حوار.. أم نشاراتُ أفكار!؟
حوار.. أم نشاراتُ أفكار!؟
عبد الله عيسى السلامة
الحوار، بين ثلاثين شخصاً ، ينتج نشارة كلام : فكل فكرة ، تعارضها فكرة ، ثمّ تعارض الفكرة المعارضة ، فكرة أخرى ، أونصف فكرة ، أو ربع فكرة ! وكل رأي ، له ردّ ، وردّ على الردّ ، وردّ على ردّ الردّ .. ثمّ لا يكون ، في ساحة الحوار، سوى نشارات الكلام ، تتناثر، كما تتناثر نشارة الخشب ، في محلّ النجارة !
والحوار، بين عشرة ، قد ينتج ، عنه ، قطع خشبية : كثيرة ، هلامية ، أو متشظية ! لكن ، لا تصلح ، أيّ منها ، لصناعة كرسي ، أو طاولة ! ولو جُمعت ، بالطريقة التي تناثرت ، بها ، وألصق بعضُها ، إلى بعض ، لصارت شيئاً ما ، قد يكون ملائماً ، لفكر مَن يجمعها ، وحدَه ، في حدود طبيعتها البائسة ! بيدَ أنها ، لا تلبّي ، له ، رغبة ، في صناعة شيء ، ذي أهمّية !
الثلاثون ، والعشرون ، والعشرة : يناسبهم الدرس ، أو المحاضرة !
أمّا الحوار ، المنتج الفعّال ، المراد بناء موقف عملي ، عليه - لاسيّما إذا كان هاماً ، او خطيراً - فينبغي ألاّ يجاوز، فيه ، المتحاورون ، أصابع اليد الواحدة ! وكلما قلوا ، عن ذلك ، كان هذا أفضل ، وأكثر جدوى !