إيران: «الشرطة الفخرية» غطاء شبه قانوني لأنشطة الجماعات المتشددة
إيران: «الشرطة الفخرية»
غطاء شبه قانوني لأنشطة الجماعات المتشددة
محمد المذحجي
أعلن تقي مهري، قائد الشرطة الوقائية الإيرانية، عن البدء الرسمي لنشاط الشرطة الفخرية في إيران.
ووفقاً لوكالة إرنا للأنباء، أشار قائد الشرطة الوقائية الإيرانية إلى تعاون الشرطة الفخرية مع الوحدات الأخرى في الشرطة الإيرانية، وقال إن قوات هذه الوحدة تتكون من المتطوعين الذين هم على استعداد أن يتعاونوا مع وحدات الشرطة للحفاظ على النظام والأمن و«الوقاية من الأضرار الاجتماعية».
وقد حدد بعض قادة الشرطة الإيرانية مهام عدة ومتنوعة للشرطة الفخرية وهناك غموض في تعريف بعض هذه المهام، بحيث يمكن القول إن السلطات الإيرانية تخطط لتنفيذ مهام أمنية ومواجهة الاعتراضات الشعبية المستقبلية المحتملة من خلال قوات هذه الوحدة التي لديها طابع تطوعي وشعبي ظاهري.
وتتطابق تماماً بعض المهام المحددة للشرطة الوقائية مع أنشطة الجماعات المتشددة التي تُعرف باسم «أنصار حزب الله» وتعمل بشكل منظم ومدعوم من قبل الباسيج والحرس الثوري.
وفي وصفه لنطاق أنشطة الشرطة الفخرية أعتبر إسماعيل أحمدي مقدم، قائد الشرطة الإيرانية، هذه الوحدة «قدرة اجتماعية» من المقرر أن تتعاون مع الوحدات الأخرى للشرطة في مجالات «التعليم والمعلومات والثقافة»، وأوضح، «أن هذه «القدرة الاجتماعية» قد كانت موجودة بالفعل، ونحن نحاول أن نعطي الشكل القانوني لهذه القدرة حتى نتمكن من دعمها».
وفي حين يعتبر بعض قادة الشرطة الإيرانية أن قوات الشرطة الفخرية تتكون من مختلف شرائح المواطنين، لكن مصطفی صادقیان، رئيس مركز المعلومات شرطة محافظة إصفهان صرح أنه سيتم اختيار قوات الشرطة الفخرية من بين قوات الباسيج ومتقاعدي الشرطة والقوات المسلحة الأخرى وأبنائهم وأبناء عوائل المقتولين والمصابين في الحرب الإيرانية العراقية.
وأضاف رئيس مركز معلومات شرطة إصفهان أنه سيتم استخدام طلاب المدارس ضمن قوات الشرطة الفخرية لأغراض ثقافية وعلى وجه الخصوص داخل المدارس، وقال، «نظراً لكيفية تعاون قوات الشرطة الفخرية ونجاحهم في تنفيذ المهام المحولة، ستتمتع هذه القوات بمكافآت مالية وغير مالية وأولوية التوظيف في الشرطة».
وفي سياق تعريف المهام الخاصة للشرطة الفخرية، صرح سيروس سجاديان، القائد السابق لشرطة محافظة فارس الإيرانية، «فــي المستوى الأول، تنخــرط قــوات الشرطة الفخرية في أنشطة الشرطة وتحت إشراف ضباطها، وفي المستوى الثاني الذي لا يحتاج إشراف ضباط الشرطة، تعمل هذه القوات لتطبيق فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بعد الانتهاء من التدريبات اللازمة وارتداء زي رسمي خاص بقوات هذه الوحدة».
وكما يبدو أن إحدى الدوافع الحقيقية لإنشاء الشرطة الفخرية في إيران هي إعطاء طابع شعبي وتبرير جزء من أنشطة الشرطة التي تثير اعتراض وردود فعل سلبية من قبل المواطنين.
