العراقيون في سورية ومشكلتهم المستعصية
العراقيون في سورية ومشكلتهم المستعصية
مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن
[email protected]
( وكما يقول المثل " كل مشكلة ولها حل ، وكل داء وله دواء، وصعبها بتصعب ، وسهّلها
بتسهل، ومن يبحث عن المخرج والحلول سيجدهم ، ومن يضع العصي في العربة ستتعثر، وكذلك
الحال مع بعض القوى الإقليمية التي لها مصالح في التأزيم ، ومنها النظام السوري
وإيران أو" حلف طهران"، الذين سعوا الى محاولة تدمير لبنان لنسف المحكمة فلا يهمهم
استقبال ألالاف اللبنانيين في سورية لامتصاص النقمة واستغلال معاناتهم، لأنّ هذا
الحلف هو من أعطى الأوامر لحزب الله بالمغامرة لنسف كل شيئ ، وكذلك هم يفعلون في
العراق ، فيقومون على نشر المخدرات بكل أنواعها في هذا البلد وبأسعار متدنية
ويوزعون السلاح والمتفجرات على المتخاصمين ليستمر سفك الدماء ، وليستمر مسلسل القتل
والتهجير الى أراضيهم ليُستغلوا أسوأ استغلال ، فبعضهم أُعيد تجنيده ليكون قنبلة
موقوتةً تقتل الأبرياء ، والبعض الأخر جنّدوه لمشاريعهم التبشيرية الفارسية
والتجسسية ، وأخرون استنزفوهم مالياً ، والذي يُعاني في الأول والأخير هم شعوب
المنطقة وليس هذه الشرازم الحاكمة في هذا الحلف المشؤوم)
فاللاجئون العراقيون في سوريا هم أهلنا وإخواننا وعشيرتنا وربعنا ، وهم أحبتنا ،
وإن لم تسعهم أرضنا نضعهم في عيوننا وقلوبنا ، كما هم احتضنوا الملايين من العرب
قبل محنتهم ، وكذلك نفعل ، ولكن بشرط ألا يكون معهم أجندة سياسية أو دينية فارسية
أو أن يكونوا مدفوين من جهات معينة بغية العمل لإحداث تغير ديمغرافي يثير الحساسيات
،ويُلهب المشاعر ، كما فعل بعضهم في اليمن وبعض الدول ويفعل أخرون في سورية
وما تراءى الى سمعنا ، وماشهدته أنا شخصياً من بعض المتصلين بي عبر النت بالصوت
والصورة ، من أفرع المخابرات وأجهزة الأمن التي إنضم البعض منهم اليها ، وصاروا
ملكين أكثر من الملك ، فيسبوننا ويشتموننا كوننا معارضين لهذا النظام ، يتعاملون
معه في أدق التفاصيل ، والكثير منهم قد انضمّ الى الحرس الثوري الإيراني " الذراع
العسكري لنظام الملالي في الخارج"، وكما وصلتني المعلومات من مصادر مُقربة من مصدر
القرار الموثوقة ، أنّ عدد الجند والمرتزقة المحسوبين على جيش الملالي المتواجدين
في سورية تجاوز المليونين مرتزق ، ومن جنسيات مختلفة معظمهم من الإيرانيين
والعراقيين والقليل منهم من باقي الدول العربية والإسلامية ، وجميعهم يأتمرون بأمر
الخامنئي في إيران ، هذا ماعدا نشاطهم وغيرهم في العمل التبشيري الشيعي الفارسي ،
بإقامة الحوزات وشراءهم للأراضي الواسعة في الأماكن الإستراتيجية والعمارات والدور
، مما ألهب أسعار العقارات الى العشرة أضعاف في بعض الأماكن ، وكذلك اشرافهم على
المشاريع الخدمية وتواصلهم مع المواطنين ، وتقديم الإغراءات لأصحاب الحاجة بغية
تنفيذ المخطط المرسوم من قم ، حتى صارت المدن السورية الرئيسية مرتعاً لهؤلاء
