الوطن العربي والإسلامي ، شرقه وغربه لصنع الجيوب وإثارة القلاقل ونشر بؤر التوتر المشبوهة وخلق الفتن وتأجيجها ، كحزب الله في جنوب لبنان ، والحوثيين في شمال اليمن ، وأوكار العمالة والتخريب في البحرين ، وحزب الوحدة المعادي للمقاومة في أفغانستان ، ومحاميع عصابات التخريب والإغتيالات في الكويت والسعودية ، والخلايا الإرهابية التي اكنشفت في مصر ، ونشاطها المشبوه في المغرب الذي انتهى بقطع العلاقات مع إيران ، وفرق الموت القذرة في العراق ، مع ميليشيات الخطف والقتل المنظم والممنهج ، والتبشير الشيعي النشط في سوريا بدفع الأموال وشراء الذمم واستغلال حاجة بعض الفقراء والمعوذين ، بضوء أخضر وتشجيع علني من الجهات الرسمية لأسباب معروفة ومشبوهة ..... وغيرها الكثير الكثير .
وسنلقي الضوء على بعض المحاور والنقاط لبيان دور إيران المعادي والمشبوه ضد العرب والمسلمين ، وأهدافها التوسعية ، وأحقادها الشعوبية الدفينة التي لم تتخل عنها يوما ، وأطماعها الإستراتيجية والطائفية في المنطقة :
1 – مازالت إيران تحتل جزردولة الإمارات العربية الثلاث طنب الصغرى والكبرى وأبو موسى منذ عام 1971 ، وبدلا من أن تقدم الثورة المزعومة بادرة حسن نية تجاه العرب عموما ودولة الإمارات خصوصا لإنهاء هذا الإحتلال للجزر الثلاث ، فما زالت ترفض الجلوس مع دولة الإمارات العربية للمفاوضات حولها ، بل قد عززت هذا الإحتلال أخيرا برفع العلم الإيراني فوقها .
2 – مازال أبناء عربستان شيعة وسنة يرزحون تحت نير احتلالها منذ عام 1925 ويتعرضون لسياسات التذويب والتهجير والتجهيل والتمييز ، ويعانون من الفقر والتخلف وانعدام الخدمات ، وبدلا من توقف مثل هذه الإجراءات التعسفية وإنهاء الإحتلال بعد الثورة الخمينية البائسة ، فقد اشتد الضغط وازدادت حدة الحصار على هذه المنطقة المنكوبة ، حتى صرح قادة المقاومة فيها من الشيعة :
(بأنها غزة أخرى تحت الحصار ) .
3 - في عام 1979 في نفس السنة التي استلمت الثورة المزعومة مقاليد الحكم في طهران بعد خلع الشاه ، قام نظامها بتنظيم مظاهرات في طهران دعا فيها إلى تنصيب حكومة صفوية في العراق بقيادة الخميني ، من العراقين المتآمرين على أمنه والمتعاملين مع دولة فارس بثورتها المزعومة ، وقد أدّى هذا التدخل السافر للخميني في شؤون العراق الداخلية ، والتحريض ضد قياداته ، والتحرش بجيشه والإعتداء على أراضيه ، وتحريك أذنابه للتخريب وإيقاظ الفتن داخل العراق إلى إندلاع حرب طال أمدها ثماني سنوات .
4 – تمسك إيران بتسمية خليجنا العربي بالخليج الفارسي والتهديد بمنع رحلات الطائرات التي تمر فوق أراضيها ، فضلا أن تهبط في مطاراتها لكل جهة لا تتقيد بتسمية هذا الخليج في رحلاتها بالخليج الفارسي ، وقد تقدم بعض العلماء من العرب السنة باقتراح لدى الخميني بتسميته بالخليج الإسلامي كحل وقاسم مشترك بعيدا عن الخلاف القومي ، وبما ينسجم مع اسم الثورة المزعومة التي اخترعها الخميني من باريس ، فقوبل ذلك الإقتراح بالرفض وأصرّ الخميني على موقفه وولائه للقومية الفارسية ، رافضا الاسم الإسلامي عنوانا لهذا الخليج كقاسم مشترك ، حقداعلى الحضارة العربية والدين الإسلامي الحنيف .
5 – مازالت إيران وحتى هذا اليوم - صاحبة الثورة الإسلامية المزعومة - تحتفل بيوم مقتل الخاسر الغادر أبي لؤلؤة المجوسي ، الذي قتل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب الخليفة الراشدي الثاني " رضي الله عنه " غيلة وغدرا بخنجره المسموم ، وتحج غوغاءها إلى قبره ، وتطوف حوله متمسحة بدنسه وأرجاسه ، ويفتخرون به ويتباهون باسمه ويكتنون بكنيته ويدعونه باب شجاع ، وكل ذلك بتشجيع ومباركة من قياداتها ومرجعياتها وآياتها العظام ، ويعتبرون ذلك اليوم عيدا رسميا من أعيادهم المجوسية المقدسة إلى جانب عيد النيروز ، العيد المجوسي الأكبر وصاحب الحظ الأوفرمن الأهمية والإحتفالات ، بما يعبر عن حقيقة هذه الثورة التي تتخذ من الفارسية مبدأ ومن المجوسية أعيادا ورمزا ومرتكزا ، يحنون إليها ويحقدون على كل من أطفأ نارها ، وأدخل نور الإسلام إلى ربوعها .
6 – إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية مازالت تمنع إقامة مسجد للمسلمين السنة في طهران لتقام عليه صلاة الجمعة والجماعة ، في نفس الوقت الذي تسمح فيه ببناء دور المعابد للمسيحيين واليهود ، علما بأنها العاصمة الوحيدة في العالم غربيه وشرقيه بكافة أديانه ومعتقداته ومذاهبه وأطيافه ، والتي لا يسمح فيها ببناء مسجد لأهل السنة .
7 – مع إدعاء إيران أنها تدعم المقاومة ضد أمريكا ، إلا أن الحقائق الظاهرة للجميع والتي لا تقبل استنكارا أو تشكيكا فإن ربائب إيران هم الذين يحكمون العراق تحت سلطة ونفوذ وتوجيهات أمريكا ، وعندما فكر بعض الشيعة العرب بالمقاومة ضربوا كما ضربت المقاومة السنية قبل ذلك ، من قبل حكومة ظل الإحتلال الأمريكي والموالية لطهران .
8 – جحافل حزب الله في جنوب لبنان والمعد – إعلاميا – لمقاومة الإحتلال الصهيوني وتحرير فلسطين ، يسافر أبناؤه بتعليمات فارسية إلى بغداد ليقوموا بتدريب فرق الموت الطائفية والمشاركة معها في أعمالها الإرهابية ، من إغتيال رموز المقاومة السنية وعلمائها ومشايخها وكبار الضباط والطيارين وخبراء التسليح وعلماء الذرة من أبناء العراق الوطنيين ، الذين لم يبيعوا أنفسهم للفرس ولم يدخلوا العراق مع الأمريكان المحتلين فوق الدبابة الأمريكية وتحت هيمنة الموساد ومباركته .
9 - إن الفلسطينيين الذين هاجروا إلى العراق قديما بسبب النكبة والنكسة ، وكانوا معززين مكرمين وفي موضع تقدير واحترام ، ويعيشون بحماية صدام حسين في بغداد بشارع حيفا أو غيره ، أصبحوا بعد الإحتلال الأمريكي هدفا ملاحقا ومطلوبا بشدة من قبل ميليشيات ربائب إيران - فرق الموت - التي دربها حزب الله ، وكان شريكا معها في تنفيذ هذه الجرائم القبيحة ، انتهت بطرد الفلسطينيين من العراق حتى انتهى بهم المطاف بمخيمات على الحدود الأردنية والسورية بوضع مأسوي مؤلم ، أسوأ من وضع المخيمات داخل فلسطين المحتلة ، وكلا المجموعات الإرهابية من فرق الموت أوحزب الله ماهي إلا أذرعة مطيعة لطهران ، يأتمران بأمرها ولا ينفذان أمرا إلا بحسب تعليمات طهران وضوء أخضر من قم .