وصرح حسن كرمي، قائد القوات الخاصة للشرطة الإيرانية، أن قوات الشرطة الفخرية تتعاون مع هذه الوحدة لمواجهة الاحتجاجات الاجتماعية، وأشار إلى إنشاء القسم النسائي للشرطة الفخرية، وقال، «جمع المعلومات والاستجواب وتفريق الاحتجاجات النسائي هي من أهم وظائف هذه الوحدة الجديدة». ولعبت القوات الخاصة للشرطة الإيرانية دوراً مهماً في قمع الاحتجاجات التي تلت الانتخابات الرئاسية في عام 2009.
وفي سياق الكشف عن المهام العديدة للشرطة الفخرية، اعتبر محمد تقي عصار، مساعد قائد الشرطة الإيرانية في شؤون الموارد البشرية، «العثور على الحلقة المفقودة للتواصل بين الشرطة والشعب» و«تعزيز وتحسين علاقات الشرطة مع الشعب من خلال مشاركة الشعب في أنشطة الشرطة» جزءاً من أهداف إنشاء هذه الوحدة. وأشار محمد تقي عصار إلى استخدام 15 ألف شرطي فخري، و أعلن عن زيادة هذه القوات بنسبة 10 اضعاف خلال الفترة المقبلة.
وفي سياق آخر، كشف حسن تأميني، نائب رئيس لجنة الصحة ومندوب مدينة رشت في مجلس النواب الإيراني، عن زيادة استهلاك المشروبات الكحولية في أنحاء كثيرة في البلد، وقال، «يتم سنوياً استهلاك أكثر من 200 مليون لتر من الخمر المنتج في الداخل والمشروبات الكحولية المهربة إلى إيران».
وصرح حسن تأميني للموقع الرسمي للبرلمان الإيراني أن مجلس النواب يخطط لدعم المنتجين المحليين لإضافة مواد مُرّة كديناتونيوم بنزوات على الكحول التي يتم انتاجها في الداخل، حتى يتم منع المستهلكين من استخدام الكحول الطبية لغرض الشرب والسكر.
وأعرب نائب رئيس لجنة الصحة في مجلس النواب الإيراني عن خيبة أمله إزاء ازدياد استهلاك الكحول في إيران، وأضاف، «استخدام الكحول الطبي لغرض الشرب أثارت قلقاً كبيراً لدينا ولدى منتجي الكحول، ونظراً لمطالبة هؤلاء المنتجين من لجنة الصحة، فقد بدأت لجنة الرقابة في مجلس النواب دراسة الجوانب المختلفة للموضوع والبحث عن الحلول العملية».
أشار مندوب مدينة رشت في البرلمان الإيراني إلى عقد اجتماعات عدة مع بعض منتجي الكحول لبحث سبل منع استخدام الكحول الطبية لغرض الشرب، وقال، «إحدى طرق منع شرب الحكول الطبية هي إضافة مواد مُرّة، بحيث يكون من المستحيل تناول هذا النوع من الكحول، لكن المشكلة الأساسية هي التكلفة المالية لهذا المواد المُرّة».
وانتقد نائب رئيس لجنة الصحة في مجلس النواب الإيراني عدم قدرة الشرطة على منع إنتاج المشروبات الكحولية والخمر، وأعلن عن استعداد مجلس النواب لتمرير القوانين اللازمة لمنع ازدياد استهلاك المشروبات الكحولية.
ويعتبر الكحول الأبيض الطبي إحدى المبيعات الأكثر مبيعاً وربحاً في صيدليات إيران، وتسعى وزارة الصحة والتعليم الطبي الإيرانية من خلال إضافة مواد أخرى لهذا النوع من الكحول إلى منع استخدامها لأغراض أخرى. أمس
وعارض بيروز بروين، الرئيس السابق لمجلس إدارة جمعية منتجي الكحول الإيرانية، إضافة ديناتونيوم بنزوات على الكحول الطبية بسبب مخالفة هذا العمل للقوانين والمعايير الطبية الإلزامية.