يسرحون ويمرحون بها كيف شاءوا، ومتجاوزين كلّ الخطوط الحمر ، وبدعم من الأسرة
الحاكمة والسلطة المجرمة، وخاصة مدينة دمشق التي صارت تلك المظاهر الغريبه
والمنافية لعاداتنا وتقاليدنا واضحة وملموسة ، بل صارت موضع اشمئزاز وانزعاج من
المواطنين السوريين جميعاً
ومن هذا نخلص أن النظامين السوري والإيراني هم أكثر المُستفدين من الوضع المُتأزم
في منطقة الشرق الأوسط لتنفيذ أجندتهم ، وليس عندهم مشكلة لوشُرد الشعب العراقي
بأكمله، لأنهم يُخططون لتجنيد مايستطيعون خدمة لمشروعهم ، وأفضل طريقة لاصطياد
ضحاياهم عبر جعلهم تحت العوز والحاجة ، فيسهل اصطياد الطريدة ، لذلك نقول أنّ من
يزيد من أوار اشتعال الحرب الطائفية في العراق وفي لبنان هو هذا الحلف ، وهم اعلنوا
أكثر من مرّه أنه مامن أحد يستطيع اطفاء الفتنة ةالحرائق الطائفية المُشتعلة إلا هم
، حتى وصلت بإيران الوقاحة بالطلب لأمريكا بأن تُخلي مواقعها لصالح قواتها وليس
للجيش العراقي ، بدعوى عدم إحداث الفراغ ، وأعلنت عن جهوزيتها لهذه المهمّة
وهم يتبعون نفس السيناريوا في المشكلة التركية الكردية ، فيُشجعون على قيام الحرب ،
مما يضطر الأكراد أيضاً للفرار لهذه الدول لصنع مشكلةٍ وهذا مايجب أن يتنبه له
التراك والكرد ، فلا يُعطوا الزريعة ليكونوا أدوات اللعبة لهذا المخطط عن غير علم ،
ولربما بعض المُندسين في الصفوف من يريد أن يُحرك الأمور بهذا الإتجاه ، لأن
السياسة بنت حرام ، وما عبداللة أوجلان إلا أكبر دليل عن صدق ماأقول ، إذ تمّ
التضحية به لمكاسب آنية استفاد منها نظام الدكتاتور حافظ الأسد
وأخيراً أقول : الحذار الحذار ، من أن تنطلي علينا لعبة النظام بإشاعته أن سبب
الغلاء الحاصل كان بسبب تدفق العراقيين الى بلادنا ، بل بسبب عمليات التبشير
الفارسية وشرائهم للأراضي الواسعة ، والأبنية الجاهزه في المواقع الإستراتيجية في
المدن ، ودخولهم للحياة العامّة والتدخل في كل الشؤون الداخلية ، مما رفع الأسعار
في الممتلكات أضعافاً مُضاعفة ، والتي رفعت معها كل شيء ، ولم يكن الخاسر إلا
المواطنين الذين هم في غالبيتهم المسحوقين مالياً ، أما هؤلاء الغزاة الجدد فإنهم
مُحملين بالأموال والأفكار لتسخير ما عندهم في مشروعهم التبشيري المشؤوم ،
والمُدججين بالسلاح والعتاد المُتطور ، عبر حرسهم الثوري المُطوق للعاصمة دمشق ،
بعدما صاروا واقعاً ملموساً لافرار منه ،ويستطيعون من خلاله السيطرة على العاصمة في
أي لحظة ، وطرد ولاتهم الحاكمون ، إن قرروا أن يميلوا لغيرهم ، أو قرروا أن يُعيدوا
سيطرتهم على الأُمور، وبهذا صارت سورية تحت الإستعمار الفارسي دون أن تظهر للعيّان
حقيقة الأمور، فما علينا إلا أن نستعد لتحرير بلادنا من رجس هؤلاء ، وإنهاء سلطة
الإستبداد والإستعباد ، وإلقاء القبض على الطغمة المتسلطة لمحاكمتها على كل جرائمها
، وإعادة بلادنا الى الأجواء الطبعية حرةً مُستقلة وديمقراطية إن شاء الله.