السَلطات الثلاث: الائتلاف السوري، وداعش، والتحالف الدولي

عبد الله عيسى السلامة

السَلطات الثلاث:

الائتلاف السوري، وداعش، والتحالف الدولي

 أيّها أكثر انسجاماً : داخلياً وخارجياً !؟

عبد الله عيسى السلامة

[email protected]

 كل واحدة ، من هذه التجمّعات البشرية الثلاث : الائتلاف الوطني السوري ، وداعش ، والتحالف الدولي لمحاربة داعش .. كل واحدة منها ، تشكّل سَلطة ، من نوع خاصّ ، مميّز، من حيث : الطعم ، واللون ، والرائحة ، والشكل ، والأسلوب ، وتنوّع العناصر، وطريقة المزج بين العناصر :

· الائتلاف السوري : جُمع ، بطريقة كاريكاتورية ، من عناصر: مختلفة المشارب ، والأهواء ، والكفاءات ، والانتماءات .. ليمثّل سَلطة المعارضة السياسية السورية ! فتشكّلت ، منه ، السلطة الحالية ، وهي سلطة خضار، من النوع الذي ، لا يتمنّى جائع ، أن يقدّم ، له ، على مائدة ! إلاّ إذا لم يكن ثمّة ، غيرُها ، وكان مشرفاً ، على الهلاك ، جوعاً !

 ولو سئِل أيّ عنصر، من عناصر هذه السلطة ، عمّن وضعه ، في هذا الطبق.. وعمّا يريد ، هو ، من الدخول ، في هذه السلطة.. لألقى محاضرة رائعة ، في الوطنية ، وخدمة الثورة والثوار، ومصلحة الشعب ، والأمّة ، والأجيال : الحالية ، واللاحقة ! وقد لاتفهم شيئاً ، من كلامه ، فيسرّه هذا ؛ لأنه يُثبت ، لنفسه ، أنه فوق المستوى ، الذي يَفهم الناس العاديون ، كلامه !

· داعش : سَلطة خضار، هي الأخرى ! إنما تنوّع العناصر، فيها ، أقلّ ممّا هو في الائتلاف ! فهنا ، في داعش ، عاملان أساسيان ، يجمعان العناصر، بعضَها إلى بعض : هوَس الخلافة ، والحماسة للقتال ! مع اخنلاف كل شيء ، سواهما ، من : بلدان مختلفة ، وأعراق مختلفة ، وثقافات مختلفة ، ومستويات - في الفهم- مختلفة !

(ولن نتحدّث ، هنا، عن الجهل المركّب ، ثلاثي الأبعاد ، في : الدين ، والسياسة ، وواقع الشعوب الإسلامية - بما فيه طبائع هذه الشعوب ، والتناقضات التي تؤثر في سلوكها - ؛ فهذا عنصر، نراه عرضياً ، في هذه السَلطة ، في هذه المرحلة ) !

· التحالف الدولي لمحاربة داعش : سَلطة من نوع ثالث ، وهي مختلفة ، إلى حدّ كبير، عمّا هوعند السَلطتين السالفتين ! إنه ، هنا ، سَلطة ذات نكهة عالمية .. فيها : عطر الحضارة ، وطعم التمدّن ، ونزعة الإحساس بالتفوّق ، والثقة بالتميّز! وقد جَمعت نكهات القارّات الأرضية الخمس ، ونكهات القارات الآخرى ، في الكواكب التي وصلتها المركبات الفضائية ، من قمر ومرّيخ ، وسواهما !

والهدف الظاهر، الذي يجمع عناصر هذه السلطة ، ذات الطعم اللذيذ.. هو محاربة السَلطة الداعشية - ذات الطعم المؤذي ، الذي اجتمعت ، فيه : المرارة ، والحموضة ، والملوحة ، وحدّة الفلفل الحارّ- ! هذا هو الهدف العام ، من الطبق المختلط ، للسَلطة العالمية ! أمّا الأهداف المبهمة ، لدى كل عنصر، في الطبق ، فهي في ضمائر أصحابها ! ولن نتحدّث ، هنا ، عن الأطماع الخاصّة ، لكل عنصر مشارك ، وعن رأي كل عنصر، في : نفسه ، وأهمّيته ، ووظيفته في السلطة ، وعمّا يمثل فيها : هل يمثل دور الخيار، أم دور البندورة ، أم دور البصل ، أم دور البقدونس !؟ ولن نسأل عن المخاوف الخاصّة ، لدى كل عنصر، كان يتمنّى ، أن لواستطاع ، أن يتجنّب المشاركة.. وعن وعن !

 فأيّ السَلطات ، أكثر انسجاماً !؟ وأيّها أقلّ سوءاً ، على المستوى الإنساني ، بكل مافيه ، من : قيّم ، وأخلاق ، وسلوكات ، وأهداف !؟