رسالة إلى الدعاة

بخصوص علاج الأطفال والشباب والفتيات

من مشاهدة أفلام الجنس

أميمة عبد الفتاح حسين (أم حبيبة)

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محمد "صلى الله عليه وسلم" ثم أما بعد:- نحمد الله تعالى أن جعل من بيننا من يرى المنكر وينكره، وبهذه الصورة يمكننا القول أنه ما زال في المسلمين خير، ولا يزال الخير في أمة محمد ما بقيت الدنيا إلى أن تقوم الساعة.

وقبل أن أتحدث عن هذه النقطة الخطيرة: أحب في البداية أن أشكر كل مسلم ومسلمة على الحرص في بذل الخير للناس ودفع الشر عنهم، وهذا هو دور كل مسلم، فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ، والمسلم أينما كان داعية خير ورشاد، وأنت أيها المسلم الداعية من معلم الناس الخير فلك بشرى دعاء الحيتان والنمل والناس والملائكة بالخير وتقبل الله منا ومنك.

قال رسول الله:- "الدين النصيحة، ثلاثا، فقلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين، وعامتهم"

ويقول الله تعالى:- {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}.( سورة : آل عمران / آية رقم 104 ) .

ويقول سبحانه وتعالى عن صفة المؤمنين الصادقين المحتسبين:-

 {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}.(سورة التوبة/ آية رقم 71)

ويقول القرطبي في تفسيره الجامع: - "لقد جعل الله الصفة الفارقة في هذه السورة – سورة التوبة - بين النفاق والإيمان : الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر....) فاحمد الله تعالى -أيها الداعية- على أن نزع عنك صفة النفاق والمنافقين – جملنا الله وإياك بالإيمان، وصرف عنا سيئ الأخلاق - .

ونسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يهدى قلب كل مسلم ومسلمة وأن يشرح صدره، ويصرف عنه وعنا وعنك شر الشيطان ونزغاته.

أخي المسلم الكريم:

وللحديث في هذه النقطة، دعونا نحلل الموضوع إلى خمسة محاور:

1.    حالة الشباب والأطفال في البحث عن الجنس والأفلام الجنسية والمواقع الجنسية.. ولماذا؟

2.    إنها بلية.. ما أخطرها وما أشرسها؟

3.    أسئلة  تربوية للطفل لا بد منها!!

4.    علاج هذا المرض.

5.    نصائح لي ولك وله .

أولا: حالة من يبحث عن الأفلام الجنسية.. ولماذا ؟!

   فاعلم أخي الداعية –أنت وغيرك- أن الشباب والأطفال الذين يبحثون عن المواقع والأفلام الجنسية –وقد صارت مشكلة عامة- ليشاهدها يبدأ بالبحث عن مثل ذلك: متعللا بقوله لأخفف وطأة الشهوة، وهو يبدأ بها لإشباع رغبته الجنسية التي تكون في حالتها الطبيعية (غير مستثارة) ثم ينتقل بين صورة وأخرى، ومشهد وآخر (مشاهد مشينة- وأشياء أخرى غير لائقة بالمرة) .

وكلما شاهد مناظر مثيرة اشتدت رغبته أكثر وأثير أكثر وأشد، وهكذا تمضي ساعات عمره ووقته، ويكتب في ميزانه والله حسيبه.  ويصل الباحث عن المواقع المحرمة الجنسية من خلال ((زملاء سوء – أو من خلال كتابة كلمة sex  حسب ثقافته وتساؤلاته على مواقع البحث وهو نصيبه السيئ- أو من خلال الدعاية والإعلان على المواقع الأخرى أو الشات- أو من خلال الفتح بصورة خاطئة)) حفظنا الله وإياكم. وبالنسبة لمثل هذا الطفل أو الشاب قد يكون لم يجد من أهله أو من يربيه من يشرح له عدة أسئلة محرجة فاستحيا أو عنفه أحد فتوجه باحثا بين رفقاء السوء عمن يجيبه فكان ما كان

ولمـاذا ؟ بلغنا من أسباب البحث عن ذلك

1.    أهم سبب هو ضعف الوازع الديني. القرآن مثلا يا أخي لا بد أن يكون له أثر في التربية فلماذا لا تخرج للأبناء مواقف عملية ووصايا تربوية يستفيدونها من حفظهم للقرآن الكريم.

