عذاب القبر بين مؤيدين و منكرين

عزة الدمرداش

[email protected]

عندما قرأت على غلاف كتابين لنفس المؤلف عنوان ينكر عذاب القبر وعلى إحدى الغلافين (عذاب القبر إفك وضلال مبين )والآخر بعنوان (عذاب القبر افتراء على الله ورسوله) وقلت في نفسي أكيد أن المؤلف حصل على دليل عقلي ودليل نقلي ينفي عذاب القبر وخصوصا أنني أخاف من عذاب القبر للأسباب الآتية عذاب القبر بمجرد نزولي القبر وعودة الروح حتى اسأل عن ديني ونبي والهي وطبعا ساكون وحدي بعد أن أفارق الأهل والأحباب وطبعا هذا شيء صعب وهذا ما يجعلني اتقي الله عز وجل ودائما استعيذ بالله من عذاب القبر حتى أري موقعي من الجنة وأتمنى قيام الساعة أما عذاب الآخرة هناك أشياء يمكن أن تعتقنا من النار ونزحزح عنها وندخل الجنة إن شاء الله برحمته ومغفرته ومنها الصلاة على النبي التي ترفع الدرجات وتمحو السيئات وتحق لنا الشفاعة ومنها فعل ما أمر الله به من عبادات قدر المستطاع ومنها البعد عن النواهي والكبائر ومنها حبي لله ورسوله وهذا يكفيني والاستغفار والدعاء والصدقات وعمل الخيرات والصبر على البلاء والحمد على النعماء ومفاتيح كثيرة إذا تمسكنا بها وبالقرآن الكريم يمكن أن نفوز بالجنة ونعيمها إن شاء الله لذلك كان خوفي من عذاب القبر وهو ما يدفعني للاستقامة أكثر، وعندما بدأت أقرأ في الأول وجدته عبارة عن تجميع لآيات من القرآن الكريم حصل عليها المؤلف من خلال (قرص كمبيوتر ..دسك) للقران الكريم أستدعى بعض الكلمات مثل (لبثتم) فيظهر له على الشاشة كل آية من القرآن ذكرت هذه الكلمة وأسم السورة وكذلك (إنك لا تسمع الموتى) واتخذها دليل ولكن المعني الحقيقي أن الله تعالي يشبه الكفار الذين تصم آذانهم عن الحق بأنهم موتى. ثم البرزخ ثم موتى القبور والجزاء والحساب وغيرها كل هذه الكلمات استخرج آياتها من الكمبيوتر ولم أجد ما ينفي عذاب القبر بنص صريح بل يثبت أن الحساب يوم القيامة وهل أحد أنكر حساب يوم القيامة ؟ فالإسلام إيمان بالله واليوم الآخر وملائكته وكتبه ورسله و الكاتب يعتقد أن عذاب القبر يستمر من موت الإنسان إلى يوم القيامة وهذا ليس منطقي فالسؤال فقط عندما ينزل القبر وبعدها يرى موقعه في الآخرة ثم تناولت الكتاب الثاني الذي لا يختلف عن الأول وما قام المؤلف فيه من جمع آيات من الكمبيوتر وإذا جمعت ما كتبه الكاتب من منطقه الذي يريد أن يوصله لنا من خلال الكتابين لا يتعدى نصف صفحة انتهيت إلى أن ما بين يدي ما هو إلا اشتغال بالباطل وفراغ في الأيام التي تمر وتموء فيها الأمة بمواجهة دعوات لهدم الإسلام والصد عن سبيل الله ومحاولة الأعداء تفريغ القرآن من آيات الجهاد في مناهج التعليم فقد سمعت أن الشيطان الأكبر أمريكا طلبت حذف معاني آيات الجهاد والآيات التي تحذرنا من مكر اليهود وخيانتهم من ترجمة المصاحف للغات الأجنبية، فالأولى بنا وبالكاتب ومن كل مسلم سفير عن دينه وكرمه الله بموقع يستطيع من خلاله الدفاع عن دينه ومقدسا ته أما القرآن الكريم فإن الله سبحان وتعالى تكفل بحفظه في قوله العزيز (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) فهيهات هيهات وأيضا رد العدوان ومواجهة اليهود ولا وقت لأن يخرج علينا كاتب لتشكيك المسلمين في عقائدهم بزعم الغيرة على العقيدة والقرآن مع أن الإيمان بعذاب القبر لا يختلف عن الإيمان بعذاب يوم القيامة والحساب يوم القيامة والمسائل التي أثيرت للتشكيك فيه يمكن  أن تنعكس بالسلب على الإيمان بالبعث والتشكيك باليوم الآخر والتشكيك في هذا الموضوع لا قيمة له و لا داعي له ولا يجزي عن الناس شيئا وللعلم ليس صاحب هذا الموضوع أول من أنكر وأثار الشبهات حوله فهي شبهات قديمة عف عليها الزمن و لا قيمة لها وجهد ما يقال عن عذاب القبر أنه مبالغة في تحذير الناس من المعاصي و الوقوع في الكبائر والفواحش وحض على عمل الخير واكتساب رحمة الله عز و جل فهي عقيدة لا تضر و لا يضر الإيمان بها وقد تنفع ولكن إنكارها في مثل هذا الوقت كأنه مشاركة للذين يريدون أن يبدلوا دين الله وأن ينزعوا المسلمين من عقائدهم وأماكنهم في الجهاد والدفاع عن الدين ومقدسات المسلمين .

فهل يريد الكاتب أن تثار فتنة وأن تفتح جبهة جانبية يشغل الناس بها وهذا الموضوع يشيع الفتنة والبلبلة وشغل الناس عن قضاياهم ما الفائدة التي عادت على الكاتب ؟