10 - ظهور حزب الله على حقيقته وشعار المقاومة المزيف الذي يرفعه ، فيوم المؤامرة المبيتة على غزة ، والعدوان الصهيوني عليها في أواخر 2008 من شهر كانون أول في ما يسمى عملية الرصاص المصهور ، لم تحرك طهران ساكنا ولم ينطلق صاروخ واحد من صواريخ حزب الله المخزنة تحت الأرض في الجنوب اللبناني والمقدرة بعشرات الآلاف ، ليدك أهدافا ضد الإحتلال الصهيوني داخل الأراضي المحتلة ، ويثبت حقيقة مقولة اسطورة المقاومة - التي يبيعون بها ويشترون عواطف البسطاء والساذجين –فيقفون وقفة حقيقية بطولية عند ساعة الشدة ووقت الحاجة والأزمات ، فيخفف من معاناة الفلسطينيين ويجبر العدو الصهيوني والمجتمع الدولي لإيقاف هذه الحرب المدمرة ، ويكبح غطرسة هذا العدو الغاشم ، بل أين كانت إيران والدول الأخرى الداعمة للمقاومة والصمود والتصدي أمام هذا المشهد المأسوي الدامي ؟ ! .
ولكن يبدو أن الهدف الحقيقي لهذه القوة من السلاح والعتاد والصواريخ ليس الهدف منها العدو الصيوني كما هو معلن ، إنما الهيمنة على لبنان والتآمر على سيادتها ومصادرة قرارها ، لتحويلها إلى جرم صغير يدور في فلك طهران وينصاع لأوامرها ، وإلا فإن هذا السلاح ممكن أن يوجه إلى صدور اللبنانيين العزل ، ولو أدى ذلك إلى تقسيم لبنان أو الإنقلاب على الحكومة الشرعية ، أو إشعال حرب أهلية طائفية لا تبقي ولا تذر لأجل عيون طهران وقادتها العظام ، وما تمرد حزب الله ومحاولة إحتلال بيروت في 7 إيار 2008 من هذا السيناريو ببعيد ، وها هو السيناريو يلوح به اليوم مرة أخرى ضد أمن لبنان ووحدة لبنان ، بدعوى المحكمة الدولية التي يرفضون قرارها قبل أن يصدر ويعرفوا حقيقته ، ويدعو حسن نصر الله - المندوب السامي لطهران - للتمرد على المحكمة الدولية وعدم التعاون معها خوفا من كشف المستور وظهور المجرم الحقيقي والإرهابي الذي روّع شعب لبنان ، وأعاد عهد الإغتيالات ضد المسؤولين أصحاب الأصوات الوطنية والمعارضة وعلى رأسهم رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري ، وذلك لبسط الهيمنية الفارسية لإيران وأذنابها على لبنان وتحويله إلى "كونتون " فارسي في قلب الأمة العربية والإسلامية .
إن ما ينخدع به البعض بدعم إيران لغزة ، فهو في حقيقة الأمر دعم استعراضي لا حقيقي ولا يعدو أن يكون ذرا للرماد في العيون ، فهو لا يقارن بحال مع الدعم الحقيقي والمعوّل عليه لحزب الله كما أو كيفا أونوعا ، عدا ما تحقق إيران من دعاية حاضرا والرسم الإسترتيجي البعيد للمكاسب السياسية وغيرها لا حقا ، وحقيقة الأمر إن هذا الدعم الظاهر لحماس في غزة ليس إلا فتاتا زهيدا ، أو رشوة رخيصة بالمقارنة مع ما يقدم لحزب الله ، وذلك للتغرير ببعض أنصار المقاومة من السنة والمخدوعين بإيران ومطامعها الجقيقية ، وأهدافها الإستراتيجية القريبة والبعيدة من راء ذلك الدعم ، فيغضوا الطرف عن تدخلاتها السافرة وأهدافها المشبوهة وتجاوزاتها العدوانية .
وإذا أردنا أن نكون محايدين وصريحين أكثر ونضع أيدينا على الجرح فإننا لا يمكن أن نحمل إيران وحدها ذلك الوزر ، فهي دولة قومية تسعى لمجد فارس بأي ثمن ، خاصة بالإنتقام من العرب والمسلمين الذين تعتبرهم سبب تقويض حضارتها وأفول مجدها ، وإنما الذي ذلل لها العقبات وعبد الطرق ومهد المسالك أمام طهران لهذه التدخلات المشبوهة ، هم أكثر الحكومات العربية والإسلامية التي اتخذت موقفا لا مسؤولا من المقاومة ورموزها إن لم يكن سلبيا أو معاديا من البعض ، ورفع بعضها الآخر راية الاستسلام والإنبطاح أمام المخطط الصهيوأمريكي ، وبدلا من دعم استراتيجية المقاومة ضد العدو المحتل ، فإن بعض الأنطمة شاركت العدو الصهيوني في حصار الشعب الفلسطيني وتآمرت معه لانهاء المقاومة والقضاء عليها .