المرجع اليعقوبي: المشاكل في العراق لا يقتصر حلها في التدخل العسكري فقط
المرجع اليعقوبي:
المشاكل في العراق لا يقتصر حلها في التدخل العسكري فقط
وهي بحاجة إلى حلول سياسية واخلاقية
صبري الناصري
اكد المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي ان المشاكل التي يمر بها العراق بحاجة الى حلول متعددة ولا تقتصر على الحل العسكري فقط وينبغي معرفة اصل هذه الازمة ومعالجته علاجا جذريا بدلا من القفز على هذه المشاكل والهروب منها الى الامام دون القضاء عليها بشكل نهائي .
وقال المرجع اليعقوبي في كلمة القاها بوفد من طلبة مدرسة اشبال المنتظر في مكتبه بالنجف الاشرف ان المشكلة في العراق اساسها صراعات سياسية تتحول الى الارض لتجيش العواطف والانفعالات بين ابناء الوطن الواحد، مبينا" ان الحلول لهذه المشاكل لا تقتصر على الجانب العسكري فقط بل هي بحاجة الى حلول سياسية واخلاقية اخرى .
واضاف" اذا بقي التعامل مع الاحداث بهذه الصورة بمزيد من التعبئة باتجاه واحد فإن ذلك سيؤدي للكثير من الخسائر خصوصا مع وجود قيادات فاسدة في المؤسسة العسكرية، مشيرا" الى ان ابناء الجيش العراقي ليس لهم ذنب وجاءوا للتضحية وتأدية الواجب الا انهم وقعوا تحت امرة قيادات خانة ومتآمرة وهذا هو الاحتلال الحقيقي حيث تدمر القيم والمبادئ .
ودعا اليعقوبي الى التفكير بوعي وعمق للمخططات التي تستهدف العراق لا ان نبقى متمسكين في القشور عند مناقشتنا للاحداث الجارية ونفكر في طريقة دخول القوات الامريكية برا ام لا ؟ وهل سيمثل ذلك احتلالا لنا ام لا ؟ وهل علينا مقاومته، داعيا" الى التعمق في دراسة مخططات العدو ومعرفة المشاريع الخطيرة التي تستهدفنا، لافتا" الى انه تكلم عن المشاريع الشيطانية قبل هجوم داعش بفترة والخطابات موجودة بعنوان المشاريع الشيطانية المعدة للمنطقة وقد ذكرنا فيها ماذا يراد لهذه المنطقة ولكن لم يسمع لنا احد مع الاسف .
واوضح اليعقوبي" لقد حذرنا بعد وقوع الاحتلال على العراق بعد عام 2003 من ان خطورة الاحتلال لا تكمن في الجانب العسكري لان ذلك لن يدوم وسينسحبون كما انسحبوا من دول اخرى دخلوها في السابق وانما الخطورة تكمن في المشاريع التي جاء الاحتلال ليرسخها في مجتمعنا وقد استخدم الجانب العسكري كوسيلة لذلك ولكن لم يحصل الالتفات الى هذه النصائح .
وبين"ان المعنيين بالأمر لم يؤسسوا لمشاريع مقابلة للمشاريع الشيطانية وبالتالي فاننا نلاحظ نتائج هذا الاهمال حتى اليوم حيث تزداد الاوضاع سوءا فلم نستثمر الفرصة لتصحيح المعاناة التي كنا نعيشها في النظام السابق فالمظالم كانت كثيرة ولم تعالج بما يناسبها وقد استمر التدمير للمؤسسات والتجهيل للناس وللشعب مع وجود التردي في مستوى الاخلاق والقيم والمبادئ واستمرت انهار الدم تسيل على ارض العراق بصورة اكثر مما كانت عليه .
وتابع" لقد جاءوا بنمط جديد لتجويع الشعب العراقي وهو الفساد المالي وهدر اموال الشعب وسرقته وهو مشروع مكمل لما قبل الاحتلال بل اكثر قسوة وسوء وبذلك فهم لم يحلوا مشكلة الجوع التي يعاني منها الشعب العراقي قبل مجيئهم لاحتلاله وهذا يدل على انهم جاءوا لتكريس هذه المشاكل وتعميقها ولكننا لم نلتفت حتى الان الا الهجمة الارهابية بكل جوانبها ونظرنا الى جانبها العسكري فقط.