حبيبتي لماذا أحبها

حبيبتي لماذا أحبها ؟!!

علاء الدين عبد الرزاق جنكو

[email protected]

إن وقوع الشاب في حب الفتاة أمر قد يحصل كما مر سابقا سواء كان مبدأها النظرة الأولى العفوية المسموح بها شرعا لأنها للناظر والثانية عليه ، أو ربما وقع في حبها لما وصل إليه من أخبارها وصفاتها سواء من أمه أو أخواته أو عماته أو خالاته.

 مر معنا أن النظرة المغلفة بالميل والشعور العاطفي لا تجوز شرعا حفاظا على كرامة المحبوبة من جهة ، وحفاظا على السلوك العام للمجتمع من جهة أخرى ؛ لأن النظرة الشهوانية هي بداية كل شر في الغالب !!!!

وأقول الغالب ، إذ ربما تجد من بين البشر من يحمل بعض الصفات الملائكية ويتمالك نفسه أمام المغريات التي يؤججها الشيطان في قلبه !!

*  *  *

ومتابعة لرغبة الشاب في رؤية المحبوبة وهو يتساءل أحبها فلماذا نظرتي لها حرام !!!

في المقالة السابقة تناولنا النقطة الأولى وهي الحكمة من وراء موقف الشريعة من تحريم النظرة الشهوانية العاطفية ، وهنا نقف عند المسألة الثانية وهي :

الهدف من وراء حب هذا العاشق الولهان ؟!!!

العلاقة العاطفية بين الرجل والمرأة أمر جُبِلَ عليه الإنسان منذ أن خلقه الله تعالى ، واقترانهما بعلاقة جنسية مهذبة منضبطة قائمة على أساس من العفة والطهارة أمر مطلوب شرعا من خلال الدعوة إلى الزواج وتيسير كل ما يتعلق به من مهر ، ومصاريف زفاف وغيرها .

ليس هذا فحسب بل وصف الله تعالى نفسه أنه هو الذي خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة ..

أعود للحبيب العاشق وأسأله لماذا وقعت في غرام من أحببتها ؟!!

ماذا تريد منها ؟

 ثم ماذا بعد ؟

وبالتأكيد لا يخلو الجواب من أحد احتمالين :

الأول : أنه يرغب من وراء هذا الحب المكنون في قلبه الاقتران بهذه الفتاة بزواج شرعي طاهر نقي ، ويسعى له بكل ما أوتي من جهد لإعلان هذا الطلب عند أصحاب القرار من أهله سواء كانوا أبواه أو إخوته ، حتى يقوم الجميع بالمسارعة في إنجاح هذا الحب وإيصاله إلى الهدف السامي الذي يكتمل بالزواج ليصل بعدها الحب بين الحبيبين إلى قمته مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم ( لم أر للمتحابين مثل الزواج )

وفي هذه الحالة :

كلما قَلَّتْ النظرة التي  يحلم الحبيب أخذها من حبيبته لكان الشوق إليها أكثر ، وبالتالي التوقان إلى لقاءها في ظل الحياة الزوجية أكثر وأكثر ...

وبعدها ليتمتع كل منهما بالنظرات العاطفية مهما بلغت درجات اللذة فيها ...

أما الاحتمال الثاني للجواب فهو :

أنه يرغب التمتع بالنظرة إليها بعلاقة عادية مجردة من الاقتران أو من نيتها ، هدفها إشباع الرغبة في الملازمة مع أنثى مدة من الزمن ثم ينصرف كل في حال سبيله !! مخلفين وراءهم ذكريات من النظرات العاطفية !!

وفي هذه الحالة :

تكون الفتاة قدمت لحبيبها المؤقت جرعة من اللذة تكون حبلا تربطه به لمدة معينة ريثما يبلى هذا الحبل ، ويستطيع الشاب الحبيب قطعه بأدنى بلل من ( تفاله ) !!!

حينها يستغل العاشق اللاعب سلطة الذكورة للبحث عن ضحية أخرى يكون في النظرة إليها التلذذ أكثر !!

أما المحبوبة التي تنازلت عن النظرة إليها ستعود إلى الحياة مرة أخرى ، وفي أحسن الأحوال إلى بيت زوجيٍّ قد تكون ذكريات النظرات الفائتة ويلات تنخر في شفافية العلاقة مع زوجها سواء حل مكان الحبيب الأول ، أو لم يكن وجوده معها سوى زوج في بيت خال من الحب والعاطفة !!

من هذه النقطة والتي قبلها في المقالة السابقة ، يتأكد للمتأمل أن الحبيب الصادق في حبه هو الذي يكون عونا لحبيبته في الحفاظ على قيمة النظرة إليها ، ولا يسعى أبدا لنيل ما تملي عليه شهواته لمجرد دغدغة بسيطة يحركها الشيطان في قلبه الذي  يلتهب بنار الحب !!