هل القضاء على المتطرفين بحاجة إلى كل هذا التحالف
هل القضاء على المتطرفين
بحاجة إلى كل هذا التحالف
أو هي محاولة ضفدع "نوبل" للانتفاخ ؟!
زهير سالم*
" التحالف الأمريكي "طريقة في الخداع ، تقوم على التهويل للتجييش ، وتهدف إلى ( التحويل ) ، تحويل العقول والقلوب والجوارح عن دائرة الخطر الحقيقي ، وعن الاهتمام الجاد بها . وبدلا من أن تشكل الحرب عبئا على الاقتصاد الأمريكي تحولت بذكاء أوباما البارد إلى مصدر من مصادر تشغيل ماكينة السلاح . بل هي محاولة أيضا من ضفدع " نوبل "الذي أضاع هيبة الدولة الأعظم ودورها إلى الانتفاخ لعله يستعيد بعض ما فقد وأفقد ...
تتحدث الأرقام حتى الآن عن أكثر من خمسة آلاف طلعة جوية ألقت فيها الطائرات التابعة لدول التحالف حمولتها من أطنان الذخيرة فقتلت ودمرت وأضاعت وضاعت ... غني عن البيان أن الحلفاء الأغنياء ملتزمون بتحمل نفقات ما يقذفون ومتعهدون بدفع ثمن ما يقذفه شركاؤهم من المتطوعين الفقراء ، وأن الولايات المتحدة تخوض حربها هي بأموال وإمكانيات غيرها ...
وهذا المقال ليس لمناقشة أخلاقية التحالف ، ولادوافعه ولا تداعياته ولا جدواه ،وإنما هو مخصص فقط للحديث عن ضرورته ، وجدية الحاجة إليه ، حسب معطيات التفكير المستقيم في الحال والاستقبال ..
هل فعلا كانت المهمة ( تدمير المتطرفين أو إضعافهم ) بحاجة إلى هذا التحالف لتطهير المنطقة ممن يطلقون عليهم نبذا لقب ( داعش ) ، و يطلقون على أنفسهم غرورا مدعى ( تنظيم الدولة الإسلامية ) .
دون أن يعني المثل أي نوع من أنواع الإساءة إلى طرف من أطراف المعادلة ، حتى أولئك الذين لا نقبل بهم ولا نتفق معهم وما زلنا ننتقد عقائدهم و أفكارهم وسلوكياتهم ، نتمثل بأبيات المتنبي يسخر فيها من مجموعة من أولئك الذين اجتمعوا على ( جرذ ) ، فسألهم من ضرب ومن سلب ، ومن هاجم من أمام ومن أمسك خلفٍ ، فإن فيه عضةً من الذنب .
تقول العامة في مدينتنا التي دمرها بشار الأسد وحلفاؤها والمتواطئون معه من الصامتين على جرائمه : ( ستٌ وجاريتين لقلي بيضتين ..) والعفو من النحويين.
وعهدنا بهذا الجبل الذي وسموه ( بداعش ) ، و الذي نفخوا فيه من وهم ؛ تساجله الحرب كتائب قليلة العدد محدودة الإمكانات من الجيش الحر . وكم من مرة تم دحر هذه (الدولة ..) فلم يكن دحرها أصعب على جيشنا الحر من دحر تلك ( الدولة ..) المحسوبة على بشار الأسد ، وفي أكثر من معركة تمت هزيمتها و إخراجها ، من حلب وريفها وإدلب وفضائها ، ومحاصرتها في مدينة الرقة بقليل من الوقت والجهد نسبيا وبقليل من التضحيات والإمكانات . وكان بالإمكان لو كان الهدف حقا هو التصدي لهذه الجماعات وإسقاطها أن يتم ذلك بتقديم القليل من الدعم هنا وهناك ..
إن الفرق بين الثوار السوريين الصادقين على هذا التنظيم وحرب الائتلاف المجيش للقتل ( بالدعاية والإعلان ) هو الفرق بين حرب الجاد المستعد للتضحية والذي يريد أن ينتصر ، وبين المستعرض الذي يريد أن يتباهى ويظهر القدرات والمهارات ويستعيد هيبة فقدها بفعل حالة انخناس ذليل .
ككل حروب المجرمين حول العالم ومنذ بداية التاريخ لم يرفع أي طاغية لحربه عنوانها الحقيقي . دائما كان وراء الراية ما وراءها . وحين يرفع التحالف الأمريكي راية الحرب على الإرهاب ، ويصطف في خندق واحد مع الإرهابي الأول في العالم يبقى السؤال ..
ما الهدف الذي عليه يعملون ؟ وهل حقا أن الحفلة تستحق كل هذا الضجيج والعجيج ؟!
* مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية