كشف أسرار العراق فماذا عن أسرار سورية
كشف أسرار العراق
فماذا عن أسرار سورية ؟؟؟
علي الأحمد
بعد مرور حوالي سبع سنين على إحتلال العراق وما رافقه من مآس وجراحات ، وما خلفه من ضحايا وآلام ربما تحتاج الى عقود كثيره لكي تلتئم ، بدأت تظهر الحقائق والوثائق التى إلتقتطها بعض المؤسسات الغربيه المتخصصه بالحصول على الارشيفات والوثائق لتكشفها للناس ولتضع النقاط على الحروف في رسم معالم حقبة دامية اليمة من تاريخ العراق الحديث .
وربما كان من نافلة القول أنّ ما حصل في العراق والذي بات معروفا للجميع ، إنما كانت حقيقته حرب طائفية قذره قادتها فئات شيعية عراقيه تابعة ومنضويه تحت الراية الايرانيه ، إستغلت العداء الذي حصل بين نظام صدام السابق وبين الغرب وأمريكا على خلفية إحتلاله للكويت ، ولعبت على تلك الموجه لتصل الى الحكم من خلال الدبابات الامريكيه ، ولكن الهدف البعيد الذي كانت تطمح اليه تلك الميليشيات العراقيه الشيعيه إنما كان القضاء الكامل وسحق أهل السنة والجماعه في العراق بحجة أنهم كانوا البنية الاساسيه لنظام الحكم السابق .
إرتكبوا أبشع وأقذر جرائم يمكن أن تخطر ببال بشر ، من حرق للبشر وفقئ للعيون وثقب الرؤوس بمثاقب كهربائيه الى غيرها من أساليب لا يقدر عليها حتى أكثر أعداء الانسانية بشكل وحشي وهمجي ، تحت غطاء رقيق أو كثيف من قوات الاحتلال التى كانت تنظر الى تلك الجرائم على أنها عباره عن تصفية حسابات بين الطرفين السني والشيعي ولم يكن الامر يعني لها الكثير طالما أنه ظل مخفيا وراء جدارن السجون وفي باحات التعذيب في السجون او على الحواجر في ظلمة الليل بحيث لا يعرف أحد من هو القاتل الحقيقي في وقت صارت قيمة الانسان لا تعدو قيمة طلقة الرصاص التى تطلق على رأسه .
اليوم تتكشف كل تلك الممارسات التى حصلت خلال السنين الماضيه ، بفضل أدوات التسجيل والتوثيق الحديثه التى سمحت للجنود والضباط الامريكيين ووفرت الوسيلة السهلة لحفظ ما حصل ، ولكن السؤال هنا هل يمكن أن نصل يوما ما الى تسجيل موثق أو صور أو سجلات لمواطنين سوريين شرفاء ممن كان لهم فرصة الوقوف على بعض او كل الجرائم الفظيعه التى حصلت وتحصل في سوريه بدءا من أحداث حلب وحماه وجسر الشغور وسجن تدمر وصيدنايا وغيرها من السجون التى شهدت أبشع وأسوأ إنتهاكات لحقوق البشر يمكن أن نتخيلها من نظام قمعي يشبه النظام السوري .
وربما كان وجه التشابه الاكبر بينما حصل في العراق وما حصل في سوريه هو الجانب الطائفي المحض الدافع لارتكاب كل تلك الفظاعات ، ففي كلا الحالتين كان الجلاد والسجان هو شيعي في العراق وعلوي في سوريه – ولا فرق كبير بين الاثنين - ، وفي كلا الحالتين كانت الضحايا من أبناء السنه العراقيين والسوريين ، الذين كانوا وما زالوا هدفا مستباحا لاولئك المجرمين في العراق وسوريه ، واذا ما أضفنا لتلك الجرائم بعض ما حصل في لبنان ضد الطائفه السنيه في الثمانينات وتحديدا في طرابلس حيث شن النظام السوري بقيادة المقبور حافظ الاسد حربا لا هوادة فيها على أبناء السنه بينما كان يدعم ويقوي ويخلق حزبا شيعيا هو حزب الله الذي صار فيما بعد القوة الرئيسيه في لبنان ، والذي توجه اليه اليوم تهمة قتل الزعيم اللبناني السني رفيق الحريري عام 2005 ، اذا ما ربطنا كل ذلك ببعضه البعض وما قيل عن تدريب عناصر من حزب الله اللبناني للميليشيات العراقيه التى كانت تقتل الناس في شوارع بغداد على الهويه لانه أسماءهم تدل على أنهم سنّه ، اذا ما ربطنا كل ذلك من حماه وتدمر الى جرائم الطائفيين العراقيين جبر وصولاغ وما فعله ويفعله حزب الله في لبنان ، وكذلك الحملة الشعواء التى يشنها بعض غلاتهم من لندن ضد ام المؤمنين عائشه ، وما يقومون به من سب وشتم للصحابه الكرام ، كل ذلك يرسم الصورة القاتمة التى تنتظر جيلنا والجيل القادم وما يمكن أن نتوقعه من تلك الفئات المنحرفه الضاله التى إنتفخت وكبرت في العققدين الماضيين بحيث تشكل اليوم أكبر تحد وتهديد لحياة وأمن ملايين المسلمين ، وليس أدل على ذلك ما حصل في الكويت من ردة فعل قويه تجاه تخرصات ذلك الشيعي الاثم ياسر الحبيب وما سببته من قيام الحكومه هناك بحظر أي نشاطات وتجمعات عامه خوفا من إندلاع موجهات بين السنّه والشيعه في الكويت ، ولا ننسى طبعا ما يقوم به الشيعة في البحرين من قلاقل ومشاكل بين الحين والاخر .
نحن الان جميعا أمام خطر حقيقي داهم وماحق : خلفيته الداعمه والمخططه والمرجعيه هي إيران ، وأدواته بشار الاسد وحسن نصر الله في لبنان وسوريه ، وتوابعه الحوثيون في اليمن وبعض شيعة البحرين والكويت ، لتكتمل الصوره وليعرف أصحاب القرار حجم التهديد الذي يكمن لاهل السنة والجماعه والذي لم يكن بهذا الحجم وهذا التهديد ربما من مئات السنين .
إن كشف الستار عما حصل في العراق بفضل قوة وتاثير الحريه التى يتمتع بها الصحفيون ودوائر حقوق الانسان في الغرب ، يمثل حافزا قويا للمسلمين السنّه لكي يفهموا حقيقة الخطر الماحق الذي يهدد أجيالهم ،ولكي يعملوا بكل ما فيهم ومن قوة وإصرار لدفع هذا الخطر والتصدي له بما يملكون من أدوات ليس أقلها التوحد والتعاضد وتشكيل جبهة موحده في وجه هذا الطغيان الاصفر القادم من طهران وقم والنجف والقراده ومن ضاحية بيروت الجنوبيه .