2.    حب الاستطلاع.

3.    شغل فراغ.

4.    الحرمان الجنسي سواء كان غير متزوج، أو متزوج غير متزوج.. أقصد حياته الجنسية غير مستقرة لسبب ما. كمراهقة أو نمو هرمونات جديدة تريد من المربية الاهتمام وترويض العواطف .

ثانيا: إنها بلية .. ما أخطرها وما أشرسها ؟

واعلم أخي المسلم يامعلم الناس الخير: أن هذه البلية من أعظم البلايا وأخطرها وأشرسها، وقد تصل بصاحبها –كما قرأنا وعلمنا- إلى سوء الخاتمة. أعاذنا الله جميعا منها.

وقد تحول صاحبها إلى الجنون أو إلى المرض البدني باستمرار، فالحذر الحذر، وقد حكى ابن القيم –رحمه الله- قصصا للعشاق –عشاق المناظر- كما يمكن  أن يتعلل هذا الولد فحكى ابن القيم قصة لعاشق كان يحب غلاما اسمه (أسلم) وكان يحبه لدرجة أنه مات وهو يموت وهو يبلغ عن عشقه له وأن عشقه إياه أحب إليه من رحمة الله .. أعوذ بالله.. ومات على هذه الحالة.

وأول هذا الطريق هو البصر: الذي هو الباب الأكبر إلى القلب، فإن أُسِر النظر بالحرام، ورؤية الحرام كانت النتيجة أسر القلب والشوق للهيب الحرام.

وأعلم هذا الطفل: أن جميع علمائنا قد أجمعوا على حرمة النظر إلى النساء لأنه مخالفة للفطر السليمة، وحرموا النظر للمواقع الجنسية.. وكذا مشاهدة الأفلام، وأخبره: هل الله عنده أحب أم ماذا؟.

ثالثا: أسئلة له لا بد منها !!

     سل أخي الداعية من وقع في تلك المصيبة من متابعة مواقع الفتن وسل الشباب: إما بالأسلوب المباشر أو بدرس عملي بالتعريض، هذه الأسئلة وأنت تدعوه وتنهاه عن هذا المنكر:

1.    هل يتمنى أن يموت مثل هذه الموتة.. ويخسر الدنيا والآخرة؟

2.    أين إيمانه بربه؟ وأين خوفه من جلال مراقبته ونظره هو إليه؟ أنسي أن نظر الله إليه أسبق من نظره هو إلى الحرام؟!

3.    أين رغبته كمسلم في مرافقة نبيه ومصافحته له.. وكيف سيصافحه وينظر إليه وآثار النظر الحرام في عينيه؟!

4.    هل يود أن يحجب عن نظر إلى وجه الله يوم القيامة من نتيجة نظره المحرم؟. وصدق الله حيث يقول: (إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون) أى محجوبون عن النظر لوجهه سبحانه.

5.    سلهم: ماذا تقول لربك إذا وقفت بين يديه وسألك: لماذا يا عبدي؟ وكيف سيكون حالك؟ وبماذا ستجيب؟!!

رابعا:  علاج هذا المرض .

وبفضل من الله ومنته قد أكرمني ربي جل وعلا وجمعت لك أكثر من 10 وسيلة علاجية لتلميذك.. إنها رسالة من محب ومشفق:

العلاج : -  

1.    أنت لك أن تبحث عن الأسباب التي تدفعه إلى ذلك، فإذا عرف السبب سهُلَ العلاج. وقد حددت أن أصدقاء السوء هم السبب فلا بد من تغيير رفقته بما يحيطه في جوانب أيامه وحياته بالصحبة الصالحة.

