أما آن للأبرياء أن يخرجوا من معتقلات الأنظمة العربية
أما آن للأبرياء
أن يخرجوا من معتقلات الأنظمة العربية؟
م. هشام نجار
اعزائي القراء
اردت ان استفيد من عطلة عيد الفطر لأطلع على مواقع الكترونيه عربيه جاده تصنيفها ضمن الخط المعارض لأنظمة بلدانها, بدأت بدول عربيه في اقصى الغرب على المحيط الأطلسي وانتهيت بدول في اقصى الشرق على الخليج العربي , كانت جميع هذه المواقع تعبر عن مأساة شامله لحقوق الإنسان في بلدانها. سيقول قائل ولكنها معارضه فماذا تنتظر منها؟ اقول هذا صحيح ولكن عندما تكون قصص إنتهاكات حقوق الإنسان موثقه وأنظمتها صامته لا ترد على هذا التوثيق وكأن الأمر لايعنيها او على الأقل إن هي تنازلت عن كبريائها فإنها ترد بكيل المديح للنظام البريئ من تظلم هؤلاء براءة الذئب من دم إبن يعقوب. وبحسن نيه فهي تعرض لمن يشاء سجونها الخاليه من المعتقلين لإثبات صدقها , وان تجرأ احدهم وذهب ليتأكد بنفسه وبحسن نية ايضاً فإذا به يجد نفسه محشوراً مع المحشورين فيبقى بينهم إلى ابد الآبدين.
اعزائي القراء عاماً بعد عام الاحظ زياده في مخالفات الأنظمه العربيه لحقوق الإنسان ويعود ذلك لسببين: الأول حالة الكهوله التي وصلت إليها معظم الأنظمه العربيه ولّد لدى الشعوب العربيه حالة أمل بقرب الإنفراج وتغيير الحال بأحسن منه,فقامت هذه الأنظمه بوأد هذا الأمل في مهده بالخروج بمسرحية التوريث وما يتطلب ذلك من ملاحقه لا هوادة فيها للمتشبثين بأمل الديموقراطيه. والسبب الثاني يعود الى دعم كامل لهذه الأنظمه من مجموعة الدول الغربيه فتنال من هذه الأنظمه ما تريده من تنازلات لقاء المحافظه على انظمة الحكم ولتذهب الشعوب بعدها الى الجحيم.
اعزائي القراء
حدّثني والدي رحمه الله فقال:عندما كنا نتظاهر ضد الإستعمار الفرنسي ونُحاصَر من قبل عساكرهم ,كنا نهرب إلى اقرب مسجد لنحتمي به وما ان ندخل إليه حتى يتوقف إطلاق النار وقنابل الغاز المسيل للدموع علينا ثم يبدأوا بالإرتداد والتراجع الى مدخل الحاره ,وكان يمر من امامهم الصبيان يحملون لنا طعامنا وشرابنا فلا يقربوهم ولايصادروا لهم غذاءاٍ ولا شراباً .فيبقون في الحارة ليلة او ليلتين ثم ينسحبوا الى ثكناتهم فنعاود إقلاقهم وإزعاجهم مرة تلو أخرى.
اليوم ايها القراء الأعزاء نسمع قصصاً عجيبه عن بنات في عمر الزهور تُدخل المعتقلات ويختفي أثرهنّ لأنهن تناولن بعض مساوئ النظام على الإنترنيت , وكان على النظام ان يُسرّ بذلك لتلافي عيوبه وأخطائه الا انه لم يفعل , وتتدخل كل منظمات حقوق الإنسان لمعرفة مكان إعتقال هؤلاء الصبايا اليانعات لإخبار أهلهنَّ ليطمأنوا عنهنَّ فيعجزوا.اسمع قصصاً عجيبه عن رجال لهم تاريخ وطني بلغوا الثمانين من اعمارهم يقدموا الى محاكم صوريه فيحكمون بأعوام طوال دون مراعاة لتاريخهم الناصع او اعمارهم الجليله .ويتدخل كل المصلحين للإفراج عنهم فيعودوا خائبين.اسمع قصصاً عن مطلوب للأمن فيبحثوا عنه فلايجدونه فيأتون بأبيه وأمه وأخيه الى السجن حتى يُسلم نفسه.
إخوتي وأخواتي
لن اوجه كلمتي الى رجال الأمن بل سأوجهها الى اعلى سلطة في كل وطن عربي فأقول: يا أصحاب الجلالة والسيادة والسمو : في سجونكم مظلومون كُثر..في سجونكم مصلحون كثر...في سجونكم شباب.. فتيان وفتيات في عمر الزهور لا يقلبون نظاماً ولا يطلبون حكماً بل يرجون خيراً لكم وللأمه بأقوالهم ونصائحهم الغضه...في سجونكم كهول شرفاء يرجون لأوطانهم اكثر مما يرجونه لأنفسهم ,فإن كنتم لاتعلمون بذلك فأرجو ان تأمروا بملفاتهم وتطلعوا عليها ثم احكموا عليها ونرضى بحكمكم. ونحن على يقين بأنكم بعدها ستكرموهم لا ان تعاقبوهم. اما إذا كنتم تعلمون ذلك وإن كنت استبعده..فإني اقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
مع تحياتي