2.    الصوم، والمكافأة عليه: وسيلة علاجية مهمة للغاية: فإنها تميت الشهوة، ويعمر القلب من خلالها بمحبة الله، ويشعر العبد بمراقبة مولاه.

3.    ربي فيه المجاهدة للنفس ضد الشهوات، وكذا النظر ومشاهدة مواقع الجنس، وليشغل نفسه بالتفكير في أمر يرضاه الله، وليعلم أنه محاسب حتى على التفكير الذي في رأسه وكذا سكنات قلبه.

4.    ذكر الله على كل حال : -  { أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ } .

(سورة : الرعد / آية رقم 28 ) .

يحرص على أذكار الأحوال: عند دخول بيته والنوم والمسجد...

5.     قراءة القرآن وتثبيت ورد ثابت لذلك (مراجعة – قراءة – حفظ) وصدق الله حيث يقول : -   

{ أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }

( سورة : الأنعام / آية رقم 122 ) .

6.    طلب العلـم، ويثبت دروس علم يسمعها وتختبره هو وغيره بالطبع فيها: -  يثبت لنفسه منهجـا علميا يتلقـاه من : -  

( شريط أو درس أو ندوة أو محاضرات أو الالتحاق بمعهد للدعاة أو خطب..).

7.    هجر الصحبة الفاسدة، والبحث في المقابل عن صحبة صالحة ممن يذكرونه بالله ويذكرون الله ربهم.

8.     القراءة في نهايات أصحاب النظر الحرام، وختامات الناظرين للحرام، فهي أخطر وسيلة علاجية، وأعظم عظة بليغة للنفس، والسعيد من وعظ بغيره، والشقي من اتعظ به غيره.

9.    الابتعاد عن مشاهدة المواقع الجنسية وسبلها، بتوفير برنامج يحذف كل هذه المواقع، أو حذف عناوينها من ذاكرة الجهاز أو favorite حتى تقطع دابرها وتغلق بابها.

10.  البحث عن مواقع نافعة يتواصل معها ويقرأ فيها، ولو كان بأجر وتدفعه لذلك وتتابعه بنفسه ولك الثواب.

11.  حدد وقتا لاطلاعك على الانترنت حتى لا يضيع وقتك سدى وهباء، وكما تعلم فكل دقيقة في عمرك أنت محاسب عليها.، وكذا لا بد من تحديد هدف لدخولك وتصفحك لأى موقع معين أو دخولك على الإنترنت.

12.                      وهذه الوسيلة لو كان في سن الزواج لأنك لم تحدد في رسالتك كم سن هذا الطالب، فقد يكون مؤهلا للزواج، فالبحث عن زوجة صالحة يعف بها نفسه وتعينه على نسيان شهوة محرمة، وتقطع دابر الشيطان عنه.

13.                       أقترح عليك أن تأتي بأستاذ متخصص في الاستشارات النفسية مثلا يعطي الأولاد جميعا محاضرة في الأدب والآداب، ويمكن أن تجلس كل ولد بمفرده معه وتعلم الأستاذ المتخصص بالولد المقصود وهو سيمكنه أن يعرف الأسباب ويضع له العلاج. ويستطيع من خلال ذلك أن يصاحبه.

خامسا: نصائح لي ولك وله .

وختاما: نداء وصرخة ونصيحة، إلى كل إنسان وكل مسلم.

يا أخي : أين عقلك .. أين رشدك؟

ما أغفل النفس... وما أجهل العقل؟

أتشتري عذاب الآخرة الدائم بلذة فانية زائلة؟!!

إني أخاف عليك من الخاتمة السيئة ومن الطبع على قلبك، فلن تعرف معروفا ولن تستطيع إنكار منكر.

فاتق الله وبادر بالتوبة وشمر ساعديك إلى ربك واصرخ بقلبك: (وعجلت إليك رب لترضى).

وأنصحك يا أخي: بتقوى الله وبذل الخير للغير، ولا تتكاسل عن النصيحة لأي أحد.

وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد "صلى الله عليه وسلم" وعلى آله وصحبه ومن والاه . والحمد لله رب العالمين.